الشارقة ـــ صوت الإمارات
دأب والد طفل من أم منفصلة عنه، على تفتيش ابنه تفتيشًا دقيقًا، يصل إلى تصويره بالأشعة السينية، في كل مرة يلتقي فيها معه، وفقًا لمواعيد الرؤية المقررة بموجب اتفاق الطلاق بين الزوجين السابقين، قبل أن تتمكن دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة من إثنائه عن هذا التصرف، وإقناعه بأنه يضر بمصلحة ابنه.
ورصدت دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة أبًا كان يقوم بخلع ملابس طفله، البالغ من العمر تسعة أعوام، وتفتيشه بشكل دقيق، أثناء الرؤية المقررة من المحكمة، في الملتقى الأسري التابع للدائرة، كما كان يخضعه للتصوير بالأشعة بالمستشفيات، ليتأكد من عدم تعرّضه للضرب من أمه التي انفصل عنها الأب سابقًا.
ووفقًا لمدير مركز حماية حقوق الطفل التابع للدائرة، أحمد الطرطور، فإن الطفل في حضانة أمه، في حين تتحقق رؤية والده له بالملتقى الأسري التابع للدائرة، بشكل أسبوعي، مشيرًا إلى أن المعنيين بالمركز والمشرفين على "الرؤية" لاحظوا أن الأب في كل مرة يرى فيها ابنه يبدأ بخلع ملابسه ويفتش جسده، للتأكد من عدم وجود آثار ضرب أو إصابات تعرّض لها، قبل أن يصطحبه معه خارج المركز، لقضاء الوقت المسموح له بالبقاء فيه معه.
وتابع "لم يتوقف سلوك الأب عند هذا الحد، بل كان يتوجه بطفله إلى المستشفيات والمراكز الصحية، لعمل تصوير بالأشعة على كل جزء من جسد ابنه، ليتأكد من عدم تعرّضه للضرب، أو إصابته بكسر في عظامه، أو تمزق في إحدى عضلات أو أوتار جسده، قبل أن يسلّمه للمختصين في الملتقى، الذين يتولون إرجاعه لحضانة والدته".
وأضاف "على الرغم من شعور السعادة والحب المتبادل بين الطفل ووالده، الذي يحضر له الهدايا والألعاب في كل مرة يأتي لرؤيته، إلا أن خوف الأب المبالغ فيه على ابنه هو ما دفعه إلى هذا التصرف".
وذكر الطرطور: "تمكّن العاملون في المركز من إقناع الأب بأن ما يقوم به من سلوك لا يصب في مصلحة ابنه، بل يؤثر سلبًا في نفسيته، ويعوّده على الإهانة، ويجعل منه شخصية منقادة تقبل الإذلال والإهانة مستقبلًا، وعلى الأب أن يتفهم طبيعة الأطفال بأنهم كثيرو الحركة، وقد ينتج عن ذلك تعرّض ابنه للإصابة نتيجة سقوطه على الأرض أثناء الجري واللعب، وليس شرطًا أن تكون أمه هي التي تسبّبت له في الإصابة".
أرسل تعليقك