أكدت قرينة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة المؤسس والرئيس الفخري لمجلس سيدات أعمال الشارقة أن كل يوم يمضي من عمر المرأة الإماراتية يشهد إنجازا جديدا لتكريمها وتقديرها وتمكينها من المشاركة الفاعلة في جميع القطاعات والمجالات باعتبارها عنصرا يتمتع بكامل الحقوق الإنسانية وتستحق الوصول إلى أعلى المناصب والمستويات.
وقالت سموها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف غدا 8 مارس وتزامنا مع مرور ثلاثة عشر عاما على تأسيس مجلس سيدات أعمال الشارقة ..إن دولة الإمارات كانت سباقة في منح المرأة كامل حقوقها وإعطائها المكانة المستحقة في المجتمع وذلك نطلاقا من قيم الدين الإسلامي الحنيف والتشريعات المنصوص عليها في دستور الدولة في نهج أرسى دعائمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" واستمر بفضل الرعاية الكريمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وتوجيهات إخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات لتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة والنظر إليها باعتبارها شريكا لا يمكن تحقيق النهضة من دون دورها الفاعل والمؤثر.
وأعربت سموها عن ثقتها في إمكانيات المرأة الإماراتية التي أثبتت قدرتها على تقديم العطاء اللامحدود وتحقيق الإنجازات المتتالية في أي مجال تشارك فيه ..مشيرة الى أن المرأة تتمتع بحس وطني عال ومسؤولية إنسانية كبيرة تدفعها إلى بذل كل جهد ممكن من أجل أن يظل وطنها على القمة وأن تنعم أسرتها بالسعادة والاستقرار.
ونوهت إلى أن كل تكريم تقدمه دولة الإمارات إلى بناتها يقابل بتكريم آخر ليس أدل عليه من إقبالهن الكثيف على الالتحاق بالخدمة الوطنية حتى يشاركن أشقاءهن الرجال في تعزيز مناعة الوطن وحمايته.
وثمنت سموها الدور الكبير الذي لعبته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الفخري لمجلس سيدات أعمال الامارات التي رسمت مستقبل المرأة الإماراتية من خلال البرامج والمبادرات التي أطلقتها على مدار العقود الماضية وحرصها الدائم على تذليل العقبات أمام المرأة الإماراتية للنهوض بها إلى أعلى المستويات العالمية.
وأشادت سمو الشيخة جواهر القاسمي بمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" بتشكيل مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين في شهر فبراير الماضي والذي سيوفر لها فرصا متساوية في التعليم والتدريب والتعيين وكذلك في شغل المناصب التنفيذية القيادية كما يمنحها إطارا أوسع للارتقاء بقدراتها وصقل مهاراتها بما يمكنها من إحداث تغيير إيجابي يحقق لمجتمعنا مزيدا من الريادة و يمكن المرأة الإماراتية من تحقيق التوازن بين أسرتها وعملها.
وحول مشاركة المرأة في قطاع الأعمال ..أكدت سموها أن المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة استطاعت أن ثبت نفسها في قيادة الأعمال الخاصة بكافة مستوياتها وأن ما تقدمه القيادة من دعم كبير للمرأة وما تتمتع به دولة الإمارات من مقومات اقتصادية وبيئة عملية منافسة يفتح المجال أمام السيدات لمزيد من التقدم في هذا المجال.
ولفتت سمو الشيخة جواهر إلى أن مجلس سيدات أعمال الشارقة حرص منذ التأسيس على تشيجع السيدات على دخول عالم الأعمال من خلال تقديم التسهيلات واقتراح الخطط ومشروعات القوانين التي تدعم مكانة المرأة ومشاركتها في القطاعات الاقتصادية المختلفة إضافة الى البرامج التدريبية والمبادرات والمشاريع التي يقوم المجلس بتنفيذها لهذا الغرض.
وأوضحت سمو الشيخة جواهر أن الشعار الذي تبنته هيئة الأمم المتحدة للمرأة في اليوم العالمي للمرأة هذا العام وهو "تمكين المرأة .. تمكين للإنسانية .. فلنتخيل معا" ينسجم مع رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة التي انبثقت منها رؤية مجلس سيدات أعمال الشارقة لتعزيز مشاركة المرأة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية وتشجيعها على الدخول في عالم الأعمال الحرة بمختلف القطاعات من خلال توفير البيئة الداعمة للمرأة في إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وقالت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة إنه وفي ظل رؤية ودعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة للمرأة الإماراتية وتنميتها باعتبارها شريكا أساسيا في الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة استفاد مجلس سيدات أعمال الشارقة من هذا التقدير الكبير والدعم المتواصل للمرأة في تذليل العقبات وتجاوز التحديات التي تواجه مشاركتها في الأعمال وذلك بالتنسيق والتعاون مع العديد من الجهات المحلية والاتحادية في الدولة ومؤسسات القطاع الخاص.
ولفتت سموها إلى أن العالم بشكل عام شهد تطورات كبيرة فيما يتعلق بتمكين المرأة وأن دولة الإمارات تلمس يوما بعد يوم التأثير الايجابي لدور المرأة في المؤسسات والشركات التي تعمل بها أو تقودها ..مشيرة إلى أن التناغم والتكامل بين الرجل والمرأة في العمل والعطاء والأفكار هو أحد أسرار النجاح الذي نشهده في دول الإمارات العربية المتحدة.
تجدر الإشارة الى أن مجلس سيدات أعمال الشارقة تحول إلى واحد من أبرز التجمعات المهنية في دولة الإمارات بعد وصول عدد عضواته مع نهاية عام 2014 إلى 1496 عضوة مقارنة من 600 عضوة في عام 2012 حيث تم توسيع فئات العضوية لتشمل ليس سيدات الأعمال فحسب وإنما أيضا النساء المهنيات والمنتجات من المنازل والطالبات والجامعيات وذوات الاحتياجات الخاصة ممن يمتلكن مشاريع خاصة أو يسعين إلى دخول الأعمال التي يمتلكن مهارات فيها حيث يقوم المجلس بدعم هذه المهارات بالتدريب والتأهيل لتحويلها إلى مشاريع إنتاجية ذات مردود اقتصادي.
واستنادا إلى ما تتمتع به إمارة الشارقة ودولة الإمارات من بيئة استثمارية جذابة تقوم على أساس توفير البنية التحتية المتطورة وشبكة مواصلات عصرية وتسهيلات في إجراءات ممارسة الأعمال وموقع استراتيجي يربط بين أسواق العالم .. حرص المجلس على توظيف كل ذلك على مدار الأعوام الـ 13 الماضية لتشجيع مزيد من السيدات من مختلف الجنسيات على الاستفادة من مواهبهن وقدراتهن في إنشاء أعمال خاصة لهن يعتمدن فيها على أنفسهن ويساهمن من خلالها في التنمية التي تشهدها الدولة وتوفير مزيد من فرص العمل للكوادر البشرية المؤهلة في الدولة.
وقد أطلق المجلس خلال السنوات الماضية عدة برامج لدعم المرأة الإماراتية من أبرزها مشروع "مجلس إرثي" ويهدف إلى زيادة وعي المجتمع بأهمية الممارسات الحرفية في قطاع التصميم وتشجيع المصممين ودور الأزياء على تبنيها بالإضافة إلى وضع إمارة الشارقة في مقدمة المدن المهتمة بالممارسات الحرفية وأخذ موقع الصدارة بإطلاق هذه المبادرة ومشروع "بدوة" الذي يهدف إلى تعزيز مساهمة المرأة في القطاعات الاقتصادية بدولة الإمارات العربية المتحدة وحفظ الموروث الشعبي الإماراتي من خلال تسويق منتجات تحمل روح التراث المحلي الأصيل.
كما أطلق المجلس "سوق أنوان" وهو سوق دائم لخدمة أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة لزرع روح الريادة في فئة الخريجين في مدينة دبا الحصن الواقعة في المنطقة الشرقية لإمارة الشارقة.
كما نظم المجلس مؤتمرا حول دور المرأة القيادي والتكنولوجي ودور وسائل التواصل الاجتماعي المهم في تشكيل المجتمع إضافة الى تأسيس "نظم إدارة معلومات الأعضاء" وهو نظام للعضوات حيث يشمل تفاصيل دقيقة للمنتسبين من أعضاء المجلس.
وللمجلس عضوية في عدة مجالس عالمية مثل المنتدى العربي الدولي للمرأة الذي أسس 2001 ومقره في لندن - بريطانيا ومنتدى المفكرين العالميين ومقره في لندن - بريطانيا ومؤخرا يمثل المجلس اتحاد غرفة التجارة والصناعة في مجلس سيدات أعمال الامارات.
كما أبرم المجلس اتفاقيات مع هيئات محلية ودولية أهمها مركز التجارة الدولية للتعاون على تطوير البرامح التي يقدمها المجلس والمركز ومبادرة بيرل التي تساهم في تقديم علاقات تفيد الطرفين في مجالات تساهم في تطوير المرأة في مجال الأعمال والمجلس الثقافي البريطاني لتمكين سيدات الأعمال ودعم مشاركة المرأة في الاقتصاد الوطني وتحقيق طموحاتهن في كل من قطاعات الأعمال التقليدية وغير التقليدية ومنظمة الاغاثة الدولية "أوكسفام" التي تعتبر من أكبر المنظمات في مجال الاغاثة والتمنية كما بدأ المجلس بدعم العديد من الجوائز من أهمها جائزة المرأة الإماراتية منذ 2011 وجائزة المرأة العربية منذ 2012.
وفي عام 2014 شارك مجلس سيدات أعمال الشارقة وللمرة الأولى في تاريخه في اجتماعات الدورة السنوية التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة برئاسة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي في تأكيد على المكانة المتميزة التي تحظى بها المرأة في دولة الإمارات بالمحافل الدولية ونظم المجلس على هامش المشاركة واجتماعات ولقاءات عديدة مع ممثلي عدد من كبريات المنظمات والهيئات والمؤسسات الأمريكية والدولية المعنية بتعزيز مشاركة المرأة في التنمية الاقتصادية من أهمها هيئة الأمم المتحدة للمرأة والاتفاق العالمي للأمم المتحدة وبنك نيويورك ميلون وجامعة مونرو في مجال حاضنات الأعمال المختصة بالمرأة وجمعية المرأة المالية للمساهمة في ارتقاء المرأة في قطاعات الأعمال المختلفة ولتبادل الخبرات.
جدير بالذكر أن مجلس سيدات أعمال الشارقة تأسس بموجب المرسوم الأميري رقم 8 لسنة 2002 الصادر عن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ومبادرة التمكين الاقتصادي للمرأة التي أطلقتها قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد بن سلطان القاسمي المؤسس والرئيس الفخري لمجلس سيدات أعمال الشارقة لدعم دمج السيدات في النشاطات الاقتصادية والمهنية كافة ..وفي ديسمبر 2010 منح المرسوم الأميري رقم 57 المجلس شخصية اعتبارية وأهلية قانونية.
ويهدف المجلس إلى تشجيع مساهمة المرأة في عملية التنمية الشاملة في الدولة عامة وإمارة الشارقة على وجه الخصوص ويقدم لسيدات الأعمال والعاملات والسيدات المنتجات والطالبات والخريجات وذوات الاحتياجات الخاصة مجالات واسعة لتنمية المهارات الشخصية وفرص الإبداع وتحسين أداء المشاريع المهنية والتجارية ويساهم في تطوير المشاريع التي تملكها السيدات وذلك من خلال التوجيه والإرشاد من قبل خبراء اقتصاديين وماليين.
أرسل تعليقك