دبي – صوت الإمارات
لا شكّ بأنّ كلّ من اختبر تجربة الانفصال عن الحبيب أي الطلاق قد مرّ في دوامة من المشاعر والأفكار. إنّ الانفصال قد يكون من أصعب أنواع الألم الذّي نتحملّه في حياتنا لاسيمّا إن كان الحبيب هو الذّي بادر بهذه الخطوة. وقد ينجح بعض الأشخاص في تخطيّ ألم الفراق بسرعة والمضي قدمًا في حياته، في حين يبقى البعض الآخر عالقًا في هذه المرحلة وتبدأ معاناتهم فيشعرون بأنّ هذا الوضع لن ينتهي أبدًا. لكن الحقيقة هي أنّ ردّة الفعل العاطفية على الطلاق تعتمد على كيفية تفسير هذا الانفصال وفهمه.
يجب أن تفهمي أفكارك وعواطفك في هذه المرحلة ما سيساعدك على التحكّم بالآثار العاطفية للانفصال والامتثال الى الشفاء في شكل أسرع.
نصائح لتخطي ألم الطلاق
استنادًا الى نظرية الاضطراب العاطفي، لا بدّ أن يمرّ الانسان بالمراحل المذكورة أدناه كلّما واجهته أزمة عاطفية. إن كانت لديك معرفة مسبقة بالمراحل التي ستمرين بها فقد يساعدك هذا الأمر على تغيير أسلوبك في تفسير الحدث واستيعابه وبالتالي ستتفاعلين مع الأحداث بأقل ألم ممكن.
أ- تجربة منشّطة: أي عند حدوث الطلاق إمّا عن طريق المواجهة أو طريقة بديلة. في هذه المرحلة ستعرفين أنّ علاقتك على وشك الانتهاء أو انتهت.
ب- أفكار غير منطقية عن الانفصال: في هذه المرحلة تبدئين بالتفكير في ما حدث وتحاولين أن تجدي تفسيرًا له وعادةً ما تنتهين بلوم نفسك. وتعرف هذه المرحلة بأنها غير عقلانية إذ تلقين اللوم على نفسك وتشككين بقيمتك بالنسبة للشخص الآخر. وقد تراودك الأفكار الشائعة التالية " لن أجد شخصًا رائع مثله مرة أخرى"، "أنا السبب في أنه لم يستطع أن يحبّني"، "أنا سيئة الحظ في الحب والزواج، كل شيء سيء يحدث لي" .. وينتج عن هذه المرحلة الكثير من الألم العاطفي، وكلمّا زادت الأفكار اللاعقلانية وكلّما ألقيت اللوم على نفسك، سيكون الانفصال أكثر صعوبة وألم.
ت- آثار عاطفية مزعجة: هذه المرحلة العاطفية هي ردة فعل على المرحلة التي سبقتها. فتصابين بالاكتئاب والحقد والعدائية والعصبية.
ث- مناقشة أفكار غير منطقية: في هذه المرحلة تبدئين بمناقشة أفكار غير منطقية مع نفسك ومع أصدقائك مثلًا " كيف أنّ رفضه لي يجعلني شخص غير جدير؟" "لقد كنت جيدة معه ولم أرتكب أي خطأ بحقّه". ستبدئين بإلقاء اللوم على الشريك. وهنا تبدئين بمعالجة نفسك ومحاولة الشفاء من جرح الطلاق. كما ستجدين نفسك واقعية في الجدال وقد تراودك الأفكار والمشاعر المتضاربة للحظة، ولكن ما أن تبلغين هذ المرحلة، ستعرفين أنّ ألمك قد شارف على النهاية.
ج- آثار عاطفية جديدة: بدلاً من مشاعر الاكتئاب والحقد وغيرها التي كنت تعانين منها سابقًا ستشعرين الآن بالحزن والانزعاج. وستبدئين بالتفكير "لقد كانت العلاقة جميلة ، ولكن لم نكن متفقين على ما أعتقد ، "إنه أمر مزعج أن تعرف أنه سيكون مع شخص آخر ولكن لا بأس سأجد بدوري شخصاً غيره".
ما إن تدركي أنّ ردة فعلك العاطفية تعتمد على كيفية فهمك لتجربة الطلاق وتحديد المرحلة التي تمرينّ بها ستصبحين قادرة على الحدّ من وطأة الألم والحزن وتسارعين للامتثال الى الشفاء
أرسل تعليقك