العداء بين الزوجة والكتاب يقلق الزوج المثقف
آخر تحديث 21:06:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

العداء بين الزوجة والكتاب يقلق الزوج المثقف

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - العداء بين الزوجة والكتاب يقلق الزوج المثقف

المرأة المثقفة
القاهرة - صوت الإمارات

تشكو المجتمعات العربية عموما من عدم إيلاء أهمية كبرى لقراءة الكتب، إلا أن ذلك لا يمنع من وجود الكثير من الأزواج الذين يعتبرون الكتاب جزءا لا يتجزأ من حياتهم، وهي ميزة يتمتعون بها في عصر الهيمنة الرقمية، في مقابل ذلك تتغير علاقة المرأة المثقفة بالكتاب بعد الزواج وإنجاب الأبناء، على الرغم من معرفتها بالفوائد التي تزخر بها مطالعة الكتب، فينعكس هذا العداء للمطالعة على علاقتها الزوجية.

ويقول علي البسيوني، مدرس “باءت كل محاولاتي لإنشاء علاقة بين زوجتي والكتاب بالفشل، لقد اكتفت بالشهادة الجامعية ولم تولِ القراءة أي اهتمام، ما جعلني أشعر بأن العلاقة بيني وبينها غير متكافئة، فلا يمكن لزوجتي أن تناقشني في أي أمر، كما لا تعرف أن تدلي برأي ذي وزن أو تشاركني في اتخاذ قرار مصيري يتعلق بمستقبل الأسرة؛ بسبب قلة الوعي وغياب الثقافة لديها”.
ويرى أسامة اليمني، محاسب ”أن العلم والشهادة العليا لا علاقة لهما بالثقافة” ويوضح قائلا ”زوجتي تحمل شهادة الماجستير في الهندسة المدنية إلا أن ثمة عداء سافرا بينها وبين الكتاب.. بل إنها تغار من الكتاب وتشعر بالضيق كلما رأته في يدي، حيث تثنيني عن القراءة والاطلاع بأي شكل، معتقدة أن الكتاب يسرقني منها ويشاركها حتى في السرير”.

أما أحمد منصور حسني موظف في بنك، فيقول “تفرغت زوجتي لتربية الأولاد بعد نيلها شهادتها الجامعية، وكأن هذا منحها العذر كي تصبح جاهلة بكل ما يدور في العالم من أحداث خصوصا أحداث الساعة، فهي لا تكلف نفسها حتى قراءة الصحف اليومية، وحينما تقع في يدها مجلة نسائية تراها لا تقلب إلا صفحات الماكياج والأزياء والديكور فقط، لكي تطلب مني نقودا إما لتشتري ما تشاهده، وإما لتغيير أثاث البيت بأحدث ما تعرضه تلك المجلة مما جعلني أمتنع حتى عن شراء هذه الإصدرات الأسبوعية”.

ويتفق الموظف خليل عمر مع وجهة النظر القائلة إن المرأة إذا سعت إلى معلومة فإنها تستقيها في الأغلب من الفضائيات التي تقدم ثقافة ضحلة وموجهة. ويضيف “لا أرى أن هناك أسبابا مقنعة تحول بين المرأة والقراءة، النساء اللاتي يؤمن بأهمية الثقافة العامة ودور الكتاب في حياة الفرد قليلات جدا”.

في حين يرى طارق المصري، رجل أعمال، أن”الأزمة تكمن في الرجل، لأن الرجال حتى لو كانوا مثقفين لا يقبلون أن تكون الزوجة أكثر ثقافة منهم أو أحسن منهم، كما لا يقبلون أن تتجاوزهم المرأة في أي مجال، وهذه عقدة الرجل الشرقي الذي لم يستطع التخلص منها حتى الآن، وإذا كان الرجل يفضل زوجة مثقفة أو حائزة على درجة علمية رفيعة، فإنما لتكون مظهرا اجتماعيا لائقا له”.
وأضاف قائلا “هناك من الرجال من ينظر إلى ثقافة المرأة بوصفها ضرورية لتربية الأولاد ومشاركة الزوج في صنع القرار الأسري ومواجهة الصعوبات، وليس لأنه ينظر إليها كإنسانة ينبغي أن تتطور فكريا ومعنويا من أجل ذاتها بالدرجة الأولى، قبل أي أحد آخر”.

وفي المقابل لا تتقبل الزوجة وصفها بالجهل وعدم إهتمامها بالمطالعة، مبررة ذلك بكم المسؤوليات الملقاة على عاتقها والتي لا تترك لها وقتا تخصصه للاستمتاع بقراءة الكتب، وإنما تفضل مشاهدة ما تعرضه الفضائيات من برامج لا تستحق بذل مجهود فكري.

وترى تهاني عبدالحميد، صيدلانية، أن المرأة لا تهتم بالثقافة التي مصدرها الكتاب، وتعتمد في تثقيف نفسها على برامج التلفزيون التي تقدم وجبة ثقافية سريعة، “ولا أستثني نفسي من فئة النساء اللواتي لا يملن للكتاب، لكن لدي عذر في ذلك، فعملي الذي يستغرق وقتا طويلا ويستنزف طاقتي يحرمني من مصادقة الكتاب”.

وتصب زينب محمود، موظفة، جام غضبها على الأزواج وتصفهم بالأنانيين، “لأنهم يطالبون المرأة بأن تكون كل شيء؛ مثقفة، وربة منزل، وتقدر الحياة الزوجية، من دون أن يكلفوا أنفسهم عناء المشاركة في تحمل جزء من الأعباء الأسرية واقتسام مسؤولية تربية الأبناء ورعايتهم، وهذا غير عادل أبدا، في حين أن الرجل لو طلب منه أي جهد زائد عما يقوم به في إطار عمله فإنه لن يتوقف عن الشكوى والتضمر”.

وتعترف ريهام محمد عواضة، ربة منزل، بأنها لا تهتم ولا تحب القراءة، حيث تقول “لا أهتم أبدا بالقراءة على الرغم من محاولات زوجي وأبنائي إدخالي عالم الثقافة خصوصا عبر الإنترنت لخلق أرضية مشتركة بيني وبينهم، لكني أكره القراءة وأفضل الجلوس أمام شاشة التلفزيون لمشاهدة برامجي المفضلة، خصوصا تلك التي تتعلق بالمرأة أو عالم الموضة والجمال، إضافة إلى برامج المسابقات الترفيهية”.

ويرى الدكتور أحمد الخولي أستاذ علم الاجتماع أن الخلل يبدأ من الأسرة التي لا تشجع أولادها وبناتها على القراءة، ولا تقدم للطفل ما يثير رغبته نحو القراءة والاطلاع ويجعله مرتبطا طوال حياته بالكتاب.

كما يرى أن المدرسة بمناهجها الدراسية الجامدة تساهم أيضا في هذا الخلل، من حيث الاكتفاء بالمنهج الدراسي المقرر وعدم إقامة حلقات للقراءة تشجع التلاميذ على مواصلة هذه العادة حين يكبرون، ولو قامت كل مدرسة بفرض كتاب واحد على التلميذ أسبوعيا للقراءة، فسوف تتكون لديه حصيلة معرفية واسعة، لكن مع الأسف هذا لا يحصل في مدارسنا، مما يُنتج أجيالا غير محبة للثقافة، وتميل للثقافة السماعية المعتمدة على التلقي، من دون أن تكون لها وجهة نظر نقدية عما تتلقاه.

ويعتبر الخولي أن عادة القراءة تنمى مثل غيرها من العادات، وأفضل الأمور هو تنميتها منذ الطفولة، لذا ينبغي على الأم مراعاة هذا الأمر والاهتمام بشراء الكتب لأطفالها، وأن تقرأها لهم، ومعهم، باستمتاع يجعلهم يرغبون بالحكايات. أما بالنسبة للأجيال الكبيرة، فلا يمكن إجبار أحد على القراءة، لكن إذا كانت هناك رغبة شخصية فإنها قابلة للتوجيه والعناية.

وأشار إلى أن الإعلام مطالب بالاهتمام أكثر بالتركيز على الكتب وتسليط الضوء على أهم الإصدارات وتشجيع الناس على قراءتها، فالكتب مثل أي سلعة تحتاج للإعلان عنها.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العداء بين الزوجة والكتاب يقلق الزوج المثقف العداء بين الزوجة والكتاب يقلق الزوج المثقف



GMT 02:47 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
 صوت الإمارات - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
 صوت الإمارات - مدحت صالح يعلن عن ألبوم جديد وتحضيرات مميزة لحفل رأس السنة

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 03:29 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

تعرفي على وصفات طبيعية لشعر صحي لامع

GMT 16:28 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

"المواصلات العامة" تكرّم موظفين من شرطة عجمان

GMT 00:46 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس العراقي يلتقي وزير الخارجية الألماني

GMT 13:30 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خليفة و بن راشد و بن زايد يهنئون ملك بلجيكا بيوم الملك

GMT 06:06 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

جميع سيارات "BMW M" ستكون كهربائية بحلول عام 2030

GMT 22:23 2014 السبت ,20 كانون الأول / ديسمبر

جامعة سلمان بن عبدالعزيز تطبق نظام المجالس الإلكترونية

GMT 14:46 2015 الإثنين ,27 تموز / يوليو

موقع إخباري عربي عملاق ينطلق قريبًا من أبوظبي

GMT 01:52 2016 الخميس ,25 شباط / فبراير

تصاميم عبايات غاية في الأنوثة

GMT 15:00 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

العاصي رواية لميادة أبو يونس رحلة من الشك الى اليقين

GMT 16:48 2016 الجمعة ,04 آذار/ مارس

أقراط العام الجاري تخطف الأنظار

GMT 04:08 2015 الخميس ,08 كانون الثاني / يناير

"الصحافيين الإلكترونيين" تقدم مشروع قانون تأسيسها في مصر

GMT 04:37 2013 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

عواصف ربيعية تسبب ثلوجًا وأعاصير في أميركا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates