لندن - ماريا طبراني
تعهدت شقيقة أحد المتطرفين البريطانيين، الذي ظهر في الفيديو الأخير الخاص بإعدام "داعش" 5 أشخاص بزعم عمالتهم لبريطانيا، بقتل شقيقها بنفسها إذا ما تأكدت من أنه جلاد التنظيم.
ووفق ما نقلته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، ظهر في الفيديو شخصًا ملثمًا يتحدث بلكنة إنجليزية مهاجمًا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وسخر من جهود الغرب في مواجهة "داعش"، ثم أعدم في النهاية الرهائن الخمس.
وتسابق أجهزة الأمن البريطانية الزمن لتحديد هوية المتطرف البريطاني، الذي ظهر في الفيديو، والذي أُطلق عليه "الجهادي جون الجديد"، تشبهًا ببريطاني داعشي، كان ظهر في بعض فيديوهات "داعش" لتنفيذ عمليات القتل يدعى "محمد إموازي" وأطلق عليه "الجهادي جون"، ولقي حتفه إثر غارة أميركية قبل أشهر في سورية.
وتتزايد التكهنات بشأن أن المسلح يمكن أن يكون سيدهارتا ذر، وهو متطرف بريطاني انضم إلى "داعش" في سورية، بعد خروجه بكفالة من احتجازه لدى الشرطة البريطانية، بعدما وُجهت له اتهامات بتشجيع التطرف العام 2014.
واعترفت كونيكا ذر، شقيقة سيدهارتا، بأن الصوت "يشبه إلى حد ما" صوت شقيقها لكنها لا تعتقد أنه هو من ظهر في الفيديو، وقالت: إذا كان هو، فأنا مصدومة بشدة، وسأقتله بنفسي، سيعود بالتأكيد، وحينها سأقتله إذا هو من فعل هذا، لا أستطيع أن أصدق ذلك، هذه صدمة بالنسبة إليّ، أنا لا أعرف ما تفعله السلطات لتأكيد الهوية، ولكنني أريد أن أعرف بالتأكيد ما إذا كان هو أم لا.
أما والدته سوبتيا ذر، فقالت إنها "ليست متأكدة من كون المتطرف الملثم ابنها أم لا، وأعربت عن صدمتها من محاولات الربط بين ابنها وهذا المتطرف، نظرًا إلى أنها لم تشك أبدًا في وجود أيّة صلات متشددة له، مؤكدة أنه شخصية خجولة وحساسة. هذه هي الأسئلة الأكثر صعوبة التي أواجهها في حياتي، أنا لا أستطيع أن أقول أي شيء، أنا لست متأكدة في داخلي من أن هذه حقيقة أم لا، رأيته للمرة الأخيرة قبل عامين حين اعتزم التوجه إلى سورية.
ووفقًا للصحيفة، فإن سيدهارتا أب لأربعة أطفال، كان أدين مع 9 رجال آخرين بالاشتباه في تشجيعهم على التطرف ودعم جماعة محظورة "المهاجرون"، وقال المكنى باسم "أبورميسة"، في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في كانون الأول/ ديسمبر 2014، أنه وصل إلى أرض داعش، وقال بتهكم إن الوصفة السحرية التي جعلته يغادر أوروبا هي "التوكل".
وأضاف ذر أن ما يقصده بـ"التوكل" هو أنه كان معتقلاً لدى الشرطة البريطانية ومع ذلك خرج بكفالة، وأخذ جواز سفره وسافر عبر المطارات الأوروبية، مع عائلته لينتهي به المطاف عند "داعش"، ولينشر صورة مع ابنه وهو يحمل البندقية.
كانت الشرطة البريطانية أوقفت 8 بريطانيين؛ لاتهامهم بالانتماء إلى جماعة "المهاجرون" ومن بينهم كان أنجيم شودري المعروف بتبنيه فكر داعش، وكان من بين المعتقلين سيدهارتا ذر في أيلول/ سبتمبر الماضي.
وظهر سيدهارتا في لقاء مع القناة الرابعة البريطانية قبل توقيفه بأيام، وقال بشكل واضح وصريح إنه يريد أن يذهب ليعيش تحت حكم "داعش"، وأنه مستعد للتخلي عن الجنسية البريطانية مقابل السماح له بالذهاب إلى هناك.
وبعد توقيفه والتحقيق معه ولسبب ما وبطريقة غير مفهومة تم إطلاق سراحه بعد دفع كفالة مادية، وطلبت منه الشرطة البريطانية تسليم جوازه، ورغم ذلك فإنه تمكن من مغادرة بريطانيا مع زوجته وأطفاله الأربعة خلال 24 ساعة.
واعتقد مدير دراسات الأمن الدولي في خدمات الممكلة المتحدة وخبير التطرف، رافايللو بانتوشي، أن "صوت الجهادي جون هو نفسه صوت سيدهارتا ذر الوارد في أشرطة مراقبة الشرطة في قضية "آل المهاجرون"، ولكنة الرجل المثلم تبدو وكأنه من بريطانيا، كما بدا متعلمًا إذ استخدم كلمة "أبْلَه" عدة مرات، فالمتطرف جون كان سوقيَّا من غرب لندن، لكن هذا الرجل لا يبدو فتى شوارع مثل جون.
وأشارت خبير اللغويات جين سيتر إلى اعتقادها بأن المسلح الذي ظهر في الفيديو كان يتحدث مباشرة من الموقع، وقالت خبير قراءة الشفاه: بعكس الجهادي جون، يمكن تمييز حركة فك المتكلم في الفيديو. هذا يدفعني للاعتقاد بأنه يتكلم مباشرة ولم تتم أيّة عمليات دوبلاج للصوت".
أما بالنسبة للطفل الصغير الذي ظهر في الفيديو، مرتديًا زيًا عسكريًا وعقال أسود على رأسه عليه علامة "داعش" البيضاء، وأقسم على قتل "الكفار" في لندن، فتكشف المقارنة أنه يشبه إلى حد كبير الابن الأصغر لجريس دير "المعروفة أيضًا باسم خديجة" التي تربت في لويشهامك، جنوب لندن، واعتنقت الإسلام حين كانت مراهقة.
وفي العام 2014 نشرت دير صورةً صادمة عبر حسابها على "تويتر"، يظهر فيها ابنها البالغ من العمر 4 أعوام واسمه "عيسى" مبتسمًا بينما يحمل رشاش كلاشينكوف، وغريس متزوجة من الجهادي السويدي، أبوبكر، ويُقال إنها اعتنقت الإسلام بعد حضورها دروس في جامع جنوب لندن.
وتشبه صور عيسى إلى حد كبير صور الصبي الذي ظهر في الفيديو المذكور، لاسيما أن الصبي يبدو في عمر السادسة، وهو نفس عمر عيسى الآن، كما توجد شامة على وجه الصبي الذي في الصورة في نفس المنطقة.
أرسل تعليقك