القاهرة - صوت الامارات
في أغلب الأحيان، يُضطر الأهل للتخلّي عن كلابهم وقططهم أو حيواناتهم الأليفة الأخرى تلافياً لإصابة أطفالهم الصغار بحساسية الحيوانات. ولكن، ليس بعد اليوم!
فبحسب دراسة قُدّمت حديثاً للأكاديمية الأميركية للحساسية والربو والمناعة، ثمة رابط بين رضاعة الطفل الطبيعية وتراجع احتمالات إصابته بحساسية الحيوانات في سن الرابعة، بكلام آخر، يمكن للرضاعة الطبيعية في العام الأول من حياة الطفل أن تقيه من الحساسية الناتجة عن الاحتكاك المباشر ببراز الحيوانات أو الخلايا الميتة المتساقطة من وبرها أو فرائها.
والرابط بين الرضاعة الطبيعية والجهاز المناعي ليس بالأمر الجديد، فقد لفتت إليه دراسة نيوزلاندية سابقة من خلال بحوث عديدة أجرتها حول الأطفال الرضع وأظهرت تدني معدلات الإصابة بالربو في أوساط الذين رضعوا الحليب من أثداء أمهاتهم في المرحلة الأولى من حياتهم.
عدا عن ذلك، تلعب الرضاعة الطبيعية دوراً مؤثراً في طبيعة البكتريا داخل الجهاز الهضمي للطفل الرضيع، وبالتالي قدرة جسمه على محاربة الأمراض والالتهابات.
أما الدراسة الجديدة، فتُحاول الربط بين الأطراف الثلاثة، أي الرضاعة والمناعة والبكتريا المعوية من خلال تحليل عيّنات براز بعض المواليد الجدد. والنتيجة: ظهور عدد كبير من البكتريا البيفيدية التكافلية التي تُستخدم عادةً كمعينات حيوية، في براز أطفال الرضاعة الطبيعية، في مقابل ظهور عدد كبير من بكتريا Lachnospiracea التي تشيع في أوساط الكبار ولا تبلغ عدداً كبيراً في الرضع قبل الشهر السادس، في براز أطفال الرضاعة الصناعية.
وبعد مرور أربع سنوات على تحليلات البراز، تواصل معدّو الدراسة من جديد مع عائلات الأطفال المعنيين ووجدوا بأنّ الفئة التي رضعت طبيعياً لا تعاني من حساسية الحيوانات (باستثناء بعض الحالات)،ما يؤكد بأنّ البكتريا التي تنتقل عن طريق الرضاعة الطبيعية في مرحلة الطفولة المبكرة والبكتريا المسببة للحساسية في مرحلة لاحقة من الطفولة مرتبطة في شكل إيجابي بردود فعل الحساسية. من هنا أهمية الرضاعة وقدرتها على تحصين الطفل من الحساسية وردّات فعلها اللاحقة.
إلى ذلك، وفيما لا تزال العلاقة المباشرة بين البكتريا المعوية وتراجع معدلات الإصابة بالحساسية غير مفهومة تماماً، يقترح معدّو الدراسة بأنّ البكتريا المعوية لدى أطفال الرضاعة الطبيعية، تؤثر إيجاباً في الجهاز المناعي وتقوّيه أكثر من البكتريا التي تُشبه خلايا الكبار وتترعرع في أجسام الصغار الذين يرضعون الحليب الصناعي.
أرسل تعليقك