تربية الأطفال هي المهمة الأكثر صعوبة على أغلب الأزواج. كيف تختلف طرق التربية وما هي آثار هذا الإختلاف على العلاقة الزوجية؟ هذا ما سنحاول التطرق له.
يعيش الزوجان لحظاتهم الأولى في عش الزوجية في سعادة وهناء، بعد عملهما على إيجاد أرضية مشتركة تمكنهما من وضع مبادئ وأسس ترسم النظام العام الذي يسير حياتهما.
يشكل دخول أي عامل جديد على حياتهما فرصة لهما للنظر في هذا العامل والتعامل معه بما تقتضيه الأمور للحفاظ على التوازن النفسي والعاطفي وكذا التربوي الذي عملا على إنشائه وتحقيقه.
لكن، بمجرد دخول الأطفال في حياة الأب والأم، تشهد حياتهم تحولاً كبيراً على جميع المستويات، خصوصاً إن لم يكونا قد تحاورا وتناقشا حول الظروف الجديدة التي سيخلقها الضيف الجديد قبل ولادته. فزيادة على السعادة العامرة التي يجلبها الطفل للبيت بصراخه الأول وضحكاته ولعبه، فإنه يحرك عواطف الأمومة والأبوة في كيان الزوجين وهو الأمر الذي قد يخلق ردود فعل متباينة من الأبوين خصوصاً في المسائل المتعلقة بالتربية.
سنتحدث في هذه المقالة عن تأثير اختلاف وتباين طرق التربية عند الوالدين على علاقتهما الزوجية والعاطفية.
الطفل يلعب على أوتار العاطفة ليحصل على ما يريد
انطلاقاً من نظام التغذية، مروراً بطريقة الحديث واللباس ووصولاً لكيفية الدراسة وساعات اللعب والعلاقة مع التلفاز والأجهزة الإلكترونية، قد تختلف نظرات الوالدين وآراؤهما انطلاقاً من تجارب كل واحد منهما وقناعاته.
هكذا، إذا لاحظ الطفل تباينا في قناعات والديه، فإنه يلجأ إلى استغلالهما بطلب كل ما يروق له من الطرف الذي يحس بأنه سيلبي له رغبته، بالتالي تنشأ خلافات بين الوالدين قد تتطور إلى نزاعات حقيقية إذا لم يحسنوا حلها بالشكل المطلوب.
عدم إظهار اختلافكما أمام الطفل
تتمثل القاعدة الأولى في هذا الشأن بحرص الوالدين على عدم إظهار خلافاتهما واختلاف آرائهما أمام الطفل منذ نعومة أظافره، فلا يقاطع الأب الأم عند حديثها مع الطفل كما لا يجعل أوامرها هباء منثوراً أمامه، كما لا يحسن بالأم أن تأمر الطفل بعدم القيام بتوجيهات والده ولا تأخذه في أحضانها بعيداً عنه كلما هم الزوج للقيام بدوره التربوي.
ينبغي على الزوجين أن يضعا الخطوط العامة التي يرغبان أن تسير تربية ابنهما وفقها منذ الأيام الأولى لولادته وأن يفصح كل واحد منهما عن الأمور التي لا تعجبه من طريقة شريكه بعيداً عن مسامع الطفل وأعينه، حتى يرتبان أمورهما بعناية كزوجين ووالدين.
تدخل أهل الزوجين بمثابة الوتر الحساس
قد يدخل عنصر آخر على الخط، وهو أهل الوالدين، فيتدخلان بآرائهما التي قد تخالف في كثير من الأحيان ما خطه الزوجان من قواعد وأدبيات لتربية أبنائهما. إذا كانت لحظات هذه التدخلات قصيرة أو لا تتعدى الملاحظات على أساليب التربية، فإنها قد لا تهدم ما عمل الوالدان على بنائه.
أما إذا صار التدخل فعلياً وفي أمور جوهرية ورئيسية ولمدد طويلة، كما في حال أن يعيش الزوجان على مقربة من مسكن الأهل، فإن هذا الأمر يستدعي تدخلاً عاجلاً لمعالجة الأمر. ينبغي للزوج والزوجة أن يطلعا أهلهما على رؤيتهما لطريقة التربية التي يريدان أن ينشأ أطفالهما وفقها وأن يجتهد كل واحد منهما في إقناع أهله بهذه الطريقة.
أثر تدخل الأهل في تربية الأطفال على الزوجين
إن تدخل أهل الزوج أو الزوجة بشكل مباشر في تربية الأبناء قد يخلف تصدعاً يصعب ترميمه في علاقة الزوجين ببعضهما البعض، لأنهما يقعان في خيارات أحلاها مر، فإما أن يواجه الزوج أهل زوجته وهو ما يخلف آثار سيئة في نفسيتها تظهر بجلاء على علاقتهما فيما بعد، أو أنه يفجر جام غضبه عليها ويصر على أن تأمر أهلها على عدم التدخل وهو ما يضعها بين نارين وأكيد العكس بالعكس.
أرسل تعليقك