القاهرة -صوت الامارات
أسهم الانترنت ولا شك في سهولة الاتصال بالعالم الخارجي، ولكنه أسهم أيضا في ازدياد الانفصال الداخلي بين الأزواج وأفراد الأسرة الواحدة، فعندما "دخل الانترنت من الباب هرب استقرار الأسرة وارتباطها من الشباك"، ولا شك أن أوجه استخداماته تختلف باختلاف السلوكيات، كل حسب اتجاهه وميوله، ولكنه قد بات للأسف "ضرة الزوجات" وبوابة الخيانة!
الرأي الأسري والنفسي
أكدت المستشارة الأسرية والنفسية نسرين أبو طه، أن التقنية لها إيجابيات وسلبيات حسب الاستخدام، مشيرة إلى أن السعوديين بشكل خاص والعرب والخليج بشكل عام، يغلب عليهم الاستخدام السلبي حتى أصبح الإنترنت والأجهزة الذكية "كالضرة" للزوجات ويقود للخيانة.
وبينت أن الكثير من الأزواج قد وصلوا إلى حد الإدمان للإنترنت أو برامجه كالدردشة أو الماسنجر وغير ذلك، وتتمثل معظم حالات الضرر في الخيانة الزوجية كعقد صداقات وإشباع رغبات عاطفية خارج إطار الزواج خاصة أن هذه الصداقات مفتوحة في ظل الإنترنت المفتوح.
وشدّدت المستشارة الأسرية والنفسية على ضرورة نشر الثقافة الحقوقية لدى المقبلين والمقبلات على الزواج لمعرفة حقوق الزوجة عند الزوج، وحقوق الزوج عند زوجته، لافتة إلى أن كل هذه الأمور في الغالب غائبة عن المُقدمين على الزواج، لذا باتت معدلات ظاهرة الطلاق مرتفعة وهاجساً ومؤشراً خطيراً لأفراد المجتمع، ونصحت بضرورة تأهيل المقبلين على الزواج لمدة 6 شهور على الأقل، بحيث يتم أخذ جميع مناحي الحياة الزوجية، وخصوصا منطقة الخطر ألا وهي السنة الأولى للزواج.
الرأي الاجتماعي
أكدت الأخصائية الاجتماعية سحر محمد، أن هناك الكثير من الخلافات القائمة بين الزوجين بسبب الانترنت، حيث تشكو العديد من الزوجات من أن أزواجهن يتخذون الحاسوب زوجة أخرى، حيث يجلسون أمامه أكثر مما يجلسون مع زوجاتهم، حتى إن البعض منهن يُطلقنَ عليه اسم "الضَّرَّة" أو الزوجة الثانية، وبات أحدى بوابات تدمير العلاقة الزوجية، وكذلك سببا مباشرا للتباعد بين الزوجين.
وأشارت إلى أن مضمون مثل هذه الخلافات الزوجية ينشأ بسبب عدم وجود الثقة بين الزوجين، وضعف الروابط العاطفية بينهما، خاصة وأن الكثير من الأزواج يقضون أوقات طويلة على الإنترنت على حساب الوقت الممكن أن يقضوه مع زوجاتهم، ومن هنا تبدأ عملية تصعيد المشاكل الزوجية.
وأضافت إن المشكلة لا تكمن فقط في الإدمان على تصفح الشبكة، بل في الإغراءات الكثيرة التي توفرها والتي تجعل الناس يبتعدون عن بعضهم، حيث أصبح الإنترنت هو بمثابة بوابة إلى علاقات أخرى، يمكن أن تحطم علاقات قائمة، خاصة وأن الخيانة على الإنترنت أسهل بكثير من الواقع، لأن الفاعلين يجلسون في المنزل ولا يحتاجون إلى تقديم الأعذار للخروج من المنزل.
ووجهت الأخصائية الاجتماعية نصيحتها إلى كل زوجة، بألا تتعسف في نظرتها للإنترنت حتى لو كان في حكم "الضرة" بالنسبة لها، وألا تحاول أن توقف زوجها بشكل مباشر عنه فهذا له نتائجه العكسية، بل عليها أن تشاركه هذه الهواية بكل ما فيها، وأن تطلب منه أن يعلمها أشياء معينة، وأن يخوضا معاً تجارب جديدة في هذا العالم، حتى لو انتقل جزءا من حياتهما إلى دنيا "الأون لاين"، وبالتالي سيتبدل الحال.. فبدلاً من أن يكون زوجها وجهاز الكمبيوتر فقط، سيكونون هم الثلاثة معاً
أرسل تعليقك