أعباء تقديس الأمومة في مجتمعنا
آخر تحديث 15:47:36 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

أعباء تقديس "الأمومة" في مجتمعنا

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - أعباء تقديس "الأمومة" في مجتمعنا

لندن ـ وكالات

تؤكد كثير من الدراسات أن المجتمعات التي تقيم رابطًا زوجيًّا واهيًا، تمنح أهمية خاصة لعلاقة الأم بابنها، وربما تمثل مجتمعاتنا هذا من خلال الأهمية التي لا تجدها المرأة إلا عندما تصبح أمًّا متقدمة في العمر، تستعد لتزويج أبنائها، أي أن المرأة التي في طبيعة حياتنا تفتقر إلى كثير من التقدير والاحترام في شبابها، لا تجد قيمة لأدوارها في الحياة إلا بعد أن يتقدم بها العمر، وتنعزل عن زوجها، لتبدأ رحلة البحث عن زوجة لابنها، ولضعف رابط الزواج في مجتمعاتنا وجه آخر يتمثل في رأي الكبيرة “فاطمة المرنيسي” بأن “الابن الذي يرتبط بأمه ارتباطًا شديدًا يعاني بصفة خاصة من القلق بخصوص رجولته، ويتوجس خيفة من الأنوثة “. قدم “فرويد” -كعالم نفسي- تفسيره لتورط بعض الأبناء بأمهاتهم، وكيف يمكن أن تعيق علاقته بالجنس الآخر عمومًا، والاجتماعيون يدركون أن في كثير من المجتمعات يتم تفعيل علاقة الابن بأمه بهدف التحكم بالعلاقة بين الجنسيين، أي أن المجتمعات المحافظة التي تتعصب لضبط أشكال العلاقة بين الرجل والمرأة تشجع ضمن ثقافتها تورط الابن بأمه، ومعنى التورط بأن الرابط بينهما يذهب إلى أبعد من علاقة الأمومة، فهو رابط ينطوي على تمثلات أخرى أهمها أن الرجل لا يثق بجنس النساء إلا بوالدته، وأن الأم “المرأة” ستذهب إلى حماية ابنها من هؤلاء النساء، أي أنها في النتيجة تقف ضد جنسها ولا تثق فيه. وفي مجتمعنا يتحقق للأمهات قيمة مقدسة، رغم أن النكتة السعودية عن أن الرجل يخفي اسم والدته، إلا أن الواقع يثبت أن الرجل ينزع إلى تعظيم والدته وتصويرها كسيدة مليئة بالحب والرحمة والطهارة، والتأكيد على وصف الأم بالطاهرة يملئ القصائد والأمثال الشعبية، والطهر هنا بأكثر من معنى، فهي لا تخطئ ولا تحسد ولا تكره، والأهم هي لا ترتكب الخطيئة، فهي أنثى لم يعد لها رغبات في الجنس الآخر، وهذا يعود إلى أساس الفكرة بأن رابط الزواج ضعيف، لأن الأم هي الأنثى الطاهرة بالنسبة للابن، بينما الزوجة فهي واحدة من النساء الخطرات اللاتي لهن رغبة في الرجل، والتي يفترض بالأم حماية ابنها منهن. هذا أيضًا يقود إلى أن فكرة العلاقة بين الجنسين -التي تسعى المجتمعات المحافظة إلى ضبطها وتحديدها في شكل شرعي وحيد هو الزواج- تبقى علاقة مرفوضة حتى في شكلها الشرعي، أو بالأصح أن المرأة التي يخشى على الرجل منها تبقى تشكل حالة خطر حتى بعد زواجها، إلا بعد أن تكبر في العمر ويكبر أبناؤها، فحينها تصبح زاهدة في الدنيا، لا حاجة ولا رغبة لها في الرجال، فتكون الأم الطاهرة التي تستحق الطاعة والحب وقبلة اليدين. أوصى النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- بالأم ثلاثًا مقابل الرجل، والذاكرة الإسلامية تزخر بالكثير من الأبيات الشعرية والأمثال والخطب التي تعظم من مكانة الأم، ومجتمعنا المحافظ لا يمنح الأم امتياز اختيار الزوجة فقط، وهو ما يذهب لتعيينه الكثير من الأخصائيين الاجتماعيين في السعودية كسبب في فشل الكثير من مشاريع الزواج، سواء انتهت بالطلاق أو ظلت قائمة شكليًّا فقط، بل إن مجتمعنا يذهب في حب الأم إلى أنه الحب الوحيد الشرعي والمقبول اجتماعيًّا، والذي يزهى به الرجل ويفتخر به، ذلك –طبعًا- مقابل تحقير الحب بين الرجل والمرأة التي ليست أمّه، تمامًا كما هو مقابل (شيطنة) هذه المرأة التي لها رغبة فيه كجنس آخر، وتمثيلها كخطر يغوي ويشكل أكبر الفتن في حياة الرجل. ليست المرأة وحدها التي تتضرر من هذا الإشكال المترتب على تقديس علاقة الابن بأمه، الرجل أيضًا يدفع من الثمن ما يعادل الضريبة المضاعفة، فهو الذي يفترض به صاحب القوة والسلطة والإرادة الحرة، بينما هو فعليًّا يرزح تحت قيد هذه الثقافة، التي سيكون أول ضحاياها بمجرد أن يحاول فك قيودها التقليدية، ويسعى إلى استقلاله الشخصي لا من أمِّه الطاهرة فقط، بل من مجتمعه الذي سيسفهه ويعيب في رجولته؛ لأنه قرر أن يعيش سلامته النفسية في علاقة صحية مع امرأة ليست هي أمُّه.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أعباء تقديس الأمومة في مجتمعنا أعباء تقديس الأمومة في مجتمعنا



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 21:47 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند
 صوت الإمارات - عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
 صوت الإمارات - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 14:49 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

محلات "pinkie girl" تطرح فساتين مخملية في شتاء 2018

GMT 06:04 2015 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

التنورة المطبّعة تمنح المرأة العاملة الأناقة والتميّز

GMT 12:39 2015 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيندي" تكشف عن ساعة "سيليريا" الجديدة للمرأة المثالية الأنيقة

GMT 20:36 2013 السبت ,06 إبريل / نيسان

مراحل التطور الجسمانى عند الطفل

GMT 09:26 2018 الخميس ,01 شباط / فبراير

منزل إيلي صعب الجبلي في لبنان فخم وضخم

GMT 12:43 2014 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

غرفة الشارقة تشارك في معرض جيتكس 2014

GMT 22:09 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

مؤشر عقار أبوظبي يربح 23% منذ بداية 2013
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates