واشنطن _صوت الامارات
مرّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتجربة "غير عادية" يوم الثلاثاء، فقد شارك في "اجتماع بقاعة المدينة" على شبكة "آي بي سي" في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا.الرئيس المرشح إلى الحملة الانتخابية لم يستخدم الأسلوب الجماهيري المعهود، حيث يتجمّع الآلاف في قاعة أو في ساحة الطائرات بمطار، ووسط حماس المؤيدين يلقي الرئيس الأميركي خطاباً يستمر لساعة أو أكثر، ويتعمّد بصوت عال نعت منافسه جو بايدن بـ "النعسان" ويقول: "إن بايدن لا يعرف شيئاً". ويتحدّث ترمب عن دعمه للشرطة وللقوات المسلحة ويصف فيروس كورونا بـ "الفيروس الصيني" وكيف تسبب الوباء بضربة قاسية للاقتصاد الاميركي.
مكان مختلف
هذه المرة، جلس الرئيس الأميركي في قاعة مع مقدّم البرامج الشهير جورج ستيفانوبولوس، وتلقّى أسئلة من عدد محدود من الناخبين "المترددين" بين التصويت له أو لمنافسه بايدن.
ردّ الرئيس الأميركي على أسئلة الناخبين، وبهدوء شبه كامل قال ما يقوله عادة في المهرجانات الانتخابية، فهو نفى أن يكون قال كلاماً سيئاً عن الجنود الأميركيين، وأشار إلى أن مستشاره السابق لشؤون الأمن القومي جون بولتون هو داعية حروب، وأن وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس فاشل، ثم تحدّث ترمب عن أن استراتيجيته تقوم على صنع السلام بدون إراقة دماء وأنه يعيد الجنود من ساحات المعارك.
وبهدوء أيضاً، أشار ترامب إلى أن الكثيرين قالوا من قبل إنه رجل حروب، لكنه أثبت أنه ليس كذلك بل إنه يصنع السلام في الشرق الأوسط ولم ينخرط في مواجهة عسكرية مع كوريا الشمالية.
كرر ترامب أيضاً أنه "مع مبدأ القانون والنظام" ووصف المدن التي يديرها الديمقراطيون بأنها فوضوية، وشدّد ترمب على أنه يجب دعم الشرطة وتحاشى القول إن مؤسسات الشرطة تمارس التفرقة ضد الأميركيين السود.
ربما كانت اللحظة الحاسمة عندما أخذت سيدة دورها في الكلام وكانت تلقي سؤالاً عن "الضمان الصحي" وإن كان سيحتفظ بتغطية الأشخاص من ذوي الأمراض المزمنة.
سارع ترمب للقول مؤكداً أنه سيفعل، فقاطعته صاحبة السؤال بقولها: توقّف ودعني اكمل!
سكت الرئيس الأميركي على من انتهره ولم يبدِ ردّة فعل واضحة، وبدت تلك اللحظة وكأنها تحوّل أساسي في مقاربة ترمب للتحدّث إلى الناخبين الأميركيين.
فالرئيس الأميركي كان يتحدّث إلى مجموعة من الناخبين "المترددين" وأثبت أنه يستطيع التحدّث إليهم بأسلوب مختلف تماماً عن "أسلوب ترمب" وتمكّن أيضاً من إيصال الرسائل التي يريدها إلى كل الأميركيين، مثل قوله لتلك السيدة إنه سيكون لديه برنامج ضمان صحّي أفضل من برنامج الرئيس السابق باراك أوباما، خصوصا أن تكلفة هذا البرنامج، الذي أقرّه بايدن عندما كان نائبا للرئيس، كانت مرتفعة.
ربما تمرّ أيام قليلة ونرى حقيقة تأثير هذه "الإطلالة" على المشاهدين الأميركيين، لكن من المؤكد أن 3 ملايين و800 ألف شخص شاهدوها وسيشارك المرشح الديمقراطي في حلقة مماثلة مساء الخميس. وخلال أسبوعين سيتواجه المرشحان في أول مناظرة تلفزيونية بينهما.
هذه الإطلالات مهمة جداً، ليس لأنها ستغيّر رأي المؤيدين أو المعارضين، بل لأنها ستساعد العدد القليل من المترددين من حسم قرارهم والتصويت لهذا المرشح أو ذاك.
قد يهمك أيضا:
المرشحون لانتخابات رئاسة الجزائر يوقعون على "ميثاق أخلاق"
أرسل تعليقك