القاهرة -صوت الامارات
طموح المرأة قد يعرِّضها لكثير من الظلم والاضطهاد بصورة استفزازية.. فالزوجة من الممكن أن يتم طلاقها بسبب طموحها.. وهذه مشكلة حقيقية تهدد حياتها الزوجية والأسرية، ورغم ذلك تصر المرأة على تحقيق آمالها وأحلامها؛ حتى ولو كان ذلك على حساب بيتها.. فخروج المرأة للعمل لتحقيق طموحها من الأسباب الرئيسية لارتفاع نسب الطلاق في الوطن العربي، وذلك بسبب غيرة الأزواج من نجاح زوجاتهم في العمل وتفوقهن عليهم. السؤال الذي توجهنا به إلى بعض الرجال: هل أصبح طموح المرأة «عيباً» وضد الرومانسية والاستقرار الأسري؟ الطموح والرومانسية خالد عبدالعزيز، محاسب في شركة خاصة: طموح المرأة الزائد يلهيها عن حياتها الزوجية، فطموحها الزائد في العمل يُبعدها عن الرومانسية وإسعاد زوجها، وبالتالي فإن هذا يؤثر على العلاقة الزوجية بين الطرفين، وتحدث المشاكل، وتتفاقم إلى حد حدوث الطلاق.. لذلك من الأفضل أن تجلس المرأة في البيت لإرضاء زوجها وتنفيذ ما يريد، ويجب أن يكون الطموح في إسعاد الزوج فقط والأولاد. يضيف أن صديقه في العمل متزوج منذ سنتين ونصف السنة، وزوجته تعمل مترجمة في إحدى الشركات الخاصة، ويشتكى دائماً من طموحها الزائد في العمل، حيثُ تجلس ساعات إضافية عن الساعات المحددة للعمل. وتتجاهله، لدرجة أنه صار لا يشعر بالسعادة معها، فهي لا تلبى رغباته الزوجية إلا قليلاً، وقد وصلت به الحال أنه يفكر في بعض الأحيان أن يطلقها. الواجبات المنزلية أحمد عاطف يعمل في المجال البحري، يستنكر في الأساس عمل المرأة وطموحها ويرفضه، ويرى أنها عندما تفكر في الخروج للعمل، فهذا بلا شك سوف يؤثر على دورها في منزلها، ويؤدي إلى تقصيرها في الواجبات المنزلية.. فلابد من وجود المرأة يومياً في البيت، وأنه يفضل أن يتزوج من امرأة لا تعمل.. ويروي لنا أن أخته تعمل معلمة لفترات صباحية ومسائية، فتترك أولادها عند والدتها، وكانت والدتها تطهو لها، وهى تقصر بشكل كبير في حياتها الأسرية وزوجها كان يغضب بشدة، لدرجة أنه هددها أكثر من مرة بالطلاق بسبب طموحها الزائد على الحد، وإهمالها لحياتها الزوجية والأسرية. التوازن محمد كمال إداري في قطاع التنمية البشرية، ومتزوج منذ أربع سنوات من محامية عاملة، يرى أن طموح المرأة يحقق الاستقرار في الحياة الزوجية والأسرية معاً، بشرط أن يكون متوازناً، ولا يؤثر على الحياة الزوجية بينهما، ولا على الحياة الأسرية من واجبات منزلية وغيرها، ويقول إن زوجته في بعض الأوقات تقصر في حقه وفي حق الواجبات المنزلية، وعندما يغضب يجلس ويتناقش معها، وهى تتفهم الوضع وتعود لتوازن بين عملها وبيتها. ولهذا فهو يرى أن الطموح يحقق الاستقرار، ولكنه يتحدث عن الطموح المتوازن بين العمل والحياة الزوجية. الطموح صفة طيبة فيما يرى الخبير الاجتماعي محمد عبدالمولى، أن الطموح صفة طيبة ولكنها دقيقة وحساسة، وأن هناك فارقاً بين أن يطمح الإنسان، وأن يطمع! وشيء جميل أن يطمح الأزواج لإسعاد أنفسهم وأسرهم، مرتكزين في ذلك على أساس من التقوى والأهداف المشروعة لهم ولأولادهم. وكلما كان الزوجان طموحين، كانت حياتهما متجددة وغير رتيبة.. والمهم ألا يكون ذلك على حساب الاستقرار العائلي، وفى إطار من موازنة الأمور؛ حتى لا يطغى واجب على آخر، أو يكون السعي نحو تحقيق الطموحات –ولاسيما بالنسبة لطموح المرأة– على حساب الواجبات. ولتعلم الزوجة أن أسمى طموحاتها تتحقق، عندما تحقق السعادة لها ولزوجها ولأولادها، وليس عندما تحقق مكاسب مالية أو مناصب دنيوية، خصماً من واجباتها الأسرية. وهذا ما يلقي على الزوجة الطموحة عبئاً ثقيلاً، قد لا تتحمله كثير من الزوجات. وعلى الزوج المنصف أن يكون دبلوماسياً، يفرح لنجاح زوجته ولا يغار منه، بل يحتضنه، وأكثر من ذلك يساعد في تحقيقه، طالما كانت الزوجة قادرة على التوفيق بين واجباتها المتعددة، ويعتبر أن نجاحها نجاح له وللأسرة جميعاً. وفى كلمة، فإن هناك شعرة دقيقة بين طموح الزوجة، أو حتى الزوج، وبين الشطط غير المبني على أساس من الواقع أو القناعة والرضا. وبصفة عامة، لابد من الحوار المتزن بين الزوجين في أي أمر يخص أسرتهما.
أرسل تعليقك