النساء الفلسطينيات حقوق منتقصة ومهام مزدوجة
آخر تحديث 15:47:36 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

النساء الفلسطينيات حقوق منتقصة ومهام مزدوجة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - النساء الفلسطينيات حقوق منتقصة ومهام مزدوجة

غزة ـ وكالات

حين دخلت مكاتب "مركز الدراسات النسوية" في مدينة نابلس في الضفة الغربية كانت مديرة المركز روضة بصير، تقلب في يديها بيانا موجها للرئيس محمود عباس، تراجعه وتعيد صياغته، وتغير كلمة هنا وفقرة هناك، عسى أن يكون تأثيره أفضل من رسائل سابقة وجهت للرئيس من هذا المركز وجمعيات نسوية أخرى تطالبه التدخل لوضع حد للعنف الذي تتعرض له النساء في الضفة الغربية. وقالت ناشطة أخرى هي بثينة حمدان منسقة حملة "معاً لاستصدار قرار رئاسي يجرم قتل النساء في فلسطين" في مقابلة سابقة مع صحيفة القدس العربي إن الحملة وجهت اكثر من 120 رسالة لعباس الا انه لم يرد ولا على واحدة من تلك الرسائل. وقد تناقلت وسائل الإعلام المحلية أكثر من جريمة قتل تعرضت لها نساء على أيدي افراد من العائلة في السنوات الأخيرة، تراوحت بين ما يسمى "جرائم الشرف" التي يرتكبها في العادة أحد أشقاء المرأة/الفتاة أو والدها، وجرائم منبثقة عن نزاع عائلي بين الزوج والزوجة. آخر الجرائم، والتي وقعت في بلدة الرام بالقرب من القدس كانت من الصنف الثاني، حيث أقدم الزوج على طعن زوجته أمام أطفالها الثلاثة، حسب ما روى الجيران للصحافة. مركز الدراسات النسوية في نابلس هو أحد المنظمات المدنية التي تسعى لتمكين المرأة الفلسطينية ومؤازرتها في وجه العنف والتمييز المؤسساتي، فقد ورد في تقرير التنمية الإنسانية للأمم المتحدة لعام 2009/2010 /الأراضي الفلسطينية المحتلة أن "النساء والفتيات الفلسطينيات في الأراضي المحتلة يعانين تمييزا مؤسسيا وقانونيا واجتماعيا راسخا". وأورد الباحثون أمثلة على التمييز في مجالات الزواج والطلاق وحضانة الأطفال، والزنا والاغتصاب وجرائم الشرف، حيث يعامل كل من الرجل والمرأة بمعيارين مختلفين، لصالح الرجل. تمييز يبدأ التمييز ضد المرأة في رحم الأم، فمنذ اللحظة التي تعرف فيها الأم جنس الجنين إما أن يقابل الخبر بالفرحة في أوساط العائلة إن كان ذكرا، أو بالغم والنكد والحزن إن كان أنثى، كما تؤكد روضة. وتشير الى بعض الأمثال الشعبية الفلسطينية التي تبرر إهمال العناية بالأطفال الإناث، حيث السائد ان "للبنت سبع أرواح"، وبالتالي فهي تتطلب رعاية صحية أقل من شقيقها الذكر، وترى روضة أن هذا يقف وراء نسبة أكبر من الوفيات في أوساط البنات دون سن الخامسة مقارنة بالأطفال الذكور في نفس السن. ثم تنمو الفتاة محاطة بالنظرة الدونية التي يكرسها القانون، فعلى سبيل المثال "تحتاج المرأة لكي تتزوج أن تحصل على إذن من ولي أمرها الرجل، ويحق للرجل تطليق زوجته من جانب واحد وشفهيا في حين يطلب من المرأة استخدام نظام المحاكم لطلب الطلاق"، كما ورد في دراسة الأمم المتحدة المذكورة آنفا. وفي حال حصلت المرأة على الطلاق يحق لها الاحتفاظ بحضانة الأطفال حتى سن التاسعة فقط. أما الجانب الذي يمارس فيه القانون الإجحاف الأكبر بحق المرأة فهو تعامله مع ما يسمى "بجرائم الشرف"، حيث يحصل الجاني على عقوبة مخففة مقارنة بجرائم القتل العادية. "معاناة مزدوجة" وبالرغم من أن ضحايا العنف والمواجهات مع الجيش الإسرائيلي والمستوطنين هم من الرجال بشكل أساسي، حيث بلغت نسبة الرجال الفلسطينيين الذين فقدوا حياتهم منذ عام 2000 حتى تاريخ إعداد الدراسة 94 في المئة، بينما بلغت نسبة السجناء من الرجال 99 في المئة، الا أن المرأة تواجه الأعباء المترتبة على غياب الرجل من رعاية للعائلة وتوفير مصدر للدخل،أي تقوم بمههام الرجل والمرأة معا، كما تقول روضة. هنا يقدم المركز أشكالا متباينة من الدعم تتراوح بين الدعم المعنوي والمادي والتأهيلي، لمساعدة النساء على مواجهة القدان أولا ومن ثم الأعباء الجديدة، كما يقوم بإجراء دراسات وإعداد تقارير عن وضع المرأة، كذلك يقوم بحملات توعية مجتمعية وتنظيم دورات تدريبية. منذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967 وجد الفلسطينيون أنفسهم في فراغ مؤسساتي، حاولوا تعويضه من خلال المجالس المحلية وكذلك من خلال حملات العمل التطوعي التي أخذت على عاتقها القيام بالكثير من النشاطات التنموية، التي تراوحت بين مساعدة المزارعين في قطف الزيتون وتعبيد الطرقات وتنظيم حملات محو الأمية. لم ينجم عن اتفاق أوسلو واضطلاع السلطة الفلسطينية بمؤسساتها ووزاراتها بمهام الدولة تراجع دور النشطاء والمتطوعين، بل تكاثرت منظمات المجتمع المدني التي تحصل على تمويل من مؤسسات دولية للقيام بمشاريع تنموية. ومن بين المشاريع التي تمولها الأمم المتحدة أتيحت لي الفرصة للتعرف إلى "بيت النساء" في بلدة عنبتا شمالي الضفة الغربية، وهي مبادرة فردية قامت بها الناشطة جهاد سبوبه، التي قالت انها تقدمت بخطة المشروع عن طريق الجمعية النسائية للبلدة وحصلت على تمويل له من الأمم المتحدة. تقول جهاد إن نشاطات المركز متاحة للفتيات والنساء من سن 14 ودون حد أقصى للسن. من المعروف أن المساحة الشخصية للفتيات في القرى والبلدات الصغيرة محدودة وتكاد تنحصر في منزلها أو منازل صديقاتها حيث لا تشعر بحرية التعبير عن النفس، وتعاني من محدودية النشاطات التي تستطيع ممارستها. "بيت النساء" مفتوح، كما تقول جهاد، أمام الفتيات والنساء للمشاركة بالكثير من النشاطات. حين زرت المركز كانت مديرته عائدة لتوها من دورة اليوغا التي تشرف عليها مدربة بولندية هي زوجة أحد أبناء البلدة. حدثتني جهاد عن بعض المشاريع والنشاطات الإضافية التي ينوي المركز تنظيمها، منها إنشاء مكتبة، علما أن في البلدة مكتبة تابعة للبلدية، لكن طبيعة الحياة في البلدة والجو الاجتماعي السائد لا يشجع الفتيات على ارتياد مكتبة البلدية. يقدم "بيت النساء" أيضا استشارات قانونية للنساء في حال الخلافات الزوجية ، حيث تعاقد مع محامية تساعد النساء على متابعة القضايا القانونية. كذلك يستخدم مشرفة إجتماعية لمساعدة الفتيات والنساء على التعامل مع الضغوط النفسية والاجتماعية. سألت مديرة المركز إن كان بيت النساء يوفر مأوى لمن تضطر لمغادرة بيت الزوجية أو العائلة بسبب خلافات، كما يوحي اسمه، فأجابت أن هذا ليس من بين الخدمات التي يقدمونها، علما بأن هذا أكبر تحد تواجهه النساء في المجتمعات العربية في حال نشوء خلافات، فهي لا تقابل في العادة بالترحاب في بيت والديها الذين يحاولون إقناعها بالعودة الى منزل الزوجية والتفاهم مع الزوج، تجنبا للإحراج الاجتماعي. المواطنة (ر.ي) من بلدة الرام، التي ذبحها زوجها على مرأى من أطفالها الثلاثة، كانت قد عادت الى منزل زوجها الذي هجرته بسبب خلافات حادة، تحت ضغط "إحراج وضعها الاجتماعي في منزل والديها"، والنتيجة: جريمة قتل أخرى تذهب ضحيتها امرأة، فهل سيكون مصير رسالة السيدة روضة التي تطالب الرئيس عباس بحماية النساء أفضل من سابقاتها.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النساء الفلسطينيات حقوق منتقصة ومهام مزدوجة النساء الفلسطينيات حقوق منتقصة ومهام مزدوجة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 21:47 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند
 صوت الإمارات - عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
 صوت الإمارات - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 14:49 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

محلات "pinkie girl" تطرح فساتين مخملية في شتاء 2018

GMT 06:04 2015 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

التنورة المطبّعة تمنح المرأة العاملة الأناقة والتميّز

GMT 12:39 2015 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيندي" تكشف عن ساعة "سيليريا" الجديدة للمرأة المثالية الأنيقة

GMT 20:36 2013 السبت ,06 إبريل / نيسان

مراحل التطور الجسمانى عند الطفل

GMT 09:26 2018 الخميس ,01 شباط / فبراير

منزل إيلي صعب الجبلي في لبنان فخم وضخم

GMT 12:43 2014 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

غرفة الشارقة تشارك في معرض جيتكس 2014

GMT 22:09 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

مؤشر عقار أبوظبي يربح 23% منذ بداية 2013
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates