رغبة الزوجة في فهم هرموناتها والتغيّرات التي تطرأ على عمل هذه الأخيرة في المرحلة التي تسبق حلول الدورة الشهريّة ظاهرة عصريّة، وليدة اليوم... ومن أهمّ المشاكل النسائيّة التي تطال العلاقة الزوجيّة الحميمة في هذه المرحلة، المعروفة بالـ PMS (Premenstrual Syndromes)، فقدان الرغبة في الاتصال الحميمي. ما هي العوامل وراء هذا الفتور وفي هذه الفترة الزمنيّة بالذات؟ وهل اللوم يقع فقط على تبدّل عمل ومنسوب الهرمونات في الجسم؟ وإذا سلّمنا جدلاً بصحّة هذه الفرضيّة، فهل تُعَدّ هذه التغييرات عوارض طبيعيّة حتميّة؟ أم أنّ هناك عوامل أخرى، كالتغذية والمحيط والإرث التاريخيّ في نظرة المرأة إلى ذاتها، تدخل في خانة هذا التبدّل في الهرمونات، وفي عمليّة الأيض عموماً، والذي يخلّ بالمشاعر والمزاج؟
أبحاث ودراسات علميّة تعرض هذه الهواجس بكلّ أوجهها وتجلّياتها، تطرح الأسباب والحلول لفقدان الزوجة المحرّك الأساس لعلاقة حميمة ناجحة.
المشكلة ليست في هرموناتك...
تقلّب التوازن في الهرمونات الجنسيّة الأنثويّة خلال هذه الفترة أمرٌ طبيعيّ، حيث ترتفع نسبة الأستروجين في الدم، فيما ينخفض معدّل البروجيستيرون. هذا التقلّب يصبح اختلالاً بظلّ اعتماد نظام غذائيّ غير صحّي، يضعف معه جهاز المناعة، ويتضخّم الكبد بنتيجته، والذي من شأنه تصريف فائض الأستروجين، إلى جانب اختلال التوازن في غشاء المعدة. فتظهر هذه العوارض على جسم المرأة بقوّة في الأيّام التي تسبق بداية الدورة الشهريّة. على أنّ ارتفاع معدّل الأستروجين، بحسب الدراسات العلميّة، يزيد من انخفاض السيروتونين، هرمون السعادة المسؤول عن تعديل المزاج، ما يساهم، بشكل كبير، في الشعور بالاكتئاب، وبالتالي في تقليص رغبة الزوجة بالاتصال الحميميّ مع زوجها.
... إنّما في نظامك الغذائيّ
اعتمدي نظاماً غذائيّاً صحّيّاً، يعتمد قبل كلّ شيء على المأكولات العضويّة، كطقس من طقوسك اليوميّة.
الكالسيوم والمغنيسيوم
استهلاك 1200 مغ من الكالسيوم يوميّاً يخفّف من عوارض الدورة الشهريّة الجسديّة والنفسيّة بنسبة 50 %، لِما له من فوائد في تنظيم خفقان القلب وتخثّر الدم، كما والتقليل من سرعة تهيّج الأعصاب العضليّة. تجدينه في المأكولات البحريّة مثل السردين والسلمون، والمكسّرات كاللوز والجوز والبندق والكاجو، إلى جانب الفاصوليا البيضاء وخضار القرنبيط، السبانخ، البقدونس والبامية.
أمّا استهلاك 200 مغ من المغنيسيوم يوميّاً، فيخفّف من انحباس الماء، وبالتالي من حالات التورّم والانتفاح بنسبة 40 %. هذا ويساعد المغنيسيوم على تقوية الجهاز العصبي وتهدئة العضلات، ما يحدّ من التشنّجات وتقلّبات المزاج التي غالباً ما ترافق هذه الفترة.
مخاطر الأملاح
تجنّبي الإكثار من استهلاك الصوديوم الموجود في ملح الطعام والأطعمة المالحة، إذ يعزّز انحباس الماء في الخلايا، ما يزيد من تشنّج غدد الثدي وتورّم وانتفاخ الرجلين.
في المقابل، أكثري من شرب المياه المعدنيّة، ما يعادل الليتر ونصف الليتر يوميّاً، وتناولي المأكولات الغنيّة بالبوتاسيوم كالموز، الفواكه المجفّفة، اللوز والجوز، لتحفيز عمل الدورة الدمويّة، وبالتالي التخلّص من السموم.
أوميغا 3 وأوميغا 6
الأحماض الدهنيّة غير المشبَّعة المعروفة بـ أوميغا 3 وأوميغا 6 تعدّل عمل الهرمونات في الجسم، ونقصانها يؤدّي إلى اضطرابات في المزاج. تناولي السمك مرّتين في الأسبوع، وأدخلي اللفت وزيت الجوز وزيت الصويا على أطباقك اليوميّة، كالسلطة على سبيل المثال.
الفيتامين ب 6: سلاحك الفتّاك
يعدّل هذا الفيتامين المثالي عمل الهرمونات، فتتلاشى معه عوامل الإرهاق والاكتئاب وتقلّب المزاج، كما وتورّم الصدر والرجلين والإحساس بالانتفاخ. فأكثري من تناول الأسماك والبطاطس والعدس والموز.
السكّر حاجة لا حاجة لها
إذا كان جسمك ينذرك بحاجته الماسّة إلى السكّر قبيل دورتك الشهريّة، فلا تنصتي إليه؛ إذ إنّ استهلاك كمّيّة مفرطة منه يسبّب انخفاضاً حادّاً وسريعاً في نسبة السكّر في الدم، ما يخلّ بعمليّة الأيض أكثر فأكثر. لذا فضّلي عليه النشويّات والحبوب الكاملة التي تشعرك بالشبع من دون أن تتسبّب بنقص السكّر في الدم.
المنبّهات... سبيلك إلى مزيد من التوتّر
القهوة، الشاي، المشروبات الغازيّة الغنيّة بالكافيين والشوكولاتة تزيد من حدّة الانقباضات والأوجاع في المرحلة التي تسبق موعد الدورة الشهريّة.
في الكواليس...
عوامل نفسيّة
- تكرار تجربة العوارض السابقة لبداية الدورة الشهريّة يجعل الزوجة تنفر من جسدها ولا تثق به وبتقلّباته؛ الأمر الذي يؤثّر سلباً على صحّتها ومزاجها، وبالتالي على علاقتها الحميمة.
- عامل آخر يقلّص رغبة الزوجة في هذه الفترة، هو عندما تكون علاقتها مع جسدها غير وثيقة، أي عندما لا تكون على معرفة كافية بمكامن جمالها من ناحية، ما يقلّل من ثقتها بنفسها أكثر خلال هذه الأيّام، ولا بالمناطق التي تؤمّن لها الإحساس بالنشوة، ما يزيد من توتّرها ومن التقلّصات الفيزيولوجيّة التي تخفّف الرغبة لديها.
حلول فيزيولوجيّة
- العلاقة الحميمة لا تقتصر فقط على عمليّة الاتصال، الذي يجب أن يكون تتويجاً للمداعبات الجسديّة، من ضمنها التدليك، برفق ونعومة، الذي يساهم بدوره في تحضير جسم الزوجة، من خلال فكّ التقلّصات والتوتّر ورفع منسوب هرمون السعادة.
- تعزّز التمارين الرياضيّة المعتدلة واليوميّة، كالبيلاتس والمشي، ارتفاع نسبة الأدرينالين في الدم، وتحفّز بالتالي رغبتك الجنسيّة.
- علاقتك الزوجيّة تبدأ من علاقتك بجسدك الذي يجب أن تدلّليه وتقدّري كلّ مكنوناته وحواسّه. خصّصي له وقتاً من الاسترخاء والاستجمام بطريقة منتظمة، من خلال جلسات الحمّامات الدافئة وبرامج التدليك، محاطة بأريج العطور التي تفتّح أنفاسك ونغمات الموسيقى الهادئة التي تعيد إلى مسامعك السكينة والابتهاج.
أرسل تعليقك