مسودة الأمم المتحدة تكشف ازدراء الإخوان لدور المرأة
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

مسودة الأمم المتحدة تكشف ازدراء "الإخوان" لدور المرأة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - مسودة الأمم المتحدة تكشف ازدراء "الإخوان" لدور المرأة

لندن ـ ماريا طبراني

قالت الناشطة المصرية وأستاذة الأدب الإنكليزي في جامعة الإسكندرية، أميرة نويرا إن جماعة الإخوان المسلمين أصدرت خلال الأسبوع الماضي بيانا شديد اللهجة ترفض فيه مسودة إعلان الأمم المتحدة الذي يدعو إلى إنهاء كافة أشكال العنف ضد المرأة بحجة أن الإعلان يتنافى مع الخصوصية الثقافية لمصر، ونه سوف يؤدي إلى تفكك وتفسخ المجتمع حال إقراره، وتشير إلى أن بيان الجماعة أثار غضب العديد من المصريين وبخاصة المرأة.وتساءلت نويرا في مقال لها في صحيفة "غارديان"  البريطانية عن السبب الذي دعا جماعة الإخوان إلى إصدار هذا البيان التصعيدي السافر في مثل هذا التوقيت الذي وصفته بأنه حرج، مشيرًا إلى أن الرئيس مرسي يواجه حاليا معارضة ضخمة في الداخل كما يواجه انتقادات دولية ، وفي ضوء ذلك فإن جماعة الإخوان بهذا البيان إنما تخاطر بتعريض نفسها لمزيد من الغضب في الداخل وصرف القوى الدولية الكبرى التي تدعمهم. وترجح الناشطة أن السبب في ذلك ربما كان الدافع وراءه هو إرسال رسالة تهديد للمراة المصرية، وتقول إن الحكومة المصرية على مدى الشهور السبعة الماضية ، فعلت كل ما بوسعها لإخراج المرأة من المعادلة السياسية، حيث إن مشاركتها النشطة في المظاهرات الاحتجاجية باتت تمثل مشكلة حقيقية لنظام الرئيس مرسي ، كما أن البيان على مايبدو جاء نتيجة ضغوط المرأة المتصاعدة ومعارضتها الصريحة وأن الهدف منه هو التأكيد على هيمنة الإخوان المسلمين وسطوتهم. وتعتقد الكاتبة أن ما جاء بين السطور في البيان يقول بان النظام الجديد ليس في نيته احترام حقوق المرأة التي كفلتها لها الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها مصر. وتشير إلى أن مرسى وقبل انتخابه رئيسًا لمصر حاول تحسين صورته وقدم نفسه كزعيم ديموقراطي وتقدمي يحترم حقوق المرأة ، كما تعهد بتعيين المرأة كواحدة من نوابه كرئيس للبلاد ، ولكن هذا التعهد كغيره من التعهدات لم تتحقق على أرض الواقع ، وبدلا من ذلك يتواصل العنف ضد المرأة تحت أعين الحكومة التي تبدو وكأنها لم ترى شيئا. وتابعت أن أعمال العنف والتحرش الجنسي الذي يتم بصورة منهجية ضد النساء ليست فقط المتظاهرات منهم وإنما ايضا المرأة العادية في الشارع ، أصبحت تحدث يوميا،  وعلى الرغم من ذلك ، ومع تزايد العنف لم تستسلم المرأة وظلت على عنادها وجرأتها.   ويشير المقال إلى أن جماعة الإخوان المسلمين والرئاسة المصرية لم تنظر يوما ما إلى العنف ضد المرأة باعتباره قضية مهمة حتى ولو صدر عنهم تصريحات بغير ذلك، والدليل على ذلك دعمهم على سبيل المثال لعملية ختان المرأة ، وخلال الفترة القصيرة من عمر البرلمان المصري الذي كانت الجماعة تحظى فيه بالأغلبية حاولت إضفاء الشرعية القانونية على الختان ولولا معارضة المرأة الصريحة لذلك لنجح الإخوان في تمرير التشريع. وعندما سئل مرسي عن رأيه في هذا الموضوع ، لم يدين الختان صراحة وعلنا، مشيرًا إلى أن قرارًا مثل ذلك لابد وأن يترك للشأن العائلي بما يعني أنه لم يبد أي نوع الرحمة تجاه تعرض الفتاة لمثل هذه العملية الوحشية بقطع جزء من جسدها. وترى الناشطة أن من يقرأ بيان جماعة الإخوان الذي يحمل بشدة على مسودة إعلان الأمم المتحدة بشأن محاولة وقف العنف ضد المرأة ، قد يشعر بأن من كتبه قد استيقظ فجأة من سبات عميق ليجد نفسه في القرن الواحد والعشرين.  ويفهم من البيان مدى رعب الجماعة من فكرة ضرورة بناء الزواج على المشاركة وليس على الوصاية ورعبهم من فكرة عدم ضرورة حصول المرأة على موافقة زوجها قبل السفر أو العمل أو تناول موانع الحمل أو فكرة عدم السماح للزوج بضرب زوجتها أو اغتصابها.وتعلق الكاتبة على البيان بطرح حجتها المنطقية على الإخوان والتي تقول بأنه من الخطأ إساءة معاملة الكائنات البشرية ، والمرأة كائن بشري ، وعليه فإنه من الخطأ إساءة معاملة المرأة. وتقول أن هذه الحجة المنطقية لا يمكن أن تسرى إلا إذا كان هناك اتفاق من حيث المبدأ على أن المرأة كائن بشري وهي حقيقة من المحتمل أن يشكك الأخوان المسلمين فيها، لافتة إلى أن تاريخ الإخوان وخطابهم الديني غالبا ما يحط من قدر المرأة وتشير في ذلك إلى تصوير المرأة في صورة الجوهرة المكنونة التي ينبغي حمايتها من السرقة، أو كقطعة من الحلوى التي ينبغي تغليفها حتى لا يتساقط عليها الذباب.   وأشارت الكاتبة في نهاية مقالها إلى أن التاريخ الحديث لا يناسب الإخوان المسلمين وأن المرأة المصرية على مدار ما يزيد عن 100 عام كافحت وناضلت بكل ما أوتيت من قوة من أجل معاملتها ككائن بشري وصيانة كرامتها وأن تحظى بالاحترام الذي تستحقه.   

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسودة الأمم المتحدة تكشف ازدراء الإخوان لدور المرأة مسودة الأمم المتحدة تكشف ازدراء الإخوان لدور المرأة



GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates