خاض زوجان نيوزيلنديان مغامرة مرعبة بعدما ضلا طريقهما فى الأدغال شمال غرب نيلسون، فى نيوزيلندا، ويقول الثنائى إنهما أمضوا ما يقرب من أسبوعين بدون طعام، وأن نعمتهم الوحيدة كانت المياه التى عثروا عليها، وجاء هذا بعد عودتهما إثر عملية بحث وإنقاذ مكثفة جرت للعثور على ديون رينولدز، وجيسيكا أوكونور، الذين كانوا فى حديقة كاهورانجى الوطنية منذ 8 مايو.
ومن جهته، قال رقيب الإنقاذ مالكولم يورك، إن الزوجين كانا فى منطقة وعرة ونائية من الحديقة عندما رصدت مروحية بحث دخان من حريق أشعلاه ما ساعد فى إنقاذهما، وأوضح أن الشاب والفتاة البالغان من العمر 23 عامًا، كانا محظوظين للغاية لأنهم نجوا، وأضاف "لقد كان هذا البحث صعبًا بشكل خاص بسبب الموقع البعيد، إنه أطول من أى مكان هناك ويفتقر تمامًا إلى أى اتصال"، وذلك وفقًا لما نقله موقع "rnz" النيوزيلندى.
على الرغم من قضاء الليل فى سرير مريح منذ فترة طويلة، قال ديون رينولدز، إنه "لا يستطيع النوم لأنه كان من الصعب معالجة كل ما حدث"، وأضاف فى حديثه لـ"مورنينج ريبورت"، أنهم دخلوا الأدغال فى 8 مايو، بدلاً من تاريخ 9 مايو المخطط له، وتابع "صعدنا النهر لمدة يومين وقمنا بعمل أول مخيم لنا، وأول شىء بدأ يحدث بشكل خاطئ انتهى بنا الأمر بحرق جواربنا، وأحرقت ثلاثة من الجوارب الأربعة التى كنت أملكها بعد عبور النهر".
وقال إنه فى اليوم التالى عندما استمروا، أدركوا أنهم حققوا تقدمًا أكبر مما توقعوا، وأضاف "لقد نظرنا إلى خريطتنا وما اعتقدنا أنه الشلال الذى وصلنا إليه لم يكن ما وصلنا إليه حقًا.. وقررنا الصعود إلى أعلى التل واعتقدنا أننا قطعنا عبر المسار ونواصل السير باتجاه البحيرة.. وفى اليوم التالى بمجرد أن خيمنا على هذا التل، كان الضباب قد دخل وقد أربكنا حقًا.. واعتقدنا أننا سنستمر فقط فى السير شرقا إلى أعلى التل فى نفس الاتجاه الذى كنا فيه، ولكن من الواضح أنه لم يكن كذلك".
بعد أن مروا عبر غابة، أخبر رينولدز، جيسيكا، أنهم بحاجة للتوقف لأنه أدرك أنهم يتجولون فى دوائر، وقال إنهم "قرروا التخييم هناك وكان هناك يومين آخرين من الضباب لكن المياه كانت تنفد"، وأضاف "كنا على قمة تل، ولم تكن هناك مياه عذبة نظيفة.. ذهبت جيس إلى هذه البركة الصخرية الصغيرة التى انتهى بنا الأمر بغلى الماء منها، وكان ذلك مناسبًا لنا.. وفى اليوم التالى واصلنا السير حتى وجدنا هذا التل وعلى الضباب ما زال هناك".
وقال رينولدز، إنه بمجرد شروق الشمس، قرروا التعرف على مكان العثور على المياه العذبة، ولفت إلى أنه "لم يتبق لنا سوى يومين من الطعام، وكنا ننزل فى منحدر حقيقى وحاد، تحول من مجرى صخرى صغير إلى شلال خطير للغاية.. وفى طريقنا إلى الأسفل، قمت بلف والتواء كاحلى.. ووصلنا إلى شلال كان ارتفاعه 15-20 متر.. ونظرنا إلى بعضنا البعض وكأننا نقول (لا يمكننا النزول إلى ذلك، نحن بحاجة للتوقف والعودة إلى أعلى التل والتوقف)".
ولفت رينولدز، مرة أخرى، إلى أنهما قاما بإنشاء المخيم وانتظروا ذلك، لكن جيسيكا أصابت ظهرها أيضًا بعد السقوط أثناء محاولتها الحصول على الماء، وقال "لقد فقدنا جدا فى هذه المرحلة"، موضحًا أنهما أمضوا 13 يومًا بدون طعام، لكن "النعمة الموفرة" كانت تيارًا من الماء كان على بعد دقيقتين من الأخاديد.. وهذا ما أبقاهما على قيد الحياة.
وتابع "اتصلت جيسيكا بأسرتها قبل الرحلة لتؤكد لهم أنهم سيعودون بالتأكيد بحلول عيد ميلادها.. ولكن مع مرور الوقت، اعتمد الزوجان على بعضهما البعض فى عدم الانهيار والتأكد من عدم فقد الأمل.. ولقد كانت تجربة سريالية حقيقية، تحاول الحفاظ على الإيجابية، ومحاولة رفع الآمال"، وأضاف "أنا وجيس كنا نستيقظ فى الصباح ونعتقد أنه إذا لم يكن اليوم، فسيكون غدًا، وإذا لم يكن غدًا، فسيكون فى اليوم التالى".
قبل حوالى أسبوع، قال إنهم رصدوا طائرة هليكوبتر تحلق فوقها وأشعلوا النار مرة أخرى لجذب انتباهها، وأضاف "لقد وصل الأمر إلى ما افترضت أنه سيكون الساعة الخامسة والنصف أو السادسة مساءً ورأينا طائرة هليكوبتر من طراز Westpac Rescue تحلق فوق الأخدود ومباشرة علينا.. ولم يكتشفونا إلا لأنه كان إضاءة سيئة حقيقية.. وبعد ذلك، عززت آمالنا كثيرًا".
وفى النهاية تمكن رجال الإنقاذ من تحديد موقعهم ونزلوا إليهما، وقال "لم أكن سعيدًا أبدًا لعنة الله فى حياتى.. جاءت المروحية الأولى ورأيتنا وذهبت جيس إلى المحجر وبدأت تلوح به.. ثم نزل الطبيب.. فى تلك اللحظة كنت أعلم أننا نجونا".
عندما تم إخلائهما، قال رينولدز، إنه رأى مكان تخييمهم وليس فى المكان الذى اعتقدوا أنهم فيه، وبعد حوالى 10 دقائق من الرحلة، قال إنهم حصلوا على "أفضل قطع الشوكولاتة التى تناولها فى حياته".
بدورها، احتفلت عائلة رينولدز بعودته مع المشروبات والبيتزا فى نيلسون، ويقول طيار الإنقاذ "من المثير للإعجاب مشاهدة كل شيء يتكشف"، وقال طيار فى سلاح الجو ساعد فى إنقاذ الزوجان، الملازم لويك إفرا، إنهما كانا مختبئين بشكل جيد تحت الأشجار، إنه أمر لا يصدق أن تمكنت مروحية البحث من تحديد موقعهما، وأضاف إفرا: "على الرغم من أننى كنت أنظر إلى المكان بالضبط، وألقى نظرة على حفرة فى الأشجار، بالكاد استطعت التعرف على شخصين من البشر"، وعلى الفور تم إسعاف الزوجان حينها للتحقق من حالتهما، وتم عزلهما لمدة 14 يومًا.
قد يهمك ايضا
امرأة إسبانية عمرها 113 عامًا تتغلَّب على فيروس "كوفيد-19" بمفردها
هيئة الأمم المتحدة للمرأة تجري استقصاء عربيًا لفهم تأثيرات "كورونا"
أرسل تعليقك