القاهرة -صوت الامارات
أنا متزوِّجة من 5 سنوات ولدي طفل يبلغ من العمر 3 سنوات. مشكلتي مع زوجي أنَّه لا يريد أطفالاً مجدداً. لذلك لا يريد معاشرتي سوى مرَّة أو اثنتين في الشهر وهذا غير أنَّه ليس لديه أي طموح إضافة إلى أنَّه لا يفي بوعده نهائياً معي. أنا أريد الطلاق ولا أرى أي حلٍّ آخر أرجوكم أفيدوني لكيلا أخسر ابني ووالده .
بداية اسألي نفسك هل تتحمل العلاقة بيننا؟
الشرط الأول هو أن تتوفر بينكما علاقة راسخة. هل يأتي رفضه من حقيقة أنَّه لا يشعر بالثقة والأمان. أنتما تحتاجان أولاً إلى تحسين مستوى التواصل بينكما، وأن ترسيا قاعدة متينة قبل أن تؤسسا عائلة.
• نقاش صريح ومفتوح:
ناقشي معه مخاوفه، وما هو الشيء الذي لا يشجعه على فكرة أن يصبح أباً للمرة الثانية من خلال الحوار وبطريقة هادئة قد يبصر، بصورة أكثر وضوحاً المسائل التي تشغله، و يتأكد من أنَّ الأمور ليست بتلك الصعوبة التي يتصورها. خلال الحوار نحافظ دائماً على:
ـ نبرة هادئة نعرض حججنا بدءاً من الأبسط ثم الأعقد والأهم.
ـ نستمع باهتمام لحججه.
ـ نتجنب المشاحنات والتوترات التي لا تساعد على الحوار والتفاهم بيننا.
ـ يتطلب الأمر أيضاً روح الفكاهة. تماماً كما هو الحال في كل الخلافات الساخنة فإنَّ النبرة الهادئة والرغبة بالتفهم ستساعدان على أن تنظرا لمسألة الإنجاب النظرة التي تستحقها: المرح والانشراح.
• هل يحب الجميع الأطفال؟
نعم تقريباً لكن أحياناً يفضل أحد الطرفين التأجيل لأسباب عديدة، وفي بعض الحالات قد تنعدم الرغبة بالإنجاب تماماً وهنا يشعر الطرف الآخر بالعجز التام، ما بين الرغبة بإقناع الشريك بأنَّه التوقيت المناسب لوجود طفل وبين الرغبة الحقيقيَّة بأن يكون ذلك عن قناعة الطرفين معاً.
• وتوضح مدني لأسباب التي من الممكن أن يكون الزوج مقتنعاً بها، ولكن تذكري أنَّ الطريقة المثاليَّة تتلخص في النقاش.
ـ الرغبة بالهدوء والسكينة في الحياة والاستمرار بالقيام بنفس الأنشطة والمهام مثل السفر والسهر.
ـ الكسل وعدم الرغبة ببدء خطوة جديدة تتطلب مجهوداً حتى لو كان نفسياً.
ـ الخوف من تحمل المسؤوليَّة حتى لو كان أبسط صورها مثل رعاية الطفل وشراء مستلزماته وبالتالي عدم القدرة على القيام بدوره كأب.
ـ الخوف من المجهول وما تحتاجه هذه التجربة من استعداد وبذلك يؤجل الزوج الفكرة بدلا من المواجهة بحيث يسيطر عليه الخوف بصورة تامَّة ويبدأ يحكم على التجربة بالفشل.
ـ «لن أكون أباً جيداً» ربما نتيجة التربية الخطأ التي تعرَّض لها الزوج لا يرى نفسه أباً جيداً، ذلك لأنَّه لم يحصل على الاهتمام الكافي، خاصة من طرف الأب وبهذا لا يرى نفسه قدوة لأنَّه افتقد هذا النموذج في صغره.
• حل المشكلة:
ـ ابدئي النقاش معه في التوقيت والمكان المناسبين، وأن يكون على استعداد تام لبدء النقاش.
ـ يفضل أن تبدأ الزوجة بالحوار بذكر ايجابيات الزوج ومن ثمَّ تطمينه بأن يكون الحوار مقنعاً، وغير مهدد لكي يشعر بالأمان.
ـ رتبي أفكارك حتى يكون النقاش فعال ولا يتحول لشجار، وركزي على جانب الاختصار ثم الاختصار لأنَّ الرجل لا يحب التفاصيل. اجملي في حوارك وركزي على المحور الأساسي وهو لماذا لا ننجب طفلاً آخر؟
ـ عبري عن مدى أهميَّة هذه الخطوة بالنسبة لك.
ـ طمئني الزوج بأنَّ الطفل مسؤوليَّة مشتركة، وبأنك لن تهمليه بعد الإنجاب، ولكن سيحدث تغيير في أولويات الزوجين معاً، وهذا لا يقلل من الحب والتقدير، بل على العكس سيكون الهدف واحداً.
ـ احرصي على إظهار رغبتك بالإنجاب بأنَّها بهدف تكوين أسرة تجمعكم وليس لأنك بحاجة لشغل وقتك أو لضغط المجتمع عليك.
ـ حاولي إقناع أحد أصدقائكما ممن لديهم أطفال وهو يحب صحبتهم زيارتكما من وقت لآخر وتحدثوا عن نوادر الأطفال، لكن من دون إظهار تعمد.
ـ تخيلي معه شكل الحياة بينكما بعد سنوات وكيف سيكون وجود الطفل مؤثراً ومفيداً وشكل الأسرة بدلا من مجرد زوجين.
ـ احرصي على لفت نظره لملابس ومستلزمات الأطفال أثناء التسوق.
ـ لا تتعجلي جداً إن كانت رغبة زوجك فقط التأخير لعام أو عامين على الأكثر بهدف زيادة الترابط بينكما وكنتما لا تزالان في مرحلة الشباب والجئي للطبيب للتأخير بوسائل لا تعوق الإنجاب بعد ذلك.
وأخيراً عزيزتي القارئة إذا كنت تواجهين المشكلة نفسها لا بد من التعرُّف على الأسباب من زوجك حتى تبدئي معرفة أفضل أسلوب للمناقشة معه، خاصة أنَّها مسؤوليَّة مشتركة ولا يمكن بأي شكل تحملها بمفردك، لكنك بحاجة للدعم النفسي الكامل لأنَّ الرجال مختلفون عنَّا تماماً ربما تجدين لديه أسباباً تجعله يصرُّ على فكرة التأجيل أو الامتناع التام بينما نحن تحركنا الغريزة التي تتجه إلى الأمومة والرغبة بالإنجاب.
أرسل تعليقك