كيفية مواجة النساء المطلقات ضغوط المجتمع ونظرته لهن
آخر تحديث 15:07:19 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

كيفية مواجة النساء المطلقات ضغوط المجتمع ونظرته لهن

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - كيفية مواجة النساء المطلقات ضغوط المجتمع ونظرته لهن

الطلاق
القاهرة - صوت الإمارات

تشير الإحصائيات إلى أنّ 70 بالمئة من الزوجات اللاتي يطالبن بالطّلاق يتراجعن عن قرارهن ويفضّلن العودة مرّة أخرى إلى حياتهن الزّوجية حتى وإن كانت صعبة التحمل بعد أن اكتشفن أنّ عليهن مواجهة مجتمع ينظر إليهن نظرة غير صحيّة وفيها شيء من الاتهام، وخاصة إن كان لديهن أبناء.

وأوضحت أن نسبة قليلة من النساء استطعن مواجهة المجتمع وضغوطه، وفضّلن الانفصال عن أزواجهن. وتدل هذه الدراسة على أن مشاكل السيدات اللاتي يعانين من حياة زوجية صعبة لا تنتهي بوصول ورقة الطلاق، بل هي بداية نوع آخر من المشكلات، تحمل فيه المرأة لقب مطلقة.

تقول نرمين، التي تعمل موظفة بمؤسسة حكومية، إنها كانت صاحبة القرار في طلب الطلاق لأنها وصلت إلى مفترق الطرق مع زوجها، لكنها تعترف بأنها نادمة على هذا الطلب، الذي حوَّل حياتها إلى جحيم وهي الآن تترحّم على الأيام الحلوة الجميلة التي عاشتها مع طليقها وأن الأمر لو كان بيدها لرجعت إليه ولكنه النصيب.
أما حنان رضوان فقد انفصلت عن زوجها لعدم قدرتها على الإنجاب وشعورها بأن زوجها يحلم بأن يكون له ولد يحمل اسمه، وأنها لا تستطيع أن تحقق له هذا الحلم، كما أن كرامتها أبت عليها أن تكون لها ضرة.

وتؤكد نوال عبدالله أنها لم تندم على طلب الطلاق بعد أن اكتشفت أن زوجها “وحش آدمي” وبخيل ويرفض الإنفاق عليها، مستغلًا وجودهما معًا في الغربة بعيدًا عن الأهل، حيث كانا يقيمان في الولايات المتحدة. وإنها انتهزت فرصة سفرها إلى القاهرة وطلبت الطلاق بعد أن تنازلت عن كافة حقوقها لدرجة أنها خرجت بحقيبة ملابسها بعد أن رفض السماح لها بالاحتفاظ بمجوهراتها، وتؤكد أنها ليست حزينة بأن تحمل لقب مطلقة.

وتتفق مايسة، الأستاذة الجامعية، مع ما قالته نوال فقد أكدت بدورها أنها لم تندم لحظة على طلب الطلاق والذي حصلت عليه بحكم المحكمة، فقد أثبتت للقضاء أن زوجها الأستاذ الجامعي تحوّل إلى شخص آخر بعد فترة من الزواج وأصبح يثور لأسباب تافهة ويتعدّى عليها بالسب والضرب والإهانة حتى في الأماكن العامة .
ومن وجهة نظر مختلفة تقول زينب مندور، وتعمل طبيبة، إن كلمة الطلاق محذوفة من قاموس حياتها الزوجية ولا يمكن أن تتخيل حياتها من دون زوجها، وهي دائما تعمل بنصيحة والدتها في الحفاظ على زوجها وبيتها، مؤكدة أن زوجها يعاملها معاملة حسنة وإن كان في بعض الأحيان يثور، وهذا وضع طبيعي يحدث في كل البيوت ولكن على الزوجة أن تتحمل.

أما الحاجة محسنة، التي تبلغ من العمر سبعين عاما، فتتعجب من الزوجات اللواتي يطلبن الطلاق قائلة “في الماضي كانت المرأة تدخل بيت زوجها ولا تخرج منه إلا محمولة إلى مقبرتها! لكن هذه الأيام الوضع مختلف، خصوصا بعد وجود قانون الخلع الذي يُمكّن الزوجة من تطليق نفسها من زوجها”.

من جانبه يقول المحامي عمرو إسماعيل “إن أغلبية دعاوى الطلاق التي تقيمها الزوجة ناتجة عن كثرة المُشاحنات مع زوجها لاعتقادها أنها وصلت إلى طريق مسدود، لكن بعد فترة من البُعد عن زوجها وأثناء سير الدعوى تشعر بالندم، خاصة إذا كان لديها أطفال، حيث ترفض الزوجة أن يتولى شخص آخر رعاية أبنائها”.

ويضيف موضحا “في بعض الأحيان لا تستطيع الزوجة تحمّل أعباء الحياة والمطالب المادية المرتفعة بمفردها فتتراجع عن طلب الطلاق”.

ويوضح أن الطلاق “الرجعي” يعطي الفرصة للرجل للتفكير في العودة إلى زوجته من خلال محاولاته التقريب بين وجهات النظر.

من ناحية أخرى فإن الزوجة لا تقيم دعوى طلاق إلا بسبب وبعد أن يفيض بها الكيل، أما التي تقيم دعوى نفقة فهي حريصة على منزلها، وتعتبر الدعوى نوعا من التهديد والتخاطب مع زوجها تهدف به إلى إعادة كسب ودّه من جديد.

من جهة أخرى تؤكد الدكتورة إيمان شريف أستاذة علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية في مصر أن معظم النساء يخشين الطلاق حتى لو طلبته المرأة، فالطلاق بين الزوجين لا يتم بين يوم وليلة ولكن يأخذ مراحل طويلة تعطي الزوجة فرصة لكي تراجع نفسها والمسألة تتوقّف على الزوج لأنه يفكر في مصيره بعد الانفصال ومصير أبنائه ونفقات ما بعد الطلاق والشقة التي ستكون من حق الزوجة، وهذه أمور قد تساعد على حلّ الخلافات وعودة الطرفين إلى رشدهما.

وتدعو نسرين البغدادي، أستاذة علم الاجتماع، الزوجين إلى أن يحلاّ مشكلاتهما بعيدًا عن تدخل أي شخص، إلا إذا كان هذا الشخص قريبًا من الزوجين وتهمه مصلحتهما حتى يتم الحل قبل الوصول إلى طريق مسدود ويكون بعده الندم.

وتؤكد أن نجاح الحياة الزوجية يتوقّف على الزوجين معا، وترفض تحميل الزوجة وحدها المسؤولية كلها وتطالب الزوجين بمعرفة أن الحياة الزوجية مليئة بالصعوبات والمشكلات وتجب مقابلتها بالمرونة والهدوء والتسامح.

وتنصح الزوجين بضرورة اختيار الوقت المناسب لمناقشة مشكلاتهما حتى لا تتطور بوقوع الطلاق، فالكثير من حالات الطلاق هي نتيجة انفعالات من الطرفين في لحظة غضب، ومن هنا لا بد من حل المشاكل بين الزوجين في هدوء وبلا انفعال.

ومن جهة أخرى أوضح خبراء العلاقات الزوجية أن حوالي 60 بالمئة من النساء يشعرن بعقدة الذنب بعد طلاقهن حتى وإن كنّ على حق، وعندما تفكر المرأة المطلقة في الزواج ثانية فإنها تحاول التنازل عن الكثير من مبادئها في محاولة لتحقيق زواج ناجح بعد التجربة الأولى الفاشلة.

وشددوا على ضرورة مواجهتها للمجتمع بكل شجاعة، وأشاروا إلى أن من يصنع أزمة المرأة المطلقة هي المرأة نفسها، فهي التي تفقد الثقة في ذاتها، وبالتالي تبدأ بالتأثر بأقوال المحيطين بها وتصبح حالتها النفسية سيئة لغاية.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيفية مواجة النساء المطلقات ضغوط المجتمع ونظرته لهن كيفية مواجة النساء المطلقات ضغوط المجتمع ونظرته لهن



GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان
 صوت الإمارات - عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 02:40 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 09:01 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 17:54 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زيت النخيل مفيد لكن يظل زيت الزيتون هو خيارك الأول

GMT 04:49 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

وحيد إسماعيل يعود لصفوف الوصل

GMT 19:51 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

شركة "سامسونغ" تحدد موعد إطلاق أول هواتفها القابلة للطي

GMT 22:19 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

تعرف إلى خطة مدرب الشارقة لمواجهة الوحدة

GMT 03:33 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

لقاء ودي بين محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي

GMT 02:31 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تحمى طفلك المريض بضمور العضلات من الإصابة بفشل التنفس ؟

GMT 03:01 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

معرض جدة الدولي للكتاب يسدل الستار على فعالياته الثلاثاء

GMT 11:49 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

بلدية العين تنفذ حملات تفتيشية على 35 مقبرة

GMT 21:50 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

جينيف سماء ملبدة بغيوم الحنين والبهجة

GMT 22:54 2013 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

"سامسونغ" تُطلق ذراع تحكم بالألعاب لهواتف أندرويد

GMT 10:58 2013 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

"كلاكيت" رواية جديدة للكاتب محمد عبد الرازق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates