الشارقة ـ صوت الإمارات
اعتبرت دراسة جامعية أن أسباب الطلاق في مجتمع الإمارات ليست جوهرية، إنما ترتبط في معظمها بغياب التفاهم والتواصل وعدم القدرة على تطوير التفاعل اليومي بين الأزواج ما يترتب عليه تأزم العلاقة.
وحذر أستاذ علم الاجتماع في جامعة الشارقة، الدكتور فاكر الغرايبة، في الدراسة التي أجراها بالتعاون مع مؤسسة صندوق الزواج في أبوظبي حول «أسباب الطلاق في مجتمع الإمارات من وجهة نظر المواطنات المطلقات»، من استمرار زيادة معدلات الطلاق. واعتبر أن فقدان الحب وعدم الانسجام أبرز أسباب حدوث الانفصال بين الزوجين، يليها عدم تقبل الحوار مع الآخر ثم سرعة الانفعال وصفات الزوج الشخصية.
وأكد الباحث أنه يمكن لطلبة علم الاجتماع والتخصصات ذات العلاقة، الاستفادة من مثل هذه الدراسات والأبحاث التي يتم إجراؤها في الجامعة، حيث تتضمن في الغالب حالات واقعية.
وأجرى دكتور علم الاجتماع الدراسة على عينة شملت 1742 مطلقة إماراتية. وشدد على إثرها بضرورة زيادة برامج الإرشاد الأسري للمقبلين على الزواج وللمبتدئين في الحياة الزوجية، وتعميم تجارب الإصلاح الأسري على جميع محاكم الدولة. واعتبر الغرايبة في الدراسة أن الطلاق مشكلة اجتماعية خطيرة، يجب التنبه لها من أجل لجمها نظراً لما يترتب عليها من آثار خطيرة تصل إلى حد تفكك وانهيار الأسر، ما يؤثر على نسيج المجتمع واستقراره.
وكشفت نتائج الدراسة عن أنَّ 6.3 % من المطلقات في عينة الدراسة لديهن أطفال معاقون، ما يعني أن ذلك يشكل عبئا إضافيا على المرأة المطلقة كون المعاق يحتاج إلى رعاية صحية واجتماعية ونفسية وإيوائية. كما أوضحت الدراسة أن الأطفال المعاقين أكثر معاناة من تأثيرات الطلاق من نظرائهم الأسوياء وبفارق جوهري لما يحتاجونه من عناية ورعاية خاصة. كما أظهرت أن نسبة الطلاق تتركز لكلا الجنسين في مرحلة ما دون سن الثلاثين من العمر، حيث أن 46 % من المطلقات في الدراسة دون سن الثلاثين. كما تتركز نسب طلاق مرتفعة في الفئة العمرية من 30-40 سنة. وبالنسبة للرجال فإن 28 % من المطلقين هم دون الثلاثين.
وتوصلت نتائج الدراسة إلى أنه كلما ارتفع المستوى التعليمي للأم تضاءلت نسب الطلاق، حيث كانت أعلى نسبة طلاق بين المطلقات ممن هن من حملة الثانوية العامة بنسبة 37.8 % تلتها ممن هن أقل من ثانوية عامة بنسبة 35.6 % ثم حملة البكالوريوس 23.9 % والماجستير بنسبة 2.7 %. أما النسبة الأعلى بين المطلقين الرجال، فكانت لمن هم أقل من حملة الثانوية العامة بنسبة 42 %، تلتها ممن هم من حملة الثانوية العامة بنسبة 30.7 %، ثم البكالوريوس والماجستير بنسبة 27.7 %.
ولفتت الدراسة إلى أن 55 % من المطلقين بينهم صلة قرابة، حيث يفضي تدخل الأهل والأقارب إلى الطلاق أحيانا، فالتدخل في حياة الزوج وعدم استقلالية المرأة تحديدا، يؤديان إلى زيادة نسب الطلاق، حيث إن 54 % من المطلقين كانوا يعيشون بالقرب من الأهل. وبينت الدراسة الميدانية أن 67 % من المطلقين لم يختاروا شركاء حياتهم بأنفسهم، حيث يتم الاختيار عبر الأهل.
أشارت الدراسة إلى أن غالبية المطلقات وبنسبة وصلت إلى أكثر من 68 % من ربات البيوت، ما يعني زيادة معاناتهن كمطلقات، حيث تعد التأثيرات الاقتصادية الأكثر إلحاقاً للضرر بالمرأة المطلقة. أما الرجال فقد أظهرت عينة الدراسة أن 62 % من المطلقين يعملون في وظائف حكومية، بينما 17 % منهم فقط لا يعملون.
أرسل تعليقك