التقطت لحظة درامية عند سحب فتاة تبلغ من العمر 10 سنوات من تحت الانقاض بعد أن ظلت عالقة 17 ساعة، على إثر زلزال في إيطاليا، حيث سحبها رجال الانقاذ وهم يهتفون "أنها على قيد الحياة"، وهم يحولنها من تحت أنقاض مبنى مدمر في مدينة ديل تورنيتو الإيطالية.
وتظهر اللقطات فقط السيقان المغطاة بالغبار للفتاة، عندما كانت الإسعاف تحاول جاهدة لسحبها من تحت الأنقاض، وهذه اللقطة هي لقطة بسيطة من يوم لاقي فيه 250 شخصًا حتفهم في المدينة الإيطالية إثر زلزال تبلغ قوته 6,2، في الساعات الأولى من الصباح، وكانت قد قضت 16 ساعة تحت مبنى مدمر في قرية كانت ذات يوم خلابة.
واستمر البحث الدؤوب عن الناجين من الزلزال الإيطالي طوال الليل، كما شبه شهود عيان ما حدث "بجحيم دانتي"، وأظهرت الصور كيف أن المدن الأربعة مدمرين على الخريطة، ولقي على الأقل 159 شخصًا حتفهم، من ضمنهم طفلان و 100 آخرين من المتوقع وجودهم تحت الانقاض بعد أن ضرب زلزال بقوة 6,2 ريختر في الساعة 3.30 على التوقيت المحلي صباح اليوم، بينما كان السكان نائمين، وقال رجال الانقاذ أنهم سمعوا صوت بكاء تحت الانقاض، وكان السكان يحفرون بيديهم في محاولة لانقاذ ذويهم.
وفقد جيدو بوردو، 69 عاما، شقيقته وزوجته بعد أن سقط عليهم المنزل الذ كانتا تقضيان فيه العطلة في المدينة التي تضررت بشدة من الزلزال في مدينة ريتتي، وقبل أن يتأكد خبر وفاتهما، كان يحفر فلا يسمع إلا صوت القطط، وهو يحاول أن ينقذ ذويه"، وأول من لقي حتفه كانت الرضيعة مارسيال بيرميراني التي كانت في سريرها قبل أن يسقط منزلها في ديل ترنيتو. وحاول واداها أن ينقذنها بعد سحبها من تحت الانقاض مصابة بجروح، والمؤسف، إن العائلة انتقلت لهذه المدينة بعد تدمير منزلها في زلزال 2009، وقال جد الفتاة ماسينو بيرمريني الذي حاول أن ينقذ عائلته: "أنهم لم يرغبا في أن أذحضر لأن الوضع خطير، ولكني قولت أني لا أعبأ بأي شئ، سأذهب للبحث عنهم، ولكن للأسف لم يكن لدي ما أفعله للفتاة".
وكان الزلزال الي وقع في أمرتيكا بريتتي وأكومليا وأريكاتا ديل تورنيتو وبرسكا ديل تورنيتو قوي حيث هز أماكن في وسط روما على بعد أكثر من 100 متر، وتم الشعور به في كرواتيا، ووصف الناجون المشاهد بـ"المروعة" في المدن والقرى على الحدود بين ثلاث مناطق وهي أومبريا ولاتسيو ومارتش قرب مدينة بيروجيا التي تحظى بمكانة خاصة للسائحين الداخليين، وتعد بيكسارا ديل ترونتو، وهي قرية صغيرة قرب أركواتا في منطقة ماركي، واحدة من أكثر المدن ضرارا، حيث وضعت جثث القتلى في حديقة لألعاب الأطفال، وقضى المئات ليلتهم في البرد داخل خيام تم تجميعها على عجالة، في ظل الخوف من عودتهم مرة أخرى لمنازلهم خوفا من التوابع الزلزالية. وفي ظل البحث اليائس عن ناجين في هذه اللية، تم سحب فتاة تبلغ من العمر ثماني سنوات من تحت الانقاض، وقال أغوستينو سيفيرو، من سكان مدينة روما: "خرجنا إلى الساحة التي تشبه جحيم دانتي، الناس تصرخ المساعدة المساعدة، وعمال الأنفاذ حضروا بعد ساعة أو ساعة ونصف الساعة".
وأكد رئيس الوزراء الإيطالي اتيو ريزيني أن عدد ضحايا الزلزال زاد من 73 لى 120، ولكنه أضاف: "هذا الرقم ليس نهائي". والكثير من الأطفال بين الضحايا، وكان ريزيني يتحدث من عاصمة ريتتي بعد أن زار طواقم الانقاذ والضحايا ثم رحل إلى المدينة المدمرة بالقرب من لي مراشا، وقال إن هناك 34 شخصًا لاقوا حتفهم في ليا مارشا، والباقي من المدن الأخرى، مشيرًا الى أن استخراج الأجساد مهمة صعبة.
وأرسلت ملكة إنجلترا رسالة عزاء إلى إيطاليا، معربة عن أسفها لسماع خبر وقوع ضحايا، وعن تعازيها لأهالي الضحايا، فيما تلقى الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا اتصالا هاتفيا من الرئيس الأميركي باراك أوباما، معربًا فيه عن إعجابة بـ"الرد السريع" من الحكومة الإيطالية لتدارك الحادث.
ويقع مركز الزلزال بالقرب من مدينة نورسا في أومبريا، حوالي 105 ميلا شمالي شرق روما. وانهيار الجسور والانهيارات الأرضية تعني أن هناك بعض المناطق مقطوع الاتصال بها، ولا يمكن أن يصل إليها فرق الانقاذ إلا سيرا على الأقدام، وقال رئيس بلدة أوكوميلا ستيفانو بيتروتشي: "بلدي لم تعد موجودة"، وحمل الناس المستخرجين من تحت الانقاض على نقالات، فيما بحث أخرين بحثا يائسا عن عائلتهم تحت الانقاض وهم يجهشون بالبكاء أثناء تفقدهم منازلهم المهدمة، وقال المصور إيميلنو جيرتلو إنه رأى أكثر من 15 شخص يحفرون بأيديهم العارية لانقاذ أسرة مكونة من أربعة، منهم اثنين أطفال. وقال: استمعت لصراخ الأطفال، كارثة اليوم هي الأكبر في المنطقة منذ أبريل 2009 عندما وقع زلزال بلغت قوته 6. 3 على مسافة 28 ميلا في الجنوب الشرقي من نورسا بالقرب من بلدة لاكويلا، ما أسفر عن مقتل 295 شخصًا وإصابة 1000. تلك الكارثة أدت إلى تبادل الاتهامات حول الضوابط وإهمال وفشل السلطات في تحذير المواطنين من أن الزلزال قد يكون وشيكًا
ووردت الأنباء عن أول ضحايا للزلزال، وهما زوجان مسنان يعيشان في تونيتو على بعد نحو عشرة أميال من مركز الزلزال. وأسرة مكونة من أربعة أشخاص بينهم طفل عمره ثمانية أشهر وشقيقه، البا من العنمر تسعة سنوات، وأنباء عن قتلى في بلدة أوكولمو، وبينما كان عمال يحملون جثامين الأطفال بعناية بواسطة بطانية صغيرة، أجشهت الجدة في البكاء وهي تقول: لقد أخذهم جميعا مرة واحدة"، وأخرجت جثامين أخوين، أحدهما أربع سنوات والآخر سبع سنوات من تحت الانقاض بعد أن تحضنا بالسرير قبل أن يسقط المنزل. وهناك 100 شخص مفقودًا.
كما وجودت جثة مولود من تحت أنقاض بيت أهله في وسط مدينة أركوتا ديل تورنيتو.
وضرب الزلزال المدن والقرى التي في العادي ليست بها عدد سكان كبير، ولكنها تشهد زيادة سكانية بسبب المصطافين، وتوفي شخص واحد ويخشى من موت أسرة مكونة من طفلين تحت أنقاض منزلهما في أوكومليو ، وقال ستيفانو بيتروتشي: 'الان وقد بدأ ضوء النهار، ونحن نرى أن الوضع هو أكثر رعبا من كنا نخشاه، مع انهيار المباني، والناس محاصرين تحت الأنقاض ولا يوجد أي صوت الحياة، وأضاف: "لدينا مأساة هنا، أربعة أشخاص تحت الانقاض، ولكن لا تظهر أي علامة على وجودهم أحياء سواء للأبوين أو الطفلين، أنها ماساة لا توجد إضاءة، خدمات الانقاذ لم تأتي هنا".
ودمر الزلزال المنازل، وغطى الاشخاص بالأنقاض، حيث هناك تخوف من موتهم، وأفاد رئيس مجلس المدينة سيرجو بيرزوني: "الطرق مقطوعة، ونصف المدنة انهار"، وأضاف: "هناك اشخاص أسفل الانقاض، والجسور انهارت. الوضع مأسوي. وهناك العديد من القتلى، لا استطيع إعطاء حصيلة، بسبب أن جهود الانقاذ مازالت جارية"، ودمر مركز أمرتيكا، ودمر قصورها، وتناثرت الصخور والمعادن على الأراضي. واحتشد السكان في الساحات مع استمرار التوابع في الساعات الأولى من اليوم.
وكشفت ماريا جرفاني: "لقد انهار السقف، ولكنني لم أصاب، فقط إصابات بسيطة في قدمي"، وقالت ساكنة أخرى إنها استيقظت مع بداية الهزة ورأت الجدار يتهشم، واستطاعت الهروب بأطفالها، وقال شاهد عيان يدعى ماركو إن كل شئ انهار في لحظة، وأضاف: "إنها معجزة أن أظل حيا، لقد استيقظت عندما انهار كل شئ، عشرة ثواني كانت كفيلة بانهيار كل شيء"، وأفاد شاهد عيان: "لقد كان كابوسا. استيقظنا حوالي الثالثة والنصف وخمس دقائق، الأثاث كان يسقط، والجدران تتهشم، ونزلنا إلى الشارع بملابسنا الداخلية، وأشعلنا النيران في الساحة للرؤية وتوجهنا لمساعدة كبار السن للخروج من مازلهم"، وفي الصباح بدأ عمال الانقاذ وحتى القساوسة بالجرافات والمعاول وأيديهم في الانقاذ، وتم إخراج مرأة وكلب على قيد الحياة.
وأعلن عامل حماية مدنية لوكالة أسوشيتد برس: "نحن بحاجة لمناشير، ومقصات لقطع القضبان الحديدية، ومقابس لإزالة الحزم. نحن نحتاج لكل شيء"، وقال أسقف أمرتيكا القس سافينو أميليو "نحن نعيش مأساة هائلة، نأمل فقط أن يكون هناك عدد ضحايا أقل، سيكون لدينا الشجاعة للمضي قدما"، وأوضحت وكالة الأنباء الإيطالية أنه تم سحب جثتين، فيما قال القس إن ثلاثة قتلوا في انهيار منفصل، وأفاد بيروزي لراديو إيطاليا وللتلفزيون الإيطالي إن السكان تحت الانقاض، والغروب قادم ونحن نحتاج لمعدات ثقيلة لتسوية الشوارع.
وأوضح بيتروتشي، رئيس بلدة بالقرب من ديل ترنتو إن بسكارا واحدة من اثنين أو ثلاث قرى صغيرة تدمرت بالكامل، وقالت إحدى الساكنات إنها استيقظت لترى الشروخ والهتزازات ففرت بأبنائها للشارع، وأخبر أحد السياح من كندا كيف استطاع الهرب، وقال سيلفاندو رينيندا إنه استيقظ وقفز من النافذة، وبعد أن ساهم في انقاذ من أسفل الانقاض، التقط صورا للمدينة المدمرة تماما، ونقلهم إلى حانة في المدينة المجاورة حيث هناك شبكة واي فاي وزجاجة مياه معلبة لرجا الانقاذ القادمين من تورنيتو، مشيرًا الى انه لا يعتقد في الأرقام المعلنة عن الضحايا، إلا أن هناك ثلاث وفيات على الأقل، بخلاف زوجين مسنين، كما أن هناك من هم بتحت الانقاض.
وتم التقاط جثمانين من أمريتا، وقالت بولا مشيني، إنها المرة الأولى التي تسمع بالخارج صيحات "اهرب" تطلفق في كل مكان.
وفي مستشفى المدينة، صرخت ممرضة طالبة من الجميع الخروج الى الشارع، كنا في حجرة العمليات، وبدأنا في الهرب، وحاول الاطباء تهدئتنا، وتجلس مع 14 من المقيمين في المستشفى في الشارع طوال اليوم.
ونوّهت إحدى النزيلات في المستشفى: "لقد كانت صدمة رهيبة، كنا خائفين. ونحن مازلنا مصابين بشلل الصدمة. كان لحظات من الذعر، ولكن الممرضات أوصلونا بمهنية للشارع" ، وقالت: "وصلت سيارة الإسعاف، حاملة رجل مغطى بالدم وهو يبكي ويقول زوجتي ماتت ومنزلنا انهار"، وقال سيرجيو بيروزي: طمن الصعب دخول المدينة، وكنا نسمع أصوات من تحت الانقاض"، ووصف رئيس الصليب الأحمر في المنطقة مدى صعوبة الوصول بعد سقوط الجسر، والوصول بالأقدام لقوات الانقاذ، "ولكن الآن فريقنا على أرض الواقع ويبحث عن الناجين"، واضاف: "إن الدعم اللوجيستي صعب لوجود طرق عديدة كبيرة وصغيرة وتكونات في الطرق"، وأشار إلى: "هو تحدي، ولكننا نحاول أن نتعامل معه".
وأكد المحامي راين سولان لحظة استيقاظه بسبب الزلزال بأكثر لحظات حياته رعبا، وقال: "كأن أحد يهز السرير"، وأوضحت سارة كونراد التي تعمل في يوتيوب غنها كانت تعمل صباحا وأحست بالزلزال، وغردت: "بالتأكيد لقد استيظت على زلزال في روما"، واضافت "أعتقدت أن شخص تسلل لغرفتي وقفز على السرير"، وكشف باول هلورين أحد السكان: "استيقظت على صوت زلزال، والنوافذ والأسرة كانت تتطاير من لااهتزاز"، وأشار توبي شاو على موقع "تويتر": "أود أن اختبر الزلزال، ماذا سيكون وقعه على الغرفة".
وتعد أمرتاكا مكان مشهور يجتذب المصيفين بهوائها المنعش في الحر، والزلزال الذي كان بعد الساعة الثالثة والنصف وخمس دقائق كان بقوة 5,4 بعده ساعة زلزال أخر، واطلقت هيئة المسح الجيولوجي حالة التأهب القصوى ما يشير إلى وقوع خسائر وأضرار كبيرة استنادا للبيانات السابقة، وأفادت المقيمة في ريتتي إنها نزلت للشارع بعد أن أحست هي وجيرانها بـ"هزة عنيفة"، وغالبا ما يضرب الزلزال إيطاليا، فهي تقع في الحزام الزلزال.
وفي زلزال أخر في شمالي إميليا رومنجا في 2012، قتل 23 وشرد 14 ألفًا، والصور الأولى تظهر السيارات تحت الأنقاض، والشوارع غارقة في حطام المباني، وقال رئيس بلدية نيكولا اليمانو إنه لم توجد أي حالة وفاة بسبب تصميم المباني المقاومة للزلازل، واضاف أن هناك أضرار لحقت بالمباني الأثرية والتاريخية، ولكن لا توجد اي أضرار خطيرة على الأشخاص.
وأعلن أحد سكان مدينة ريتتي تقع بين روما ومركز الزلزال إنها أحست بهزة قوية جعلتها تخرج للشارع مع جيرانها، وشعر بالزلزال في العاصمة روما على بعد 100 ميل من وقوع أول زلزال بسيط في 3,30 صباحا وفقا للتوقيت المحلي، وقالت المتحدثة باسم مطافئ إيطاليا لوكا كيري إن هناك ضحايا في منطقة الزلزال، وقال مكتب رئيس الوزراء إنه تم غرسال فريق الانقاذ إلى المناطق الأكثر تضررا. وقد ألغى زيارته إلى فرنسا لحضور اجتماع مع قادة الأحزاب الاشتراكية الأوروبية، لاستجابة منه للحادث الكارثي، فيما لم يقدم فنان الروك بوب فرانسيس حفلته تضامنا مع الضحايا وتعبيرا عن صدمته، وقال: "عندما تسمع رئيس البلدية يقول غن لابلدة لم تعد وجودة، ومن بين الضحايا أطفال، فهذا بمثابة الصدمة"، واضاف: " لا يسعني إلا أن أعبر عن بالغ حزني وتضامني مع الضحايا والموجودين في المناطق المنكوبة".
وأفاد فرانسيس: "أريد أن أؤكد لجميع شعب أوكلوما، وأمرتيكا، أبرشية رييتي، أسكولي بيتشينو وجميع الناس من لاتسيو، أومبريا ولو مارشيه أن المصلون داخل الكنيسة يتضامون معكم"، وقالت لينا مرسينتي من أومبريا، وسط إيطاليا: "كان قوي للغاية كانت الأسرة تسير بنا ونحن فوقها"، وكشف أوجلا أوربيني في قرية قريبة من سكيدجينو: "يا غلهي لقد كان مروعا. الجدران تهشمت، والكتب سقطت من روفوف المكتبات"، ويعتقد أن الزلزال اضر بكل المنطقة التي تقع في مركز الزلزال، بينما سكان روما قالوا غن منازلهم كانت "تتمايل".
أرسل تعليقك