نجد بعض الأزواج في زماننا هذا يطالبون بمساهمة الزوجة مادياً في المصاريف، كما لو كانت واجباً مفروضاً عليها. وبين الواجب والمساهمة الطوعية للنساء مواقف وللرجال آراء.
تتعاون منيرة الشامسي (موظفة إماراتية) مع زوجها على دفع مصاريف الحياة اليومية لكنهما عندما كانا خارجين إلى مطعم في فندق راقٍ، جاء وقت الحساب وأشار زوجها بيده بما معناه حاسبي، تتابع منيرة: "نظرت له باستنكار لأنه هو من عزمنا، لكنه ادعى أنه لا يحمل نقوداً فحاسبت فعلاً، وكان المبلغ يتجاوز ألفي درهم، لكنني بعد عودتنا للبيت (طلعت البيزات من عيونه)».
إبتسام الفلاسي (موظفة إماراتية) تساعد زوجها، وحسب قولها فهي تلبي جميع طلبات أطفالها، بينما زوجها يتكفل بمعظم المصاريف الأساسية، ويدفع شهرياً مبلغاً للمصاريف التي تشمل رواتب الخدم ومصاريف مدارس الأطفال، لكنه يغضب عندما يكتشف أنها زادت على المبلغ المحدد؛ لأن العائلة في مرحلة بناء منزلها الخاص.
فائض دلال محمود (موظفة مصرية) فلها موقف آخر مع مسؤولية الإنفاق على البيت، فقبل ثلاثة أشهر فقد زوجها عمله فأصبحت هي المعيلة الوحيدة لعائلتها، وكرد فعل منه لتسريحه من عمله رفض أن يستخدم أي مبلغ من الذي يحتفظ به مثل مكافأة نهاية الخدمة ولأي غرض، تتابع دلال: «حتى تذكرة الطيران التي سافر بها لمصر بعد (تفنيشه) أخذ نقودها مني، والآن أجد نفسي مسؤولة عن كل شيء: إيجار البيت والمصاريف اليومية ومدارس الأطفال. هذا الوضع جعلني مرة أملأ عربة السوبر ماركت وأجبره على الدفع بحجة إنني نسيت محفظتي في البيت، فاضطر أن يدفع وكأنه يدفع حياته».
أما منى علي (معلمة عراقية) فلا يوجد بينها وبين زوجها ميزانية بالمعنى المتعارف عليه؛ لأنه ينفق على الأمور الأساسية، وهي من جانبها تنفق كلما يسمح لها راتبها؛ حتى تصل لمرحلة تضطر فيها للأخذ من جيبه أحياناً، تستدرك منى: «أصبح يخفي محفظته عني».
ولرجاء حسين (ربة منزل سودانية) شكواها، فهي لا تعمل لذا يتحمل هو ميزانية البيت بشكل كامل إلا إنه بمجرد أن يعطيها مصروف الأسبوع الأول من الشهر حتى يبدأ بالقول: كم أعطيتك من نقود هذا الشهر؟ بينما دنيا بشار (موظفة سورية) لا تنتهي من شكوك زوجها عندما تشتري مواد غذائية أو استهلاكية للبيت، وتحديداً في قيمتها بقوله: هذه لم تكلف أكثر من مئتي درهم، بينما تكون قد صرفت فعلياً أضعاف هذا المبلغ، تتابع دينا: «عندها أريه الفواتير فيقول أنا الذي أدفع الإيجار».
للرجال رأي حتى لو دفعت المرأة كل راتبها، فلا يقف لسان الزوج عن الترديد بأنه يقبض أكثر منها، ولو بألفي درهم، دون أن يحسب تعبها داخل البيت وخارجه ومسؤولياتها الخاصة تجاهه. هذا ما قالته أغلب الزوجات، لكن الأزواج تكلموا من جانب آخر. سعيد الكندي (رجل أعمال إماراتي) يؤكد أن مسؤولية الإنفاق على البيت من واجب الرجل فهو يشتري المستلزمات المطلوبة، لكنه أحياناً يتبضع الأشياء التي§ يحبها ولا تحبها زوجته، أو يشتري مأكولات لأطفاله فلا يقتربون منها، ويكون مصيرها أفواه الخادمات
. فيما لا يمانع جميل عبدالله (مهندس لبناني) مساهمة زوجته في المصاريف أبداً، فالحياة الزوجية مشاركة في كل شيء ومادامت تعمل، وتحصل على دخل فلماذا لا تساهم؟ يتابع: «خلال ثلاثين سنة من الحياة الزوجية ساعدتني زوجتي براتبها؛ حتى تمكنت من شراء بيت كبير لعائلتي، ولولا مساهمتها لما تمكنا من شرائه».
يتحمل محمود عبدالقوي (محاسب مصري) معظم الأعباء المالية للبيت، فزوجته، كما يقول، معلمة وتحصل على دخل أعلى من دخله من خلال الدروس الخصوصية، لكنها تدّعي بأن دخلها قليل ويكفي بالكاد مصروفها ومصاريف الأطفال اليومية، يتابع: «أنفق أنا معظم راتبي في سداد المصاريف الشهرية مثل إيجار المنزل والكهرباء والمدارس، بينما توفر هي معظم راتبها وتحوله لأمها».
رأي الخبراء كشف محمد عبدالمعطي (مستشار قانوني) أن معظم قضايا الطلاق التي ترافع فيها تأتي الأمور المالية ومسائل الإنفاق على المنزل هي السبب، فالقانون والشرع يؤكدان على واجب الزوج في الإنفاق، والذي بسببه تتحقق القوامة للرجل، يتابع: «شرعاً حتى لو كانت المرأة غنية فهي غير مجبرة على الإنفاق، لكن ظروف الحياة المعاصرة الصعبة والكثيرة الأعباء أوجبت عليها إذا كانت تعمل، ولها دخل أن تساهم في المصاريف».
كيف تخططين لميزانية بيتك - احتفظي معك بمذكرة صغيرة تستعملينها كدفتر مالي تسجلين به مصاريفك اليومية وضعي هدفاً مستقبلياً.
- اكتبي قائمة تسوق تدونين فيها احتياجاتك وتلتزمين بها، وخذي 10 ثوان من التفكير قبل الشراء.
- انتظري 30 يوماً إذا قررت شراء شيء غير مهم أو من الكماليات.
- لا تدفعي الكثير من الأموال؛ لتسلي أطفالك. - خذي غذاءك للعمل، وقللي من الوجبات الجاهزة في المنزل. -إذا كنت ترغبين في نصيحة مالية فتحدثي مع خبير مالي
أرسل تعليقك