سنوات المراهقة مليئة بالتخبط والتغيرات الجسمية والشخصية، وهذا طبيعي جدًا، وللتعامل مع هذه المرحلة بحكمة وبأقل الخسائر، لا بُد أن تفهمي جيدًا طبيعة شخصية ابنك أو ابنتك حتى تستطيعي تلبية احتياجتهما العقلية والنفسية.
المراهق العنيد:
يتسم العديد من المراهقين بالعند والرغبة في تنفيذ ما يفكرون فيه فقط، فتعاملي مع ابنك على أنه ليس مجرد مراهق كباقي المراهقين، حاولي فهمه ومعرفة ما يحبه وما يخافه ويقلقه، وماذا يفعل عندما يشعر بالوحدة أو الحزن؟
لا تظهري استيائك من كل شيء يفعله، وحاولي أن تفكري من وجهة نظره كمراهق حتى تتوصلي لأسباب العند، تحتاجين لفهم كيف يفكر أولًا، وما يهتم به وما يُزيد من دوافعه، فذلك سيساعدك على التعامل مع أي نقاش أو اختلافات بطريقة أفضل.
قدّمي له خيارات متعددة، فذلك سيسهل من اتخاذ القررات، وشجعيه على السلوك الجيد، ولا تجعلي من عنده مبررًا، لتتجاهلي المواقف الإيجابية التي قام بها مؤخرًا، واظهري مدى تقديرك للأفعال الجيدة التي قام بها، وشاركي الأسرة والأصدقاء بها، حتى يعلم طفلك كم أنتِ سعيدة وفخورة به.
المراهق المستقل:
الخوف من فقد الحرية هو السبب الأكبر لمحاولة استقلال المراهقين، وبتفهم أهمية الحرية لطفلك في هذه المرحلة، ستجنبك خوض معارك من جانبه، فمثلًا: يرى أحدهم أن هاتفه المحمول هو نافذته على الحياة، وممثل لهويته كشخص حقيقي، فإن فقده له كعقاب بمثابة انتزاع لحريته.
احرصي على وضع توقعات محددة، سيشعر طفلك بالأمان والاستقرار بصورة أكبر، عندما يفهم بالتحديد أي المواقف التي تفقده حريته وأيهما تجنبه ذلك، مع التأكيد على أن التعامل الحكيم مع المواقف المختلفة سيزيد من مساحة الحرية الخاصة به، وتهيئتهم بحكمة على التعامل مع نمو الحرية التي يحصلون عليها.
علمي أبناءك التفكير عند اتخاذ القرار وتحديد أخطائهم، فمن طبيعة المراهقين أنهم يودون فهم أسباب القرارات، حتى لو لم يستطيعوا التفكير في مدى منطقيتها، يجب علينا مساعدتهم على تفهم العواقب والتفكير بها عند اتخاذ القرارات، مثل: "إذا ذهبت للمركز التجاري كم ستستغرق من الوقت حتى تعود لإنهاء واجباتك المدرسية؟".
كما يجب علينا مساعدتهم في الانتقال من خوف الآباء للخوف من الله، فذلك يجعل ضمائرهم رقيبة عليهم على مدى المواقف والمراحل المختلفة.
المراهق الحساس:
المراهق الحساس يحتاج من الأم مساعدته لتفهم مشاعره والتعامل معها بطريقة صحية، لذلك مهم أن تقدمي له بعض النصائح تساعده في التعامل، مثل: الاختلاء بنفسه في مكان خاص به، وكيف يتنفس جيدًا لتفريغ طاقته السلبية، وتشجيعه على التفكير بهدوء، بعرض بعض الأسئلة التي تساعده في تحديد مشاعره، مثل: "ماذا تشعر بالتحديد؟ هل تظن أن هذه المشاعر من داخلك أم مشاعر من الآخرين؟"، وبالوقت سيستطيع تحديد مشاعره والإقدام على ما يجب عليه فعله، والخطوة الأهم في مساعدته كونك نموذجًا يقتدي به في التعامل مع المشاعر المختلفة.
المراهق المتمرد:
يريد تكوين هوية خاصة به، فيحاول اكتشاف صفات شخصية في نفسه يتفرد بها، فقد يود لفت الانتباه عندما يصبح الآباء منشغلين عنه، وقد يستخدم طرقًا سيئة لذلك.
من الممكن أيضًا أن يكون تمرده بسبب ضغط من أقرانه، ففي هذه المرحلة يحرص المراهقون على إيجاد مجموعات من الأصدقاء يشعر بينهم بالتقدير والاحترام، وقد يضطر لتجربة بعض الأشياء السيئة بضغط منهم، لذا مهم التعرف على أصدقائه واهتماماتهم.
حاولي أن تتواصلي بشكل مستمر معه، وتحلي بالصبر واستمعي إلى مخاوفه وقلقه، وحددي قواعد واضحة للتعامل مع شرح العواقب للتأكد من استيعاب الحدود.
لا تقارنيه بنفسك عندما كنتِ مراهقة أو بأقاربه، وشجعيه على أن يكون نفسه ليتعلم تقدير الذات، فكل طفل مختلف عن الآخر، والأفضل أن تساعديه على اكتشاف مواهبه وقدراته.
اظهرى احترامك له "تفرده، أمانته، إنجازاته"، فأنتِ كنتِ ذات يوم مراهقة أيضًا، وذلك سيساعده على اتخاذ قررات واقعية ومسؤولة.
أرسل تعليقك