نهيان بن مبارك يفتتح أعمال قمة " نساء في العالم" في دبي

افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع أمس في " فندق فور سيزون الجميرا دبي ".. أعمال قمة " نساء في العالم ".

نظمت القمة شركة " جنرال إليكتريك " .. بمشاركة العديد من الشخصيات النسائية البارزة من مختلف دول العالم.

حضر افتتاح القمة - التي تستمر مدة يوم - معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة وسعادة نورة الكعبي الرئيس التنفيذي لـهيئة المنطقة الإعلامية أبوظبي " تو فور 54 " والأميرة ريما بنت بندر آل سعود مؤسسة منظمة " بيت الخير " وتينا براون المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة " تينا براون لايف الإعلامية " ومؤسسة ملتقى " نساء فى العالم " والسفيرة ديبورا جونز سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى ليبيا ومليحة لودهى سفيرة باكستان لدى الأمم المتحدة ورانا القليوبى مؤسسة مشاركة وخبيرة علمية في " أفكتيفا " وهند حبيقة رئيسة تنفيذية ومؤسسة انستايد . .بجانب عدد من الإعلاميين والمحامين ومشاهير الانتاج التلفزيوني والسينمائي.

وتقدم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع .. بالشكر للسيدة تينا براون وشركة جنرال إلكتريك على تنظيم هذا الحدث الكبير في دولة الإمارات العربية المتحدة .. وأعرب عن سعادته بحضور العديد من الشخصيات النسائية البارزة عالميا فعاليات القمة في دبي.

وعبر عن شكره لسعادة نورة الكعبي وزميلاتها على جهودهن المقدرة فى تنظيم القمة التي تستفيد من المهارات التنظيمية الكبيرة لإبنة الإمارات.

وقال معاليه في كلمة له خلال افتتاح القمة إن " عبارة " نساء في العالم " تحظى بزخم متزايد يوما بعد يوم .. وبالمقارنة مع العام الماضي ارتفع عدد النساء اللاتي يشغلن مناصب قيادية في مختلف المجالات بالعالم فيما اختفت الكثير من مظاهر التمييز ضد المرأة .. كما ارتفع عدد النساء المتعلمات مما ينبئ بتطور كبير تشهده المرأة في مختلف أرجاء العالم ".

وأضاف " أننا - رجالا ونساء ما زال ينتظرنا الكثير من العمل إذا ما أردنا أن نوجد عالما ينعم بالتقدير للمرأة مثل تقديره للرجل..عالم يتيح الانطلاق للتفوق والجدارة دون أن تعترضه قيود التمييز بين الجنسين ..

عالم يرحب ببناتنا ويحميهن ويوفر لهن سبل التمكين كافة ".

وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك أنه لا يمكن أن ينسب كل الفضل في تقدم المرأة إلى التعليم فقط رغم أن التعليم يسهم بشكل فاعل في تعزيز مسيرة التغيير .. وقال " رأينا الأثر الكبير للتعليم في نهضة المرأة في دولة الإمارات ولا شك أن المرأة المتعلمة تسهم في إثراء وطنها ".

وأعرب معاليه عن تقديره لدور قيادتنا الرشيدة التي هيأت البيئة الملائمة لنجاح المرأة في مجتمعنا مستشهدا بقول مؤسس دولتنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان : " لقد انتشل الإسلام المرأة من ظلمات القهر والاستعباد والجهل والتخلق وأقر لها شخصيتها وكفل لها حقوقها في شتى المجالات.. إنني أشجع عمل المرأة في المواقع التي تتناسب مع طبيعتها وبما يحفظ لها احترامها وكرامتها " .. وقوله " لقد تعلمنا من هذا الازدهار أن نبني دولتنا من خلال التعليم والمعرفة و أن نرعى أجيالا من الرجال والنساء المتعلمين".

وأوضح أن الشيخ زايد طيب الله ثراه استعان في نهجه لتعليم المرأة برفيقة دربه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة والتي لا زلنا ندين لها بالكثير لجهودها في تمكين المرأة في دولة الإمارات وتعزيز التميز في جميع المجالات حيث تعتبر " أم الإمارات " رائدة من رواد التنمية والتقدم في بلادنا وألهمتنا جميعا من خلال طاقاتها ورؤيتها والتزامها نحو التنمية الشاملة والمستدامة للإحساس بالدور الريادي للمرأة في مجتمعنا".

وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان .. إن سمو الشيخ فاطمة بنت مبارك عبرت عن أفكارها خلال المؤتمر العالمي للمرأة والذي أقيمت فعالياته في جامعة زايد قبل عدة أعوام حيث خاطبت المشاركات في المؤتمر قائلة " إن المرأة والقيادات النسائية الشابة بالذات أمامهن مسؤولية كبرى في أن يعملن معا لتأكيد هذه القيم وفي سبيل تصحيح الآراء والمفاهيم حول دور المرأة في هذا السبيل وضرورة العمل معا على إزالة العوائق الاجتماعية والاقتصادية التي تحول دون تقدم المرأة وتنمية خصائص القيادة والريادة لدى الفتاة في المدارس والجامعات وأيضا خلال حياتها كلها..

ويجب العمل معا على توفير الظروف المواتية لتقدم المرأة كي تتبوأ مناصب القيادة في المجتمع وأن نتأكد من أن المرأة تثق في قدراتها وستكون دوما قادرة على البناء والإسهام الإيجابي في المجتمع ".

وأضاف معاليه أنه يمكننا الآن أن نرى مزيدا من النساء وهن يتطلعن لبلوغ مستويات أعلى .. ويشرفني أن أكون هنا في هذه الأمسية في حضرة نساء متميزات.. وأعرب عن ثقته بزيادة قوة القيادات النسائية كل يوم ويقينه بأن القرن الواحد والعشرين يمكن أن يصبح قرنا للمرأة .. لكن النساء اللاتي يضعن بصمتهن في تاريخ العالم هن بالضرورة نساء متعلمات... وإذا ما وضعنا هذا الشرط في الاعتبار فإن نساء الإمارات يتلقين التعليم بلا مقابل ودون أي تمييز بين الجنسين.. وتتقدم / 95 / في المائة من الفتيات المسجلات في السنة النهائية للمرحلة الثانوية بطلبات للانخراط في مؤسسات التعليم العالي.. وفي جامعاتنا تمثل الطالبات ما نسبته / 70 / في المائة من إجمالي عدد الطلاب ".

وأوضح أن القيادة الرشيدة تؤمن على الدوام بأن تقدم المرأة أمر ضروري لمستقبل دولتنا.. وقد ظل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله " .. يعمل بشكل ممنهج على تعزيز الدور الريادي للمرأة في دولتنا التي تتمتع بتمثيل ممتاز في مجلس الوزراء.. ويسير على نفس النهج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والذين يدعمون جميعا وبقوة توفير الفرص للمرأة الإماراتية للعب دور ريادي في أي مجال تختاره لنفسها.

وقال معاليه إن المرأة في دولة الإمارات نجحت في تغيير الصورة النمطية عن المرأة في المجتمع .. مشيرا إلى أن الدولة نجحت في إزالة العوائق الاجتماعية والاقتصادية التي قد تبطئ من تقدمها ومن تطلعها نحو الأعلى.

وأكد أن دولتنا تسير في الاتجاه الصحيح فنساؤنا يؤدين الدور المنوط بهن لكي يكون هذا القرن قرنا للمرأة.. وبينما يتركز معظم عملهن لتحقيق هذا الهدف في داخل الدولة إلا أن النظرة العالمية التي كوناها باعتبارنا ملتقى لطرق العالم تؤكد ثقتي بأن المرأة في دولة الإمارات ستعمل جنبا إلى جنب مع المرأة في العالم لتعزيز القوة البشرية في كوكب الأرض".

ونبه معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان الى أن تحقيق هذا الهدف الصعب يتطلب الشجاعة والمثابرة والجرأة والذكاء فبالرغم من مظاهر تقدم المرأة في العديد من دول العالم إلا أنه في بعض الدول ما زالت المرأة تعامل باعتبارها مواطنا من الدرجة الثانية وهناك نساء في تلك الدول ما زلن محرومات من حقوقهن الأساسية ولا يحظين بحماية قانونية ولا تتوفر أمامهن فرص لقيادة مجتمعاتهن في بلداهن.

واعتبر معاليه أنه على الرغم من أن العديد من القادة الذكور في العالم يسعون إلى تغيير تلك الظروف الصعبة إلا أنهم لن ينجحوا بدون القوة المضافة المتمثلة في تعليم المرأة في أي مكان كما يجب على النساء المتعلمات أيضا أن يصبحن عناصر فعالة للتغيير وعليهن أن يجابهن تلك الظروف وأن يطرحن القضايا التي تمثل تهديدا للنجاح العالمي.

وقال : " ستستمعون خلال هذه الأمسية إلى قصص رائعة من نساء متميزات وتلمسوا الوسائل التي استخدمنها لتحسين حياة النساء والفتيات في بلدانكم وفي بلدان العالم.. وفي هذه الأمسية أنا واثق بأنكم ستتفقون على أن العمل لنيل المرأة لحقوقها وحصولها على المساواة جزء من الجهد الهادف للتقليل من التوتر وانعدام الثقة فيما بيننا من أجل تحقيق التطور والسلام والرفاهية وزرع الأمل في كل ركن من أركان هذا العالم".

وأوضح معاليه أن جميع المجتمعات تواجه تحديات تتعلق بالصحة والبيئة والتنمية الاقتصادية والتعليم والمأوى والأمن والفرص المتساوية...

وكرائدات وطنيات فإن النساء يمكنهن التأثير على مجتمعاتهن للانخراط في تلك الوسائل المبتكرة.. أما كرائدات عالميات فإن النساء يمكنهن التواصل والتعاون من وراء الحدود الجغرافية والثقافية وتعزيز الجهود الوطنية وبوسائل مبتكرة يمكننا القول أنها استعصت تاريخيا على الرجال.

وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في ختام كلمته :"يسعدني أن أختم حديثي هذا بتعبير حول الثقة وتعبير حول الأمل.. أما تعبيري حول الثقة فيبدأ بملاحظة أنه ومع الأسف هناك الكثير من الناس الذين يعتقدون خطأ أن النساء المسلمات لا حقوق لهن وأنه ليست لديهن فرص لتطوير مواهبهن وأفكارهن وأن النساء المسلمات لا يمكنهن المشاركة في الأعمال والانخراط في العمل.. وكلي ثقة بأن هذه القمة سوف تتصدى لهذا الاعتقاد الخاطئ عن وضع المرأة في الدول العربية والإسلامية وسوف تركز على الدور الهام الذي تلعبه في تنمية مجتمعها.. ولا شك أن مشاركة العديد من النساء المسلمات الواعيات والخبيرات والرائدات في هذه القمة سوف تعزز من تعبيري حول هذه الثقة.. أما تعبيري عن الأمل فهو أن عملهن هنا سوف يقود إلى تغيير مسميات المؤتمرات والندوات في المستقبل.. ففي تلك اللحظة من المستقبل عندما يتساوى النساء والرجال في الفرص والحقوق والمكافآت على العمل نفسه الذي يؤدونه وفي الحصول على الضمانات نفسها الخاصة بالأمن والتعليم والرعاية الصحية فإن تلك المؤتمرات والندوات سوف يطلق عليها الإنسان في العالم.. إن مستقبل عالمنا يرتكز على مدى مساهماتنا كبشر.. أشكركم مجددا على ما تقومون به من أجل غايات أفضل للرجال والنساء وأتمنى أن تكلل جهودكم لتنظيم هذه القمة بالنجاح".

من جانبها تحدثت تينا براون فى كلمة لها عن تأسيس منتدى النساء في العالم خلال عام 2009 كمنصة حية لتقديم تجارب شخصية تتحدث عن التحديات التى تواجه النساء والفتيات فى العالم .. مشيرة الى ما ستتضمنه القمة من قصص عن نساء ملهمات من أنحاء العالم كتبن بأنفسهن ادوارهن فى الحياة والتي كانت مليئة بالدراما والتفاصيل والمشاعر الانسانية ومواجهة التحديات التى تعترض النساء والفتيات وقالت إن القمة ستركز على منح المرأة صوتا لتحكى عن إنجازاتها.

وأشارت إلى توسع المنتدى الذي نشأ فى مسرح صغير بمدينة نيويورك بحضور/ 300 / شخصية إعلامية وسياسية وأصحاب أعمال وتطوره ومدى اتساع رقعته على مواقع التواصل والأجهزة الإعلامية التي يتابعها ملايين الأشخاص.

وأعربت عن شكرها لمعالى الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان لافتتاحه المؤتمر والشركة الراعية للمنتدى والتزامها بالعمل على تحسين حياة النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم .. مشيرة الى أن الدورة الماضية للمنتدى شهدت حضور عدد من الشخصيات النسائية العربية والعالمية من آسيا وأفريقيا والشرق الاوسط .

وتضمن برنامج المنتدى عدة جلسات الأولى تمثلت في جلسة المرأة وكانت بعنوان " لذلك أنا هنا" شارك فيها بيت كومستوك الرئيس والرئيس التنفيذى لمؤسسة جنرال الكتريك الراعية لتطوير الأعمال ودانا فاروقى من مؤسسة كوارتر وفادى الغندور مدير شريك لومضة كابيتال وسعادة نورة الكعبى وسارة تيكش مؤسس تريشن اند بلنكس.

وتضمنت الجلسة الثانية التى عقدت بعنوان "القوة الناعمة فى الاوقات الصعبة" مدى تقبل الساسة للترويج من أجل السلام والشفافية فى عالم مفعم بالمشاكل وتحدثت فيها معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة والسفيرة ديبورا جونز سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية فى ليبيا ومليحة لودهى سفيرة باكستان لدى الأمم المتحدة وراجيف شاندرا كبير مراسلى ومدير تحرير مشارك بواشنطن بوست.

أما الجلسة الثالثة فقد حملت عنوان "ماذا ينتظر المرأة السعودية وكيف لإمراة واحدة تسعى لدعم وتحسين أوضاع المرأة" وتحدثت فيها الأميرة ريما بنت بندر آل سعود

وتضمنت الجلسة الرابعة التى عقدت تحت عنوان "النساء يتطلعن الى المستقبل " لقاء مع سيدتين خاضتا خضم عالم التكنولوجيا وهما رانا القليوبى مؤسسة مشاركة وخبيرة علمية فى "افكتيفا" وهند حبيقة رئيسة تنفيذية ومؤسسة انستايد وأدارها الاعلامي الشهير بكلى اندرسون من " سى إن إن " .

وحول قضايا المرأة تحدث فى الجلسة الخامسة ديانا حمد الغرير المحامية والناشطة و تحدث فى الجلسة الجلسة السادسة حول " إعادة كتابة نصوص سيرة النساء " .. ثلاثة من مشاهير الانتاج التلفزيوني والسينمائي هم مها قرقش مخرجة وكاتبة وسعد محسنى رئيس ومدير تنفيذى مجموعة كوبى وزينب سلبى مؤسسة منظمة نساء للنساء الدولية والذين ناقشوا اعادة أنماط وأدوار جديدة فى الساحة الفنية فى الشرق الاوسط فيما أدارت الجلسة ريما مكتبى الاعلامية بقناة العربية.

وأطلقت مبادرة " نساء في العالم " عام 2009 وذلك كمنبر مباشر للافكار والتجارب والقصص يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها المرأة والفتاة في جميع أرجاء العالم.

كانت مبادرة " نساء في العالم " قد دخلت العام الماضي في شراكة مع صحيفة نيويورك تايمز وذلك لتوسيع رقعة انتشارها نحو الهند والمملكة المتحدة و دولة الإمارات و ينتظر أن يشهد شهر مارس المقبل إطلاق القناة الرقمية الجدية للمبادرة من موقع الصحيفة على شبكة الانترنت.