أبوظبي – صوت الإمارات
نجحت المواطنة، أمل سالم الشحي، من سكان إمارة رأس الخيمة، في تجاوز عقبات الاندماج في المجتمع، بكرسيها المتحرك وبإرادتها الصلبة، بعدما واجهت رفضها من مؤسسات تعليمية وحكومية، نتيجة إعاقتها الحركية، لكنها تمكّنت من الزواج، والاندماج الوظيفي في بلدية رأس الخيمة، والحصول على 10 دورات تدريبية لتطوير مهاراتها الذاتية.
وأوضحت الشحي إنها “أصيبت بشلل الأطفال عندما كانت في عمر عامين، وأصرّت منذ البداية على ألا تحول الإعاقة بينها وبين الاندماج الكامل في المجتمع وتحقيق أحلامها، إلا أن جميع المدارس الحكومية والخاصة في الإمارة رفضت قبولها في الفصول الدراسية بسبب إعاقتها الحركية، وعدم وجود مرافق خاصة للمعاقين في المدارس”.
وأضافت إن “أمام هذا الوضع قام شقيقي الكبير بشراء الكتب الدراسية، وبدأ تدريسي المناهج لمدة أربعة أعوام متواصلة، وبعد الضغوط وافقت إحدى المدارس الحكومية على دمجي في الفصل الدراسي الأول الابتدائي، لأبدأ الدراسة من عمر 10 أعوام”.
وأشارت إلى أنها “استمرت في الدراسة إلى أن حصلت على شهادة الثانوية العامة، على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي واجهتها في الدراسة، نتيجة رفض المعلمات دمج المعاقين، وعدم وجود خدمات ومرافق لذوي الإعاقة”.
وذكرت إن “بعد حصولي على شهادة الثانوية العامة، بدأت أخذ الدورات التدريبية، حيث حصلت على 10 شهادات تدريبية في السكرتارية والحاسوب وخدمة العملاء، من أجل تطوير مهاراتي الذاتية والبحث عن عمل مناسب”.
وتابعت: “إن الصعوبات بدأت مجددًا مع رحلة البحث عن عمل، حيث لم تجد وظيفة في أي جهة حكومية، ولم يتسنَّ لها حتى إجراء مقابلات شخصية لقياس مستوى المهارات”.
وأضافت إنه “بعد أربعة أعوام من معاناتها في البحث عن عمل، أعلنت بلدية رأس الخيمة عن حاجتها إلى تعيين معاقين في مختلف أقسام البلدية، فذهبت لإجراء المقابلة، وتم توظيفها في قسم خدمة العملاء، وبعدها انتقلت إلى قسم الموارد البشرية، ومازالت تعمل في القسم منذ خمس سنوات”.
وذكرت “إن عملها في البلدية ساعدها كثيرًا على الاندماج في المجتمع وظيفيًا واجتماعيًا، حيث تزوّجت وأنجبت أربعة أطفال”.
ولفتت إلى أنها “تسعى خلال العام المقبل إلى استكمال دراستها الجامعية، من أجل تطوير أدائها الوظيفي، وإعطاء نظرة أكثر إشراقًا لجميع المعاقين بأن الاندماج في المجتمع مسؤولية مشتركة بين المعاق والجهات المسؤولة”.
أرسل تعليقك