باريس ـ وكالات
تتغلب المشاعر والعواطف أحياناً على السياسيين فيضعفون أمام مناصريهم أو في المناسبات الرسمية.
وفي فرنسا مثلاً هناك العديد من المواقف التي فاضت فيها أعين سياسيين وسياسيات أو أجهشوا بالبكاء بسبب مواقف محرجة أو حالات إحباط من وضع معين.
لم تتمكن البرلمانية الفرنسية سيسيل ديفلو، من إيقاف دموعها خلال كلمة أمام الجمعية الوطنية (البرلمان) قبل أسبوعين، وكان ذلك بسبب تطرق أعضاء في البرلمان لموقف من زوجها من التدخل العسكري في الخارج.
ويبدو أن دموع السياسيين باتت شيئاً مألوفاً في الآونة الأخيرة، حسب المحلل السياسي كريستيان ديلابورت، «لدينا انطباع بأن هذا الأمر في تزايد، لأننا لا حظنا في مرات عديدة كيف ذرف رجال ونساء في السياسة دموعهم أمام وسائل الإعلام وفي المناسبات العامة والشعبية»، مضيفا، «ولا ننسى كيف يتعامل الإعلاميون مع مثل هذه الموضوعات». ويرى ديلابورت أن السياسيين يخطؤون ويتأثرون أيضا مثل بقية الناس، لذلك يتعين على الجماهير أن تكون متسامحة معهم.
الدموع السياسية ليس أمراً جديداً، ولكن الأسباب تغيرت مع مرور الوقت، إذ لم يكن السياسي في الماضي يبكي تعبيراً عن الضعف أو طلبا للشفقة، ولا يمكن أن يفعل ذلك بعد هزيمة انتخابية، ليعبر عن ضعفه. فالرئيس الفرنسي السابق، فاليري جيسكار ديستان، بكى في عام 1994، عندما أشار أحد الصحافيين، في حوار معه إلى أن الجنود الفرنسيين كانوا مع الجنود الألمان جنباً إلى جنب في العرض العسكري الذي أقيم بمناسبة اليوم الوطني. إذ بات أعداء الأمس أصدقاء اليوم، بعد انتهاء العداوة بين فرنسا وألمانيا التي احتلت باريس خلال الحرب العالمية الثانية. ولم يتمكن رئيس الوزراء السابق، فرانسوا فيون، من أن يتماسك نفسه خلال تأبين رئيس جهاز الرقابة المالية الأعلى في فرنسا، فيلب سيغان، الذي رحل قبل ثلاث سنوات، وهذا أمر طبيعي في مناسبة مثل هذه المناسبات.
ويعتقد خبراء في هذا المجال أن السياسيين يعمدون إلى البكاء، حتى وإن كانوا لا يريدون ذلك، لأن المناسبة تتطلب إظهار المشاعر أمام الرأي العام. ومنذ فترة بكى سيسيون بسبب حالة من العجز والتشويش، كما فعلت المرشحة السابقة للرئاسة سيغولين رويال، في 2011، إذ بكت في برنامج تلفزيوني على قناة «بي إف ام». إلا أن ديلابورت يقول ان الفرنسيين يسامحون السياسية التي تبكي بشكل أسرع مما يفعلونه مع الرجل، «أن تبكي المرأة فهذا يبدو طبيعياً، حتى ولو كانت سياسية، وبكاء رويال جلب لها المزيد من الدعم والتعاطف».
وأحياناً تسبب الدموع في خسارة كما كانت في 1972 خرج المرشح الديمقراطي، ادموند ماسكي، من سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية. فبعد انتشار خبر عن زوجته، يقول إنها قادت الحملة الانتخابية لصالح زوجها وهي مخمورة، وبأنها تلفظت بكلمات نابية في حق معارضي زوجها، اضطر ماكسي للدفاع عن زوجته في تجمع حاشد، غير أن دموعه في ذلك التجمع اعتبرت دليل إدانة لزوجته.
وفي مصر، بكى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، عندما قدم السفير السوري أوراق اعتماده له، معلنا بذلك انتهاء الوحدة السورية المصرية. وأمام العالم بكى رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، الذي عجز عن إيقاف الحرب التي نشبت بين «حزب الله» واسرائيل، قبل سنوات.
أرسل تعليقك