تخلت فاندا عن عائلتها واصدقائها ودراستها لاتمام زواجها سرا مع ديليب، بعد ما جمعهما حب رفضته عائلتها، وساعدتهما في ذلك منظمة "لوف كوماندوس" (كوماندوس الحب) التي تساند الراغبين في الزواج رغم ارادة العائلات والقيود الاجتماعية.
فبفضل هذه المؤسسة، تمكنت الشابة ذات الاعوام الاثنين والعشرين من اتمام زواجها بالشاب البالغ ثمانية وعشرين عاما، اذ امنت لهما مسكنا في العاصمة الهندية، بعدما هربت الشابة من عائلتها.
تأسست "لوف كوماندوس" في تموز/يوليو من العام 2010، على يد الصحافي سانجوي ساشديف، مبتدأ عمله بمساعدة شاب اتهم ظلما بالاغتصاب لعرقلة زواجه.
وتؤمن المؤسسة الدعم لالاف الاشخاص الراغبين بالزواج رغم ارادة عائلاتهم وتؤمن لهم المسكن والنصائح القانونية.
وتسعى المنظمة الى مواجهة العادات السائدة في الهند، حيث تتم اغلب الزيجات بشكل متفق عليه بين العائلات، دون الالتفات الى رغبة الشباب في اختيار شركاء حياتهم.
وكانت عائلة فاندا قررت تزويجها من شاب لا تريده، وعارضت رغبتها في الزواح من ديليب.
واكتشف شقيقها، حين اطلع خلسة على رسائل هاتفها، انها على علاقة بهذا الشاب، فمنعتها عائلتها من متابعة دراستها في العلوم التجارية وادارة الاعمال، لكنها صممت على اقناع والدها بان تعود للدراسة، فكان ذلك، بحسب ما تروي لمراسل وكالة فرانس برس.
في المقابل، شرعت العائلة فورا بترتيب زواجها من الشاب الذي اختاروه لها، وهو ابن طبقتها الاجتماعية ومحيطها. وفي ليلة الزفاف، هربت فاندا مع الشاب الذي اختارته، وتاهت معه في مصاعب السكن وتأمين الحياة، الى ان نصحها صديق باللجوء الى منظمة كوماندوس الحب.
وتقول هذه الشابة التي تتجنب الخروج كثيرا "انا اطمح لان اصبح مدرسة، وزوجي ينوي انشاء مؤسسته الخاصة، لكن لا نعلم متى سيتاح لنا ذلك".
ففي الهند، ما زال الزواج المختلط بين الطبقات الاجتماعية المتفاوتة من المحرمات، ويقابل الشباب الذين يتحدون هذه الاعراف بعنف في بعض الاحيان، وصولا الى القتل بداعي الحفاظ على شرف العائلة.
ولاقى كثيرون مصيرا مظلما بسبب هذه العادات المتجذرة في المجتمع الهندي، على غرار الشابة بهاونا ياداف التي قتلت وهي في الحادية والعشرين من العمر، ويشتبه في ان يكون افراد من عائلتها تورطوا في قتلها واخفاء جثتها، لانها تزوجت في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من شاب في الرابعة والعشرين يدعى ابهيشيك سيث ويعمل في مجال البرمجة المعلوماتي، بخلاف رغبة اهلها.
ويروي هذا الشاب الساعات الاخيرة قبل مقتل زوجته "بعد ما علم اهلها بزواجنا، طلبوا مني ان اسمح لها بزيارتهم ليقيموا لها احتفالا كبيرا..واشار علي اصدقائي بالموافقة".
ومنذ ذلك الحين فقد اثرها..وابلغه قريب لها انها قتلت واحرقت جثتها في قريتها في راجستان.
ويرى مؤسس "لوف كوماندوس" ان وتيرة هذه الجرائم اكبر مما يجري الافصاح عنه، ويدعو السياسيين الى "تضمين برامجهم موضوع حماية حقوق الاشخاص المتحابين" الراغبين بالزواج.
ويشير متخصصون في علم الاجتماع الى ارتفاع وتيرة هذه الجرائم في الاوساط غير المتعلمة.
واظهرت دراسات ان نصف النساء الاميات لا خيار لهن في اختيار شريك الحياة، وهي نسبة تتهاوى الى 10 % فقط في اوساط حملة الاجازات الجامعية.
أرسل تعليقك