أبوظبي – صوت الإمارات
تسبب" الدلال الزائد" في سقوط الابنة الكبرى لأسرة ثرية في دبي في فخ المواد المخدرة لمدة تقارب الـ 10 أعوام ، تناولت خلالها أنواعًا مختلفة من السموم ووصلت إلى حد حقن جسدها بالإبر.
وأوضحت الباحثة الاجتماعية في قسم الرعاية اللاحقة في الإدارة العامة لمكافحة المواد المخدرة خولة العبيدلي، أن لا أحد في العائلة كان يرفض طلبًا للفتاة، ما جعلها هدفًا سهلًا لمصادقة رفقاء السوء، خصوصًا في ظل كونها الكبرى وزواج والدها من امرأتين.
وذكرت العبيدلي أن الفتاة دخلت إلى عالم المواد المخدرة في سن الخامسة عشر عامًا، عندما عانت حالة نفسية صعبة، وباتت تأخذ حبوب علاج مهدئة حتى صارت لا تستغني عنها وتعرفت على مجموعة من أصدقاء السوء استدرجوها إلى الحبوب المخدرة.
وأشارت إلى أن الفتاة صارت محترفة تعاطي حتى وصلت إلى حقن جسدها بـ"الهيروين"، وباتت على معرفة بطريقة الحصول عليها عبر مروجيها، فيما لم تستطع عائلتها السيطرة عليها ومنعها من التعاطي، ما أدى إلى وصولها إلى مراحل متقدمة في هذا العالم المظلم.
وأشارت إلى أنها تعرفت خلال مرحلة تعاطيها على شاب مدمن، ودخلت في علاقة عاطفية معه، حتى أصبحا يتجرعان المواد المخدرة بمختلف أصنافها، وتوطدت العلاقة فيما بينهما مع مرور السنين إلى أن قررا الزواج.
وأوضحت أن الإدارة العامة لمكافحة المواد المخدرة في شرطة دبي نجحت في توقيف الشاب على خلفية قضية مواد مخدرة، وصدر حكمًا بإنزال عقوبة السجن في حقه، فتأثرت الفتاة كثيرًا، وتغلبت عليها عاطفتها، وقررت وهي تحت تأثير المواد المخدرة أن تضع حدًا لحياتها، فتناولت آداة حادة وأقدمت على قطع شرايين يدها لتسقط على الأرض مضرجة بدمائها.
وتابعت "من حسن حظ الفتاة أن شابًا شاهدها فاتصل بالإسعاف، ليتم نقلها بسرعة إلى المستشفى وإنقاذ حياتها، إلا أن الفحوص الطبية كشفت وجود آثار للمواد المخدرة في دمائها فتم إبلاغ الشرطة وجرى توقيفها".
وأصدرت المحكمة المختصة حكماُ بحبسها لمدة عام، ووجدت في السجن فرصة لمراجعة حياتها، واتخذت قرارًا بالتوقف نهائيًا والابتعاد عن عالم المواد المخدرة والسموم، وفي رمضان خرجت من السجن ضمن العفو العام.
وأبانت العبيدلي أن الفتاة استطاعت فتح صفحة جديدة في حياتها بمساعدة من قسم الرعاية اللاحقة في الإدارة العامة لمكافحة المواد المخدرة، وواظبت على الفحوص المخبرية الدورية للتأكد من خلو جسمها من أي نوع من السموم.
وأضافت أن قسم الرعاية اللاحقة الذي يضم شعبة خاصة بالتواصل الاجتماعي، يقدم للفتاة الرعاية النفسية والاجتماعية ويستمع إلى همومها، ويساعدها على العودة إلى المجتمع وأن تكون إنسانة إيجابية.
أرسل تعليقك