مصففة شعرسورية قبل الثورة وقناصة حلب الأولى بعدها
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

مصففة شعرسورية قبل الثورة وقناصة حلب الأولى بعدها

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - مصففة شعرسورية قبل الثورة وقناصة حلب الأولى بعدها

دمشق ـ وكالات

التقى أبو يافا بالسيدة التي أصبحت فيما بعد زوجته عند نقطة تفتيش حكومية في مدينة حلب السورية، حيث كانت تقف بمفردها في الشارع، ولاحظ عليها علامات القلق والارتباك، ولذا أوقف سيارته الأجرة وطلب منها أن تركب، وأخبرته بأن أعضاء في الجيش السوري الحر قد قاموا للتو باقتحام منزلها وسرقة أموالها وذهبها بالكامل. وقال أبو يافا: "أخبرتها بأن هذا غير ممكن، لأن منزلها يقع بالقرب من نقطة تفتيش تابعة للنظام السوري، فكيف يمكن أن يكون مقاتلو المعارضة هم من قاموا بذلك؟ ووعدتها بتقديم المساعدة والاعتناء بها، ثم أعطيتها رقم هاتفي بعد ذلك"، نقلاً عن "الشرق الأوسط" السعودية، الجمعة.وسرعان ما وقع الطرفان في الحب، ولكن الأمر استغرق عدة أشهر حتى يتحلى أبو يافا بالشجاعة التي تمكنه من إخبارها بأنه أحد أفراد الجيش السوري الحر. وقالت السيدة: "عندما أخبرني بذلك، كنت خائفة منه في بادئ الأمر، فقد كان أول رجل أقابله يقاتل إلى جانب الثوار".هذه هي قصة الحب الأكثر غرابة، التي تلخص كافة الانشقاقات في سوريا اليوم، فوالد أم يافا شخصية بارزة في النظام البعثي السوري، وحتى هي شخصيا كانت أحد مؤيدي الرئيس بشار الأسد قبل أن تلتقي بأبي يافا، وعن ذلك تقول: "عندما أدلى بشار بخطابه الأول عقب المظاهرات التي بدأت قبل عامين، التي قال فيها (الله وسوريا وشعبي)، كنت أؤيده وكنت ضد الاحتجاجات". ولكن عندما اصطحبها أبو يافا للمظاهرات في منطقة صلاح الدين بمدينة حلب رأت بأم عينيها كيف تقوم قوات الأمن التابعة للنظام بإطلاق النار على المتظاهرين العزل، وكانت هذه هي اللحظة التي غيرت تفكيرها تماما وجعلتها تقرر الهروب مع أبي يافا وتلتحق بصفوف الثوار، ولم يمض سوى خمسة أشهر حتى تم عقد القران بينهما. ولم تتحدث أم يافا مع أبيها منذ ذلك الحين، وعن ذلك تقول: "لم أعد أشعر بأي شيء تجاه عائلتي. لقد عرض أبي خمسة ملايين ليرة لمن يقتلني، وأنا أعيش مع زوجي الآن ونحب بعضنا البعض".وبات أبو يافا يشعر بالخوف على زوجته بسبب المبلغ الضخم الذي خصصه والدها لمن يأتي برأسها، ولذا علمها كيف تستخدم السلاح، في البداية على بندقية إم 16 ثم الكلاشنيكوف، وباتت تستخدم تلك الأسلحة بصورة جيدة. وبعد مرور عدة أسابيع، بدأت تذهب مع زوجها إلى جبهة القتال. ويقول أبو يافا: "في البداية، لم أكن أريدها أن تأتي معي لأنني كنت أخشى على سلامتها، ولكن عندما أصبت يوما ما نقلتني إلى المستشفى وكنت سعيدا لأنها كانت إلى جانبي".ونشب أول خلاف بين الزوجين عندما طلبت أم يافا من زوجها أن تعمل كقناصة وتقاتل إلى جانبه. وتقول أم يافا: "رفض زوجي السماح لي بذلك، ولكني لم أستمع إليه، وكنت أريد أن أساعد الثوار، ولذا ذهبنا معاً إلى أحد الشيوخ الذي أخبرني بأنه يمكنني عصيانه في تلك الحالة".ونتيجة لذلك، أصبحت أم يافا، التي كانت تعمل مصففة شعر قبل الثورة، أول مقاتلة في صفوف الجيش السوري الحر بمدينة حلب، وباتت الآن تقاتل إلى جوار زوجها في الخطوط الأمامية للمعركة، وهي ترتدي الحجاب وسترة واقية من الرصاص. وتقول أم يافا: "أشعر بالخوف قليلا في بعض الأحيان، ولكن هذا هو ما أريد القيام به". قبل عام من الآن، لم تكن أم يافا قد حملت أي سلاح، ولكنها الآن جندت ودربت تسع قناصات أخريات، بالإضافة إلى اشتراكها في العمليات القتالية. ولا تعلم صديقاتها القدامى أي شيء عن الحياة الجديدة لأم يافا، التي نجحت في تغيير تفكير زوجها، والذي يقول عن ذلك: "لم أكن أريدها أن تشارك في العمليات القتالية، ولكنها الآن غيرت تفكيري وأنا فخور بها".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصففة شعرسورية قبل الثورة وقناصة حلب الأولى بعدها مصففة شعرسورية قبل الثورة وقناصة حلب الأولى بعدها



GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates