خاتون خضر تشتهر بالغناء قبل التصدي لـ داعش
آخر تحديث 21:09:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

قادت كتيبة "بنات الشمس" وانتصرت على التنظيم

خاتون خضر تشتهر بالغناء قبل التصدي لـ "داعش"

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - خاتون خضر تشتهر بالغناء قبل التصدي لـ "داعش"

صورة للنساء في وحدة بنات الشمس
واشنطن رولا عيسى

اشتهرت الإيزيدية خاتون خضر، قبل أن تحمل السلاح، بالغناء، وذهبت إلى الحرب لتتبع عشيقها، وتساءلت خضر قبل ما يقرب من عقد من اجتياح تنظيم "داعش" لموطنها، عما إن اضطرت يومًا ما إلى الذهاب إلى الحرب بنفسها، وتنتمى خضر التي تتميز بوشم أزرق داكن في منطقة الذقن والوجنتين إلى الأقلية الإيزيدية في العراق، وأدت ديانتهم المختلفة وأعدادهم القليلة إلى تعرضهم للاضطهاد، ما جعلهم يملكون إرثًا ثقيلًا من قصص المجازر والحروب والخسائر.

وأوضحت خضر، الجالسة في الثكنات شمال جبل سنجار، حيث تعيش حاليًا، قائلة "قضينا حياتنا في الحروب من دون سبب". وتم تجنيد والد خضر للقتال في الحرب بين إيران والعراق بعد ولادتها وأخذه كسجين بعدها، ولم تراه ثانية لمدة عقد.

وتعتقد خضر أن غياب والدها شكّل شخصية المغنية بداخلها، وأضافت "عندما كنت طفلة كانت جدتي ووالدتي يبكون على أبي الذي وقع في الأسر الإيراني، ودفعني شيء ما للتعبير عن هذا الحزن، لم أمر بوقت جيد في حياتي، وهذا ما جعلني مغنية"، وكانت عائلة خضر من الرعاة والموسيقيين، وولدت في المراعي الصيفية على جبل سنجار، حيث كانت العائلة تستقر هناك لأشهر عدّة سنويًا، من أجل تسمين قطعان الماشية، ونشأت خضر محاطة بالأغاني والتراث الموسيقي.

واضطرت خضر إلى ترك المدرسة بعد الصف السادس للعمل كعاملة في المزارع المحلية، وأدت العقوبات على حكومة صدام حسين إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، واحتاجت الأسرة إلى مزيد من الأموال، ولم يكن هناك مدرسة ثانوية في قريتها أيضًا، وحينها طلبت من صهرها إيجاد طنبور لها وهو أداة تشبه القيثارة الوترية، وعلمت نفسها العزف عليها، وتجمع أقاربها للاستماع إليها، ولكن كامرأة في مجتمع محافظ، لم تكن تتوقع أن يستمع إليها شخص خارج نطاق أقاربها.

وأوضحت خضر، قائلة "غنيت في المنزل ولكن والدي لم يلاحظ ذلك مطلقًا، لم أكن أريد الغناء أمام عامة الناس بسبب ثقافتنا التي لم تتح مساحة للموسيقيات من الإناث"، وساعد خضر ابن عمها في الحصول على وظيفة، عندما رأى فرصة تجارية لموهبتها، ولم تكن خضر تعرف كيف تعمل الكاميرا عندما دعاها ابن عمها للغناء، أمام أفراد العائلة وسجل فيديو سرًا لها. وباعت الأسطوانة المسجلة لها ما يقرب من 4 آلاف نسخة، وهو رقم غير عادي بالنسبة لمجتمع يقل استخدامه للتكنولوجيا، وأحرجت الشهرة المفاجئة خضر، وجلبت لها العار حتى عرض والدها دعمه، وكان والدها الشيخ علي الشامسي تقريبًا بمثابة رجل غريب لابنته، عندما أطلق سراحه من الأسر في نهاية الثمانينات، وتقول خضر "ذهبت لمقابلته عند نقطة تفتيش حيث أطلق سراحه، وكان هناك رجلان معه من زملاؤه في السجن والذين أصبحوا أصدقاء، ورأوا صورًا لي وتعرفوا علي قبل أن أتعرف على والدي".

وأخبرها والدها عند دعوتها للغناء في احتفال يزيدي مع اجتماع قادة المجتمع عام 2004 " كان يجب عليك إخباري أنك تريدين الغناء، أنا أوافق على ذلك"، وكان أول عرض عام لخضر ما أصابها بالخوف الشديد من الجمهور، حتى لاحظت أحد كبار الشخصيات يبكي على خشبة المسرح تأثرًا بالأغنية وبالمغنية، وأوضحت خضر "في الواقع قراري أن أصبح مغنية يشبه قرارًا لذهاب للجبهة ومحاربة العدو، وكان من الصعب اختيار هذه الوظيفة كامرأة"، وكان من قبيل المصادفة أن الأغنية التي حققت لها الشهرة، كانت عن امرأة ذهبت إلى الحرب.

وتابعت خضر "هذه هي الحياة، تمر بلحظات سيئة وسعادة وحزن"، واندلعت أعمال شغب وعنف في صيف 2014 في وطنها، عندما احتاج تنظيم داعش البلاد، وتعرضت عائلتها وأصدقائها وغيرهم إلى القتل والتعذيب والاستعباد، وفي غضون أشهر ارتدت خضر الزي العسكري مدفوعة برغبة غاضبة في الانتقام، ولا تبدو خضر مثل الجنود في نواح كثيرة، فهي سريعة الابتسام وحالمة قليلا، لكنها تعهدت بآلا تغني مجددًا إلا بعد تحرير شعبها.

وواصلت حديثها قائلة "بعد ما حدث للنساء والفتيات اليزيديات، قررت أن أتوقف عن الغناء وأن أنتقم لهم، وربما أعود إلى الغناء، لكني أعتقد أن هذا العمل كجندي سيستمر لمدة طويلة، وعندما جاءت داعش إلى القرية قادهم الجيران العرب إلى منزلي لأنهم يعرفون أني مغنية، وحرقوا كل صوري ودمروا كل الطنابير الموسيقية".

وقُتلت إحدى عمات خضر وعم آخر معاق في سريره، بينما توفي آخر على خط المواجهة، وتعرف خضر مئات الأشخاص الذين قُتلوا أو تم استعبادهم، وأردفت خضر "نحن لا نكترث بمنازلنا وممتلكاتنا إنها لا تساوي حياة طفل واحد صغير"، وكانت خضر أول من شهد الرعب لأنها كانت في القرية عندما اقتحمتها "داعش"، واضطرت للجري في الجبال حفاظًا على حياتها، وقُتل وأسر الكثيرون أثناء محاولتهم الهرب، وحتى من نجحوا في الهرب وجدوا ملاجئ قاسية في المنحدرات العالية والحرارة الحارقة في الصيف.

وتتذكر خضر، قائلة "رأيت الأطفال يموتون من العطش والجوع مع ترك المُسنين، ورأيت بنفسي امرأة تلقي بأطفالها الرضع أثناء الجري، خوفًا من العدو، نظرًا لخوفها الشديد من الأسر"، وعندما تم إخلاء اليزيديين من الجبال، قررت خضر العودة والقتال، ودعمها والدها في القتال كما دعمها في الغناء وشجعها على حمل السلاح.

وبدأت في الضغط على مقاتلي البشمركة الأكراد للحصول على الأسلحة، وطلبت المباركة من الزعماء الدينيين اليزيديين، وذكرت خضر "أخبرت والدي الشيخ أنني أريد قتال داعش لكنه حذرني من خطورة الأمر علي كامرأة، وأخبرته أن "داعش" أخذت العديد من النساء بالفعل من كوشو وسنجار وبلاد أخرى وأنا لست أفضل منهن".

ووافق والدها على القتال وتبعه تصريح رسمي من حكومة إقليم كردستان بتشكيل وحدة للمجندات باسم "بنات الشمس" في 15 يناير/ كانون الثاني 2015، وبعد أشهر من الحديث عن خططها لقتال "داعش"، كان لدى خضر بالفعل عشرات النساء اللاتي حرصن على الانضمام إلى بنات الشمس، وهناك الأن ما يقرب من 200 امرأة في الوحدة، وبعضهن من الناجيات من أسواق النخاسة التابعة لـ"داعش" والبعض الأخر مدفوعين بمصير أخواتهم وأقاربهم. وأوضحت النساء المحاربات في الكتيبة أن مجرد وجود الوحدة هو ضربة للعدو، وتابعت خضر "كان يوم أخذ بالثأر، إنه أمر مخجل جدا لداعش أن تقاتلهم النساء، لكنهم يعتقدون أنهم لن يذهبوا إلى الجنة إذا قتلتهم النساء، إنهم جبناء، يغسلون دماغ الناس ويرسلونهم إلى الحرب".

وتقول خضر التي تحدثت مع كل العائلات عن التحديات وقسوة الحياة العسكرية، قبل انضمام أي امرأة للوحدة، "إنها خطوة جذرية للمرأة في مجتمع محافظ ولكن المأساة التي سببتها "داعش"، كانت عميقة للغاية حتى أن العائلات لم تمنع نسائها عن التجنيد"، والعديد من النساء متزوجات بالفعل لجنود البشمركة أنفسهم، وأصبحن يستيقظن في السادسة صباحا ويتدربن على الأسلحة وينظفنها، ويتولون نوبات حراسة مع الرجال، وينتظرون الأوامر للقتال، ولم تفقد خضر أي امرأة أثناء قتال داعش ما دفع النقاد لوصف الوحدة بشكل دعائي عن كونها قوة قتالية حقيقية، وتقع قاعدة الوحدة على بعد ساعة بالسيارة من خط المواجهة.

وبينت خضر "كنت في الجبهة معهم لم أرغب أن يقاتل الجنود من دوني، إطلاق النار  على داعش يبدو مشجعًا للغاية"، وفازت خضر في المعركة لكن البلاد لا زالت فارغة حتى اليوم في ظل وجود "داعش" على بعد بضعة كيلو مترات، وتشعر خضر بالإحباط بسبب عدم إحراز تقدم، وتوقفت الحرب للسماح للقوات بالتركيز في معركة الموصل على بعد بضعة كيلو مترات إلا أن خضر تعتقد أنها ينبغي أن تكون جزء من تلك المعركة،  وعلى الرغم من المأساة إلا أن خضر تشعر أن اليزيديين يستعيدوا منازلهم مرة أخرى، وهناك ما يزيد عن 70 حملة للإبادة الجماعية ضد اليزيديين، وتشارك خضر قصص النجاة والانتقام مع جنودها، لإلهامهم وتذكرهم بالشيخ ميرزا الذي ذهب إلى الحرب قبل أكثر من قرن للانتقام من قاتل أخيه".

واختتمت خضر حديثها قائلة "لو كان الأمر فقط مقابل المال، لم أكن لأترك قريتي الغالية Bashiqa و Barzan للقتال، أنا عائدة للانتقام وأخذ ثأر إخواني وسأقتلكم وأقتلع قلبكم وأكبادكم، أنا قادمة إليكم".
 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خاتون خضر تشتهر بالغناء قبل التصدي لـ داعش خاتون خضر تشتهر بالغناء قبل التصدي لـ داعش



GMT 03:22 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

خمس نساء يفزن بجوائز نانسن للاجئ لعام 2024

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

استقالة كبيرة موظفي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 02:59 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
 صوت الإمارات - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 صوت الإمارات - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 19:57 2019 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 21:09 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

"داميان هيندز" يطالب بتعليم الأطفال المهارات الرقمية

GMT 11:11 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حسن يوسف سعيد بالاشتراك في مسلسل "بالحب هنعدي"

GMT 03:01 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

حسين فهمي ووفاء عامر يستكملان "السر" لمدة أسبوع

GMT 16:07 2013 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مطعم النينجا المكان الوحيد الذي تخدمك فيه النينجا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates