ريو دي جانيرو ـ أ.ف.ب
في ضاحية ريو دي جانيرو تشهد سلسلة من صالونات تصفيف الشعر نجاحا كبيرا في صفوف النساء السوداوت والخلاسيات من الطبقة المتوسطة الناشئة من خلال ابراز الجمال الطبيعي لشعرهن المجعد بدلا من تمليسه.
ففي صالونات "بيليزا ناتشورال" مع الديكور الزهري والاحمر والمرايا الكبيرة والازهار الطبيعية والقهوة المجانية يخال للمرأن انها في صاولن راق او في مسلسل تلفزيوني من مسلسلات اميركا اللاتينية الشهيرة.
هنا يطلب من المرأة السوداء ان تتخلص من الافكار السائدة وتدفع الى القبول بذاتها على ما هي عليه. فلا مجال لتلميس الشعر المجعد لكي يشبه شعر النساء البيضاوات. بل يتم الاكتفاء ببيعهن كريمات لجعل شعورهن مرنة مع جعدات قليلة.
ويتماهى نجاح هذه الشركة العائلية مع ازدهار البلاد حيث انتشل النمو الاقتصادي والبرامج الاجتماعية المتبعة 40 مليون برازيلي من البؤس في غضون عقد من الزمن.
وقد انضم هؤلاء الى الطبقة الوسطى الدنيا المعرفة باسم "الطبقة سي" التي تمثل 54 % من سكان البلاد. وبين هؤلاء الكثير من السود والخلاسيين الذين يشكلون نصف سكان البلاد البالغ عددهم 194 مليون نسمة.
مالكو "بيليزا ناتشورال" راهنوا على ان 70 % من النساء لديهن شعر مجعد في البرازيل. وهن يواجهن صورة نمطية متجذرة جدا مفادها ان الشعر المجعد "بشع".
وتقول ليلى فيليز رئيسة "بيليزا ناتشورال" وهي خلاسية في الثامنة الثلاثين "صالوناتنا موجهة للزبونة المنسية غير المرئية، المرأة المعتادة على ان تقدم الخدمات لكن تستحق ان تخدم ايضا وبشكل جيد".
في سن السادسة عشرة كانت ليلى مديرة لمطعم ماكدونالدز في حي ايبانيما الراقي.
وبعد سنتين افتتحت بصعوبة صالونها الاول. وتضم سلسلة بيليزا ناتشرال اليوم 13 فرعا كلها في الضواحي باستثناء فرع واحد، ومصنعا لانتاج المتحضرات يوظف 1700 شخص.
وينتج المصنع شهريا 250 طنا من المستحضرات من بينها منتج "سوبر ريلاكسينع" للشعر المجعد الذي يتمتع ببراءة اختراع.
وقد وضعت هذا المستحضر زيكا اسيس زوجة شقيق فيليز التي كانت تعمل في ما مضى خادمة منزلية. وقد قامت على مدى عشر سنوات بخلط مواد مختلفة كانت تجربها على شقيقها الاصغر "الذي فقد شعره مرات عدة قبل ان تصل الى ما تريد" على ما تقول فيليز.
وقد زادت عائدات الشركة 30 % سنويا في السنوات الثماني الاخيرة.
وقد بلغ نجاح الشركة حدا ان مئات السيدات يأتين كل سبت من مدن اخرى في ولاية ريو دي جانيرو بالحافلات للحصول على تسريحة شعر.
ويقول فيكتور الميدا صاحب اطروحة حول بيليزا ناتشورال و"مراهنتها على الطبقة سي"، ان "الكثير من النساء السوداوات لا يقبلن بشعرهن بسبب معيار جمال منتشر ثقافيا ومفاده ان الشعر ينبغي ان يكون املس".
يضيف "هنا الفرق في هذه الصالونات التي تقول للمرأة : +انت جميلة لانك سوداء شعرك جعد+ قبل ذلك لم يكن من مكان يعاملهن كأميرات".
وتقول برونا مارا وهي سكرتيرة في الرابعة والعشرين من العمر وزبونة في الصالون في كاشامبي الذي دشن في اذار/مارس" "كنت املس شعري على الدوام وقد اقنعوني هنا ان الشعر المجعد اجمل وطبيعي اكثر".
وتكلف العناية بالشعر 38 دولار (10 % من الحد الادنى للاجور). ومن اجل المحافظة على مفعول هذه العناية لمدة شهر ينبغي شراء "رزمة مستحضرات" بسعر 25 دولارا.
وتشدد برونا على ان "الامر يستحق العناء. قبل ذلك كنت اهتم بشعري في المنزل بمستحضرات اقل كلفة لكن من دون جدوى".
وتبقى البرازل بلدا "عنصريا" رغم سمعته كبلد يشكل مثالا في التنوع العرقي على ما يشدد جوزيه جورجي دي كارفالو عالم الانتروبولوجيا في جامعة برازيليا. ويؤكد كارفالو ان "هذه الصالونات تساهم في مكافحة الافكار العنصرية الموروثة" اسفا لكون الكثير من النساء يملسن شعورهن بالمكواة.
وتستقبل فروع "بيليزا ناتشورال" 90 الف زبونة في الشهر.
ويقول مارتشيلو نيرو وزير الشؤون الاستراتيجية البرازيلي بالانابة "انها الطبقة المتوسطة الجديدة التي تنتج من اجل الطبقة المتوسطة. الطبقة المتوسطة الدنيا عاشت مع القليل لسنوات طويلة وهي تحقق رغباتها الان مع القليل المتبقي لها".
وعائدات السود والخلاسيين هي التي شهدت اكبر زيادة بيني عامي 2001 و2009 بنسبة 43 و49 % على التوالي في مقابل 21 % للبيض على ما افاد هذا الخبير في الطبقة المتوسطة.
لكن بعد 150 عاما على الغاء العبودية لا يزال البيض يكسبون مرتين اكثر من السود.
أرسل تعليقك