أورسولا فون دير لاين تسعى للبقاء رئيسة للمفوضية الأوروبية
آخر تحديث 13:50:28 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

أورسولا فون دير لاين تسعى للبقاء رئيسة للمفوضية الأوروبية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - أورسولا فون دير لاين تسعى للبقاء رئيسة للمفوضية الأوروبية

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين - الاتحاد الأوروبي
لندن - صوت الإمارات

ما بين 6 و9 يونيو (حزيران) المقبل، ستجرى الانتخابات البرلمانية في الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لانتخاب 705 نواب يشكلون الندوة النيابية الأوروبية سيختارهم 360 مليون ناخب أوروبي مسجلين على اللوائح الانتخابية. وهذه الدورة هي الأولى التي ستحصل بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد في 31 يناير (كانون الثاني) 2021.

وبالإضافة إلى العمل التشريعي الذي يقوم به البرلمان وكونه الجهة التي تصوت على القوانين الأوروبية، إلا أن له وظيفة أخرى أساسية هي انتخاب رئيس المفوضية الأوروبية، والموافقة على تعيين المفوضين. وتمثل المفوضية السلطة التنفيذية للاتحاد، وهي إلى حد كبير عصبه الأول.

وما يميز الانتخابات المقبلة أنها تتم على خلفية اندلاع حربين: الأولى الحرب الأوكرانية والثاني حرب غزة. وبالنظر للمخاوف المرتبطة بغموض السياسة الأميركية، وما ستكون عليه مواقف واشنطن إزاء أوكرانيا في حال عودة الرئيس السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، فإن ثقل الحرب سيلقى على عاتق الاتحاد الأوروبي. ومنذ اندلاعها صبيحة 24 فبراير (شباط) 2022، لعبت رئيسة المفوضية، الألمانية أورسولا فون دير لاين، وزيرة الدفاع السابقة في بلادها، دورا بالغ الأهمية من زاويتين: الأولى، لجهة تقديم الدعم المالي والعسكري لكييف وآخر ما تفتقت عنه المفوضية، مقترح توفير حزمة مساعدات مالية تخصص للدعم العسكري، على خمس سنوات، بقيمة 50 مليار يورو. والثانية، الدفع باتجاه تسريع انضمام أوكرانيا إلى النادي الأوروبي وحرق المراحل لذلك.

وبالنسبة لحرب غزة، أثارت تصريحات فون دير لاين الكثير من الجدل، إذ نمّت عن ميل واضح إلى الجانب الإسرائيلي، الأمر الذي أثار غضب كثير من القادة الأوروبيين، وحنق رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الإسباني جوزيب بوريل.

كذلك أخذ عليها ميل واضح لواشنطن ومحاباة لمصالحها وأحيانا على حساب المصالح الأوروبية، فضلا عن القيام بمبادرات قبل موافقة القادة الأوروبيين، ومنها على سبيل المثال الاتفاق الذي وقعته باسم المفوضية مع تونس بخصوص معالجة ملف الهجرات مقابل مساعدات اقتصادية.

في 19 فبراير الماضي، أعلنت أورسولا فون دير لاين البالغة 65 عاما، ترشحها لولاية ثانية من خمس سنوات، على رأس المفوضية الأوروبية. وطموحها الأول كان الأمانة العامة للحلف الأطلسي خلفا للنرويجي ينس ستولتنبرغ. وبسبب غياب الدعم الذي تلقته، أغلقت الملف الأطلسي وركزت جهودها على البقاء في موقعها الراهن بعد أن حصلت على ترشيح حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني اليميني الذي ينتمي إلى تجمع الأحزاب اليمينية الأوروبية المسمى «الحزب الشعبي الأوروبي». وفي مارس (آذار) الماضي، وخلال مؤتمره في بوخارست، عاصمة رومانيا، حصلت فون دير لاين على ترشيح هذا التجمع الذي يمتلك في الوقت الحاضر أكبر مجموعة برلمانية في الاتحاد. ورغم أنها كانت المرشحة الوحيدة، فإنها لم تحصل إلا على أصوات 401 مندوب من أصل 800 مندوب، الأمر الذي يدل على هشاشة وضعها الراهن، لا، بل إن إريك سيوتي، رئيس «الحزب الجمهوري» الفرنسي الذي ينتمي إلى تجمع «حزب الشعب الأوروبي» أعلن أن نواب حزبه في البرلمان الأوروبي «لن يصوتوا لصالح فون دير لاين» لأنها «تمثل نوعا من الانحدار نحو التكنوقراطية ولأنها تسير بأوروبا إلى شكل من أشكال الفيدرالية التي نرفضها».

وتُتهم فون دير لاين أيضا أنها في ممارستها لمهامها على رأس المفوضية خلال السنوات الخمس المنقضية، كانت تصيخ السمع لمجموعة النواب الوسطيين الذين يضمهم تجمع «RENEW» (تجديد) والنواب الخضر، أكثر من التزامها بتوجهات حزب الشعب الأوروبي. وتجدر الإشارة إلى أن نواب الوسط والخضر صوتوا لصالحها في عام 2019، الأمر الذي مكنها من الفوز برئاسة المفوضية بفارق تسعة أصوات فقط. وتقوم آلية الانتخاب على اقتراح القادة الأوروبيين اسم مرشح (أو مرشحة) آخذين بعين الاعتبار نتائج الانتخابات. ويعود للبرلمان التصويت من أجل تثبيته أو رفضه بالأكثرية العادية.

تعد فون دير لاين أن دورها اليوم يقوم على قيادة الحملة الانتخابية للتجمع الذي رشحها رسميا. وفي هذا السياق، شاركت يوم الأحد الماضي في أثينا في اختتام أعمال المؤتمر الخامس لحزب «الديمقراطية الجديدة» اليوناني الذي هو جزء من «حزب الشعب الأوروبي»، واغتنمت المناسبة لتكشف عن «برنامجها الانتخابي» الذي ستتاح لها الفرصة لشرحه في الأسابيع القادمة. والخوف الأكبر الذي يلم بها عنوانه الصعود المتنامي لليمين الأوروبي المتطرف (إيطاليا، فرنسا، الدنمارك، هولندا، السويد، سلوفاكيا، المجر ...) والقلق من أن ينجح في تشكيل مجموعة كبيرة في البرلمان المقبل. والدليل على ذلك أن حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف في فرنسا الذي تتزعمه المرشحة الرئاسية مارين لوبن سيخرج منتصرا من الانتخابات القادمة. وتبين استطلاعات الرأي أنه مرشح للحصول على أكثر من 30 بالمائة من الأصوات فيما الأحزاب الثلاثة الداعمة للرئيس إيمانويل ماكرون وحكومته تناضل من أجل الحصول على 20 بالمائة من الأصوات.

في كلمتها الأخيرة في أثينا، شددت فون دير لاين على أهمية «الدفاع عن الازدهار والأمن» في أوروبا في مواجهة «هجمات» روسيا، مضيفة أن «التحديات في الانتخابات المقبلة كبيرة وروسيا تهدد أوروبا المسالمة خاصتنا أكثر من أي وقت مضى». وذهبت إلى تأكيد أن «روسيا لا تسعى فقط لمحو أوكرانيا من على وجه الأرض» بل إن عدوانها «أكبر من ذلك»، إذ إنه يشمل شنّ «هجمات هجينة ضد أوروبا» و«التلاعب بشبكات التواصل الاجتماعي واستخدام المهاجرين أداة» لتحقيق غاياتها. ووجهت رئيسة المفوضية أصابع الاتهام لمن سمتهم «أصدقاء بوتين الذين يحاولون إعادة كتابة تاريخنا»، وهم في نظرها إما شعبويون أو ديماغوجيون. وتابعت: «هؤلاء يريدون تدمير أوروبا خاصتنا. ولن نسمح بذلك أبدا». وخلاصتها أن المهمة التي تتنكبها مع أصدقائها هي «التصدي». وقالت: «نحن في هذه الانتخابات ندافع عن أوروبا. ندافع عن الديمقراطية. ندافع عن الازدهار والأمن». ولذلك تتعين «زيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي»، والارتفاع به إلى 2 بالمائة من الناتج المحلي الخام في كل بلد أوروبي على الأقل.

واللافت في كلام فون دير لاين تركيزها على الملف الروسي - الأوكراني وابتعادها عن تناول الملفات المالية والاقتصادية والاجتماعية والبيئوية... ويربط المراقبون بين هذا التوجه و«السأم» الذي بدأ يتسلل إلى الرأي العام الأوروبي، لجهة تواصل الحرب ولحاجة أوكرانيا لمزيد من المليارات فيما الميزانيات الأوروبية تعاني من الكثير من الصعوبات والحراك الاجتماعي يتواصل في أكثر من بلد.

قليلون يعرفون تاريخ هذه «المرأة الحديدية» الأم لسبعة أبناء وبنات التي مارست الطب قبل أن تعود من جديد الجامعة لدراسة الاقتصاد. وقد تقلبت بمناصب وزارية عدّة وكانت تحلم بأن تكون خليفة المستشارة أنجيلا ميركل التي زكتها مع الرئيس الفرنسي ماكرون لرئاسة المفوضية. وخلال السنوات الخمس تعرضت رئيسة المفوضية لانتقادات داخلية وارتبط اسمها بعدة فضائح آخرها المسماة فضيحة «بيبرغيت» وسببها تعيين فون دير لاين النائب الأوروبي الألماني ماركوس بيبر ممثل الحرب اليميني الألماني لدى تجمع «حزب الشعب الأوروبي» ممثلا خاصا للاتحاد لقطاع الشركات المتوسطة والصغيرة، الأمر الذي أثار تساؤلات حول «شفافية التعيين وحياديته». واللافت أن أربعة مفوضين رئيسيين بينهم بوريل وجهوا رسالة رسمية ينددون فيها بالتعيين ويعدونه غير ناجح. وضمنا، يفهم من رسالة الأربعة أن تعيين ماركوس بيبر كان غرضه الحصول على تسمية حزبه لفون دير لاين مرشحة اليمين الأوروبي.

 

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الاتحاد الأوروبي يعلن الخلافات التجارية مع بريطانيا مستمرة

انتخاب وزيرة دفاع ألمانيا رئيسة للمفوضية الأوروبية

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أورسولا فون دير لاين تسعى للبقاء رئيسة للمفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تسعى للبقاء رئيسة للمفوضية الأوروبية



GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 صوت الإمارات - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 صوت الإمارات - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 18:09 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميمات مختلفة لسلاسل من الذهب رقيقة تزيدك أنوثة

GMT 11:26 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الصين تتسلم الدفعة الأولى من صواريخ "أس-400" الروسية

GMT 16:28 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

تسمية بافوس القبرصية عاصمة للثقافة الأوروبية

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:16 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 17:14 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بن راشد يُصدر مرسوماً بضم «مؤسسة الفيكتوري» إلى نادي دبي

GMT 01:20 2019 السبت ,20 تموز / يوليو

نبضات القلب المستقرة “تتنبأ” بخطر وفاتك!

GMT 02:41 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

"الفاتيكان" تجيز استئصال الرحم من المرأة لهذا السبب فقط

GMT 23:19 2013 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

"Gameloft" تستعرض لعبة "Asphalt"بهذا الصيف

GMT 13:12 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض الكتاب الكويتي منصة متميزة لأصدارات الشباب الأدبية

GMT 09:48 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الإذاعة المِصرية تعتمد خِطة احتفلات عيد "الأضحى"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates