شيرين الفقي تنادي بثورة في غرف النوم العربية
آخر تحديث 16:54:37 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

وسط انشغال المنطقة بالصراع السياسي

شيرين الفقي تنادي بثورة في غرف النوم العربية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - شيرين الفقي تنادي بثورة في غرف النوم العربية

لندن ـ ماريا طبراني

دعت المصرية الكندية شيرين الفقي مؤلفة كتاب "الجنس والحصن" إلى القيام بثورة اجتماعية في غرف النوم العربية، في الوقت الذي ينشغل فيه الجميع في المنطقة العربية بالصراع والقتال المرير بشأن مستقبلهم السياسي، وتقول شيرين الفقي إن الصراعين إنما هما صراع واحد.وأجرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية مقابلة مع شيرين الفقي التي نشأت في تورونتو الكندية لأبٍ مصري مسلم وأم مسيحية من ويلز ولكنها أسلمت في ما بعد. الأب كان يعمل جراحًا للأعصاب والأم كانت تعمل مدرسة. وتتناول شيرين الفقي في كتابها الذي يحمل عنوان (الجنس والحصن: الحياة الجنسية في عالم عربي متغير) نشاط العرب الجنسي على مدار ألف عام، والمشاكل التي تعتري العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة.وتعتقد شيرين الفقي أن منطقة الشرق الأوسط أمامها فرصة فريدة في أعقاب الثورات العربية في إعادة اكتشاف القضايا الجنسية والشهوانية، وهي ترى أن الجنس اصبح المنظار الذي يمكن من خلاله رصد التغيرات التي وقعت في المنطقة العربية.  وتقول شيرين الفقي عن نشأتها في تورونتو إنها عاشت في مجتمع إسلامي هناك، ولكن الإسلام لم يكن يمثل مشكلة آنذاك في الغرب، ولكن الأمور تغيرت بعد هجمات 11/9.وتتناول شيرين في كتابها بالدراسة موضوعات متعددة مثل العلاقة ما بين الضعف الجنسي وبين ضغوط الثورة وأحداث العنف المتربطة بها وحرص المرأة غير المتزوجة الشديد على الحفاظ على عذريتها، وما يسمى بتشويه الأعضاء التناسلية لدى المرأة. كما يتناول أيضًا مشاكل منع الحمل أثناء الزواج، ومطالبة المطلقات بحقوق متساوية مع الرجل، والاحترام بعد الطلاق، ومطالبة المرأة غير المتزوجة بالعيش والعمل بحرية من دون رقابة من الدولة أو من العائلة. يذكر أن شيرين الفقي بدأت العمل كخبيرة في التحصينات الطبية ثم مراسلة صحية لمجلة "أيكونومست"، كما تقوم حالًيا بتقديم برامج في النسخة الإنكليزية لقناة "الجزيرة" القطرية.وتقول شيرين إنها كانت في ميدان التحرير عندما سقط نظام مبارك، وخلال المظاهرات الاحتجاجية ضد حكم العسكر، وخلال الاحتجاجات التي شهدها الميدان في الذكرى الثانية للثورة المصرية.وتقول من منظور جنسي "إن الأجواء اختلفت على مدار عامين حين أن الرجال كانوا يفسحون الطريق أمام مسيرات المرأة، وكانوا يستمعون إليهن بكل احترام، أما اليوم فقد تغيرت الأحوال، وتزعم أنها تعرضها لتحرش جنسي".وتضيف "إن التحدي الذي يواجه المرأة في السنوات المقبلة هو كيفية استعادة التضامن بعد حالة التمزق التي دبت في أوصال المجتمع المصري". وتؤكد أن الانطباع السائد في الغرب أن العرب يعيشون حياة مضطربة للغاية، وتخلو تمامًا من السعادة، ومستسلمين لحالة من الاضطهاد والمعاناة الجنسية. وتقول "إن هذا الوضع الكارثي ينطبق على مصر في الوقت الراهن، وسط تدهور الأحوال السياسية والاقتصادية والأمنية". وترى أنه كان يمكن تجنب ذلك لو أن المصريين خاضوا تجربة انتقالية منظمة بفوز شفيق في انتخابات الرئاسة، وتجنب الجدل بشأن "الإخوان المسلمين".وتقول شيرين "إن الصورة عن العرب أنهم غير قادرين على تبني الديموقراطية، كما أنهم وعلى نحو مماثل يعيشون أيضًا حالة من الكبت والقمع عندما يتعلق الأمر بالجنس"، وهي صورة تتناقض تمامًا مع الصورة التي رسمها الروائي الفرنسي للجماهير المصرية العام 1849، وقال "إنها مهووسة بالجنس".وتقول "إن الغرب على قناعة بأن الشهوة الجنسية تستبد بالعرب في الشرق الأوسط ولكنهم لا يعرفون كيف يتعاملون معها، وذلك من واقع الحساسية في تناول الموضوعات الجنسية، والمعاناة في طرحها وتناولها في صراحة". ولهذا فهي ترى أننا في حاجة إلى ابتكار أساليب جديدة للحديث عن الموضوعات الجنسية الحساسة. وتقول "إن فكرة الشفافية والوضوح التي تهيمن على العقلية الغربية لا تصلح مع العرب". كما تتناول في كتابها موضوع الزواج الذي يعتبر بمثابة حجر الأساس في المجتمع العربي، والوسيلة الوحيدة القانونية عند الغالبية لممارسة الجنس، وتشير إلى معاناة المرأة بسبب تعسف زوجها ونظر الشرطة إلى ذلك باعتبار أن هذا من حقه لكونه الرجل، وله حق تأديب زوجته. وتلفت إلى أن ثلث الرجال المصريين يعتقدون أن من حقهم ضرب زوجاتهم إذا خرجت من البيت من دون إذنه، كما أن ربعهم يعتقد بحقه في ضربها إذا امتنعت عن ممارسة الجنس معه. كما تشير إلى نصحية إحدى خبيرات العلوم الجنسية في حديث تليفزيوني وهي تقول للمرأة "إن الرجل تحيطه الكثير من الإغراءات وإنها لا بد وأن تسعى ألا تعطية المبرر للاختيار بينها وبين جنهم".وتتساءل شيرين الفقي بلهجة تحريضة للمرأة وتقول "متى سيكون عندك الجرأة والشجاعة في تحدي الأب ومقاومة هيمنته على الأسرة، بالطريقة نفسها التي تحديتِ بها الأب الأكبر المتمثل في رئيس البلاد؟". وتقول "إن ذلك لن يحدث حتى تتغير بنية المجتمع التي تسمح لها بذلك، وحتى تتمكن من الاستقلال الاقتصادي عن الرجل".وتريد من المرأة أن تتحدى حسنى مبارك الصغير في كل بيت، وفي كل مكتب، وذلك في إطار ما تسميه بنقد الإسلام. وتقول إن الناس بعد أن قالوا لا من خلال الثورة يمكنهم أن يتحدثوا في صراحة عن الخطأ والصواب في الإسلام، وهذا بات واضحًا في الانتقاد الصريح لأصحاب النهج الديني المحافظ، وفكرتهم عن الإسلام المتمثلة في نموذج واحد من الإسلام يناسب الجميع.ولا تخشى شيرين من انتقاد الرئيس محمد مرسي وثقافة الشيوخ والأئمة وثقافة الحلال والحرام.وتشير الصحيفة إلى أن شيرين الفقي امرأة متدينة، فهي تستشهد بأحاديث نبي الإسلام، ولا تشرب الخمر، ولكن كيف يمكن لها أن تجمع بين ممارساتها الإسلامية وبين حياتها الأكاديمية الغربية، وترد على ذلك بقولها "إنها ترى نفسها بمثابة مادة كيميائية محفزة، وإنها تلعب دور إحداث الشرارة لتغيير المجتمع".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شيرين الفقي تنادي بثورة في غرف النوم العربية شيرين الفقي تنادي بثورة في غرف النوم العربية



GMT 03:22 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

خمس نساء يفزن بجوائز نانسن للاجئ لعام 2024

GMT 10:18 2016 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

كارينا كابور في إطلالة رشيقة مع أختها أثناء حملها

GMT 15:51 2019 الإثنين ,13 أيار / مايو

حاكم الشارقة يستقبل المهنئين بالشهر الفضيل

GMT 15:56 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

"الديكورات الكلاسيكية" تميز منزل تايلور سويفت

GMT 12:03 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

قيس الشيخ نجيب ينجو وعائلته من الحرائق في سورية

GMT 11:35 2019 الخميس ,09 أيار / مايو

أمل كلوني تدعم زوجها بفستان بـ8.300 دولار
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates