سافر روب مالوي إلى الهند لمقابلة أصغر امرأة في العالم تتناول أكبر كمية من الطعام وكذلك مشاهدة محاولة القفز من أعلى سيارات متحركة في أسرع وقت، كل ذلك يجعل مالوي مشغولًا طوال الوقت على مدار أكثر من عقد من الزمان كونه عضوًا في لجنة التحكيم في مؤسسة "غينيس" للأرقام القياسية، حيث يجوب العالم بلا كلل مصطحبًا معه ساعة توقيت وشريط قياس وأداة للنقر يحكم بها لصالح من يحطم الرقم القياسي العالمي والذي يسعى إلى صناعة التاريخ.
ويعمل الرحالة من هامبشاير في بريطانيا، والبالغ من العمر (37 عامًا) داخل مؤسسة "غينيس" منذ عام 2003، كما يسافر على الأقل مرة واحدة في الشهر ليشاهد محولات مختلفة من أجل تحطيم الرقم القياسي العالمي.
وذكر مالوي لصحيفة "الدايلي ميل أستراليا"، بأن أفضل ما في عمله هو تمكينه من السفر ومشاهدة العالم، فضلًا عن مقابلة أشخاص مميزين.
وعلى الرغم من أن الأب لاثنين من الأبناء يسافر إلى أماكن بعيدة وتسجيل محاولات كسر الرقم القياسي، فهو أيضًا يؤدي دورًا آخر كمنتج تليفزيوني لبرنامج "غينيس" للأرقام القياسية الدولية.
وأفاد مالوي بأنه انضم إلى المؤسسة من أجل العمل في قسم التلفاز، ولكن بعد عام لاحق تسنت له الفرصة لكي يصبح عضوًا في لجنة التحكيم، وهو الدور الذي استمر فيه لما يزيد عن 11 عامًا وبات يسافر كثيرًا منذ تقلده لذلك المنصب.
وأضاف بأنه يسافر على الأقل مرة واحدة كل شهر ومن ثم يصبح بعيدًا عن وطنه لندن فترة تمتد ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
وواصل مالوي حديثه موضحًا أنه من الصعب عندما يتقدم آلاف من المتسابقين الذين يقضون أيامًا أو ربما أسابيع يجرون استعداداتهم للقيام بعرضهم إخبار بعضهم بأن ما قاموا به لا يرقى لأن يتم تسجيله ضمن الأرقام القياسية العالمية.
وعلى الرغم من أنه كان شاهدًا على أكثر من 600 ألف محاولة من جميع أنحاء العالم لتسجيل الرقم القياسي خلال مسيرته المهنية إلا أن مالوي لا يستطيع اختيار العرض المفضل لديه.
وذكر عضو لجنة تحكيم "غينيس" للأرقام القياسية تجربتين مفضلتين له وهما تناول أكبر عدد من الأطباق والذي كان في الهند، وكذلك القفز بدراجة رباعية من أعلى سيارات متحركة وكان ذلك في صحراء موجاجف في الولايات المتحدة الأميركية، حيث استمتع كثيرًا بمحاولة كسر الرقم القياسي من خلال تناول كميات ضخمة من السمك والبطاطا والتي تزن أكثر من 45 كيلوغرامًا، ومن بين المحاولات الفريدة أيضًا إبراز متسابقة كيم جودمان من أميركا قدرات عالية من خلال إخراج مقلة عينيها إلى خارج التجويف الذي تبقى في داخله.
والتقى مالوي خلال مسيرة عمله بملك البوب مايكل جاسكون عندما زار المغني الشهير مقر "غينيس" للأرقام القياسية في لندن، وأراد الحضور إلى مقر المؤسسة نظرًا لعشقه للكتب التي تصدر عنها، وبحسب ما أفاد مالوي "كان مهذبًا للغاية وكانت لحظة لا تنسى".
وعن التجارب المخيفة تحدث مالوي عن محاولات لم يشعر معها بالخوف وإنما كان يخشى على حياة الآخرين مثل ذلك الرجل الأميركي آرون إيفانز الذي خاض محاولة كسر الرقم القياسي العالمي عبر القفز من أعلى ثلاث سيارات في أسرع وقت ممكن.
وحول التجارب الغريبة التي شهدها كشف مالوي أن المحاولات الغريبة بالنسبة للبعض تعد عادية بالنسبة له، مضيفًا أنه يبحث في المتسابق أمامه عن الثقة بالنفس وتمكنه من الحديث تحت ضغط وهو الأمر الذي لا يعد من السهل دائمًا.
وبيّن مالوي، أنه بالرغم من قضائه لساعات طويلة وأسابيع متعددة بعيدًا عن زوجته وأبنائه الصغار إلا أن ذلك لن يمنعه عن مواصلة عمله وتأدية دوره الذي يستمتع به، وهو الآن يجري جولة في أستراليا لإطلاق كتاب "غينيس" للأرقام القياسية العالمية عن عام 2016.
أرسل تعليقك