القاهرة ـ صوت الإمارات
الإكتئاب في سن المراهق ليس عوارض حزن، أو سوء مزاج، بل إنه حالة خطيرة لا يمكن التلاعب بها سيدتي لأنها مشكلة تؤثر على كل جوانب حياة ولدك، فعليك أن تتعاملي معها بجدية تاماً. فالإكتئاب في سن المراهقة يؤدي الى مشاكل عدّة منها في المنزل، في المدرسة، أو مع كل ما يحيط بالمراهق، حتى أن الاكتئاب قد يقود المراهق إلى تعاطي المخدرات وكره نفسه، أو حتى يقوده الى الإنتحار. لا تهملي هذه الحالة وكوني الصديقة المقربة لكي تبحثا معاً عن حلول تخرج ولدك من حالته.
فهم إكتئاب المراهق
هناك مفاهيم خاطئة عن الإكتئاب في سن المراهقة، فكل الأمور تحل بتلاقي وجهات النظر، معظم المراهقين يبحثون عن إخراج أنفسهم من هذه الحالة عبر العديد من الطرق الخاطئة، ومنهم من لا يقطعون بهذه المرحلة بتاتاً، فيعيشون فترة المراهقة بين الصداقات الجديدة، والأنشطة رياضية.
ولكن من يقطع في فترات عصيبة يكون ضحية للإكتئاب فتظهر عليهم علامات غريبة منها سوء المزاج، الإنزواء، والشعور الدائم بالحزن، وبأنه غير نافعاً لشيء. وإن لم يتم فهم هذه الحالة ومعالجتها يتعرض المراهق الى تدمير في جوهر شخصيته.
علامات الاكتئاب وأعراضه
يواجه المراهق العديد من الضغوط ومن التغييرات في حياتهم، حيث يتكون لديه عدّة أسئلة حول من هو، وعن طبيعة تكوينه، وتغير نمط حياته، وهذا ما يجعل الأمور أكثر تعقيداً إذ غالباً لا يجد أجوبة لأسئلته. وهذا ما يجعله معظم الأحيان عدواني وغير واضح.
ويقول الخبراء العالميين أن معالجة المراهق من إكتئابه سهلة ولكنه يتطلب وقتاً وتظافر الجهود من كافة الأطراف الموجودين حوله، بدءاً بذويه ومدرسيه، وحتى زملائه.
كيفية المعالجة
يمكن أن يعالج إكتئاب المراهق بين أربعة الى سبعة أسابيع إذ لم تكن حالته متفاقمة، وتم إكتشافها سريعاً، وهذا الإكتئاب يسمى خفيف أو معتدل الدرجات.
أما إذا كانت الحالة متفاقمة فينصح الطبيب النفسي بأخذ الأدوية المضادّة للإكتئاب والتي تتابع مع جلسات إستماع، وبمثابرة وجدية تامة يشفى المراهق من حالته خلال مدّة أقصاها عام.
ويساعد الأخصائي أو الطبيب النفسي بمساندة الأهل على التصدي للإكتئاب والعمل على نشله من الحالة التي تعتريه، كما تخفيف آلامه. وهذا العلاج يقود المراهق الى إعادة الثقة بنفسه.
كيف يساعد الأهل المراهق؟
الأهل هم مفتاح الحل، وأنت يمكنك أن تخرجي ولدك من حالته بأقل خسائر ممكنة، فربما يتفاقم وضعه ويرفض زيارة الطبيب النفسي، وهنا عليك ان تتحايلي كثيراً عليه، وتجعلي من الطبيب صديقاً للعائلة وتقومي بدعوته لزيارة منزلك، لتقربي المسافات بينهما كي يصبح صديقه ويسانده في محنته.
إحرصي أن تقربي الجميع من المشكلة وتشاركوا في إيجاد الحلول، وأحيطوا المراهق بكمّ كبير من الحنان والعاطف، فالمحبة ستجعله ينسى كل تشنجاته.
وبعد التواصل المستمر وإستشارة الطبيب، عليك أن تقومي بخطوة ثالثة وهي التكلم بجدية مع مدرسة ولدك عن حالته النفسية، وإجعلي المسؤولين يدخلون في صلب المشكلة، كي يساندونه في الوقت الذي يقضيه في المدرسة. وثابري أن يحضر بإنتظام صفوف الرياضة إذ أنه يخرج كل الطاقات السلبية، ويقلل من التوتر، وخصوصاً عليه أن يمارس تقنيات الإسترخاء التي من شأنها أن تحسن كثيراً من حالته.
وإن كان ولدك يرفض الذهاب الى المدرسة لا تجبريه بالطرق المعهودة، بل إحرصي على أن تفهميه وبطريقة جد خاصة أهمية ذهابه، وإعطيه أمثلة عن أولاد تسربوا من المدرسة وضاع مستقبلهم، كي يخاف ويدرك أهمية دراسته.
كوني متيقظة دائماً لأوضاع أولادك خصوصاً في سن المراهقة، كي تحافظي عليهم ولا تجعليهم عرضةً لأي مكروه. وإن حصل ووقعوا في فخ الإكتئاب فلا تخافي الحل بين يديك، إكتشفي الحالة سريعاً وتابعي مع طبيب نفسي، كما عليك أن تضمّي قدر المستطاع ولدك الى صدرك فهو بحاجة فقط الى الطمأنينة التي لا يجدها سوى في حضنك الدافئ.
أرسل تعليقك