الأمهات في الكاميرون يلجأن إلى كي صدور بناتهن لتأخير سن البلوغ
آخر تحديث 00:22:42 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

الأمهات في الكاميرون يلجأن إلى "كي" صدور بناتهن لتأخير سن البلوغ

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الأمهات في الكاميرون يلجأن إلى "كي" صدور بناتهن لتأخير سن البلوغ

ياوندى - د ب أ

حدث ذلك منذ زمن طويل، عقدين كاملين من الزمان، ولكن ذكريات رايسا نانا المؤلمة لا تزال حاضرة. وتتذكر نانا البالغة من العمر 31 عاما والغضب يعلو قسمات وجهها "بدأت والدتى بتسطيح صدرى عندما كنت فى الحادية عشر من عمرى. ففى كل مساء، كانت تقوم بتسخين حجر فى الماء المغلى وتضغط به على ثديى". وتصف نانا فترة الاعتداء الجسدى والإذلال التى عاشتهما خلال مرحلة البلوغ قائلة "كنت أبكى من شدة الألم بينما كانت خالاتى يمسكن بى". وبسبب لجوء أمها إلى "الكى" لسنوات، تعرض ثديى نانا لتلف بالأنسجة لا يمكن علاجه. وتعتبر ممارسة "كى الثدى"، التى تحاول من خلالها الأمهات تأخير عملية نمو بناتهن بواسطة الأشياء الساخنة والثقيلة، أمرا شائعا فى الكاميرون، وكذلك فى العديد من بلدان غرب أفريقيا ومنها نيجيريا وتوجو وغينيا وتشاد وكوت ديفوار. وتستخدم بعض النساء الحجارة أو المدقات لمنع نمو الثدى، فى حين تقوم آخريات بسحق الأنسجة بواسطة قشور الموز الأفريقى الساخنة. وفى دول تنتشر بها حوادث الاغتصاب وحمل المراهقات، فإن محاولة القضاء على علامات البلوغ قسرا لحماية بناتهن تستحق الألم فى نظر الكثير من الأمهات. ووفقا لإحصاءات حكومية عام 2011، فإن ربع الفتيات يصبحن حوامل فى الكاميرون دون سن الخامسة عشر، بينما يتعرض ما يقدر بنحو أربعة فى المئة من النساء والفتيات للاغتصاب. وأوضح الدكتور فلافين نودونكو، مستشار فنى وأنثروبولوجى فى الهيئة الألمانية للتعاون الدولى (جى.أى.زد) فى الكاميرون، أن "الأمهات لا تردن لبناتهن المشاركة فى النشاط الجنسى المبكر والحمل وترك المدرسة". وقال نودونكو إنه فى مجتمع يعتبر مناقشة الحياة الجنسية مع الأطفال من المحرمات، لأسباب ثقافية ودينية، تلجأ الأمهات إلى أساليب لها آثار خطيرة على صحة بناتهن ونفسيتهن. وأضاف "أنهم لا يدركون مدى تأثير صدمة كى الثدى أنها عملية مؤلمة للغاية". ولكن من الصعب تغيير الأنماط السلوكية ومن الصعب العدول عن الخرافات. وحتى اليوم، لاتزال والدة نانا، ايميلين /52 عاما/، تعتقد أن لكى الثدى "فوائد" تفوق المعاناة الجسدية والعاطفية التى يتسبب بها. وتقول ايميلين لـ(د.ب.أ) "لقد خضعت أنه شخصيا لعملية كى الثديين. وفعلت هذا لابنتى لأننى أردت الأفضل لها". وخضعت 12 فى المئة من النساء فى الكاميرون لتسوية صدورهن، وفقا لدراسة جديدة استطلعت فيها الهيئة الألمانية للتعاون الدولى حوالى ستة آلاف فتاة وسيدة تتراوح أعمارهن بين 10 و82 عاما. وعلى عكس الافتراضات العامة، فإن كى الثدى ليس بالتقليد القديم. حيث يقول نودونكو موضحا "أنها قضية اجتماعية فهو /كى الثدي/ أكثر انتشارا فى المناطق الحضرية عن المناطق الريفية. فقد نجم عن المشاكل الحديثة المتعلقة بالجنس". وتخلف تلك الممارسة صدمة نفسية هائلة لدى الفتيات. ويقول نودونكو إن "الفتيات أصبح لديهن مفهوم أنه ليس من الطبيعى أن يكون لديهن أثداء، وهو ما يخلف تأثيرا طويل الأمد على أجسادهن وحياتهن الجنسية". وأضاف نودونكو أن "أكثر من نصف النساء الذين قابلناهم يقرن الثدى بالعار". وعلى الرغم من أن وزارة الأسرة وتمكين المرأة فى الكاميرون صنفت "كى الثدي" بأنه "انتهاك لحقوق المرأة" فى عام 2011، إلا أن الحكومة لم تصدر تشريعا ضد هذه الممارسة. وتقول 80 فى المئة من النساء اللائى شملهن الاستطلاع الذى أجرته الهيئة الألمانية للتعاون الدولى أن صدورهن أصبحت مشوهة بشكل دائم بسبب كى الثدى. وقالت نسبة تسعة فى المئة أن لديهن صعوبة فى إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية. وتقول سارة آكو، المتحدثة باسم الشبكة الوطنية لجمعيات الخالات، وهى جماعة تهدف إلى رعاية حقوق المرأة، وتعمل بشكل وثيق مع الهيئة الألمانية للتعاون الدولى فى العاصمة ياوندى "لقد رأينا فتيات ينمو لديهن خراجات والتهابات وتشوهات لا تتجانس من الثدى بالإضافة إلى إصابتهن بأمراض نفسية". وانضمت إلى الشبكة أكثر من عشرة ألاف امرأة فى الكاميرون للقتال من أجل حقوق الأجيال الأصغر سنا حيث يدرن حملات تثقيفية فى المدارس والكنائس والإذاعة الوطنية من أجل الحشد ضد ممارسة كى الثدى. لكن الخبر السار هو أن حملات التوعية حققت نجاحا. فقد أصبحت نسبة الـ12 فى المئة من النساء اللاتى يعانين اليوم من كى الثدى يمثلن نصف العدد الذى كان يعانى من تلك الممارسة فى عام 2006، فعندما أجرت الهيئة الألمانية (جى.أى.زد) استطلاعا أوليا وجدت أن امرأة من بين أربعة نساء تأثرت من هذه الممارسة. ويقول نودونكو إن "هذا اتجاه إيجابى ومشجع لكننا سنكون سعداء فقط عندما لا يكون لدينا أى حالة". وتعتبر نانا واحدة من النساء اللاتى يرغبن فى المساعدة فى الخروج من هذه الدوامة. وكجزء من شبكة الخالات، فإنها تتشاور مع الشابات بشأن المسائل المتعلقة بحياتهن الجنسية. وتقول نانا إنها بالتأكيد لن تسطح ثديى ابنتها، التى أكملت سن الرابعة عشر لتوها: "لا أعتقد أن هذا حل لمنع النشاط الجنسى السابق لأوانه".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأمهات في الكاميرون يلجأن إلى كي صدور بناتهن لتأخير سن البلوغ الأمهات في الكاميرون يلجأن إلى كي صدور بناتهن لتأخير سن البلوغ



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 05:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة
 صوت الإمارات - أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 12:25 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 06:44 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

معرضان مهمان لحبيب جورجي وفنان فنزويلي في القاهرة

GMT 05:23 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

120 ألف زائر لـ " مهرجان دبي وتراثنا الحي "

GMT 12:47 2013 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

الحكومة تدرس إنشاء 4 مجمعات تكنولوجية

GMT 12:22 2013 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

750مليار دولار فاتورة تزود العالم بالنفط والغاز 2014
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates