القاهرة ـ سمية إبراهيم
عقدت "المؤسسة المصرية لتنمية الأسرة" بالتنسيق مع "مؤسسة التعاون الإنمائي" الألمانية، مساء الأربعاء، مائدة مستديرة ضمن فعاليات حملة "أنا هنا"، تحت عنوان "تولي المرأة للمناصب بين سماحة الشرع والمعوقات المجتمعية"، حيث شارك في اللقاء أستاذة علم الاجتماع السياسي في جامعة الزقايق الدكتورة هدى زكريا، ووكيل وزارة الأوقاف سابقًا أستاذ ثقافة الأديان في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا فضيلة الأستاذ الدكتور سالم عبد الجليل.
افتتح اللقاء من خلال كلمة للأستاذة هالة عبد القادر، قدمت من خلالها تعريفًا عن المباردة، وتوضيحًا لفكرتها، والأهداف المرجوة منها، مشيرة إلى أنها حملة لتعزيز المساواة بين الجنسين في العمل، وهذه الحملة تتناولها منظمات غير حكومية في مصر والأردن وتونس والمغرب، من خلال عدد من الأنشطة التي تعزز فكرة حق المرأة في العمل، ومساواتها بالرجل، وإتاحة الفرص المختلفة لها، وأن الأساس في مبادرة "أنا هنا" هو الأفلام، والتي تعرضها المبادرة ضمن فعالياتها، قائلة "منها أفلام موجودة بالفعل، وأخرى يتم اختيارها للمشروع، حيث تشمل أفلامًا وثائقية وروائية، وتصوّر الأفلام نماذج متميزة من النساء في كل من مصر والأردن وتونس والمغرب، هؤلاء النساء ناشطات عاملات يتملكن زمام الأمور ويطورن من أنفسهن ويحققن أحلامهن".
ثم افتتحت اللقاء بعرض فيلم "صباح"، الذي يمثل معاناة المرأة العاملة في المجتمع، والضغوطات الواقعة عليها، وأنها بالرغم من عملها داخل وخارج المنزل لكنها لا تأخذ حقها بالكامل في المجتمع.
كما تحدث فضيلة الشيخ الدكتور سالم عبد الجليل، واستهل كلمته بأن استنكر قول الذين ذكروا أن المرأة لا يجب أن تعمل، وقال "إن المرأة تعمل منذ فجر التاريخ، وقد تعرف الرسول صلى الله عليه وسلم بالسيدة خديجة وهي تعمل في التجارة، ولديها دخلها الخاص، وإن الذين يهاجمون عمل المرأة الأن لم يهاجموا فقط عملها في المناصب القيادية العليا، وإنما هاجموا خروج النساء للعمل خارج المنزل".
وتابع قائلاً "إن العمل قيمة وعبادة للإنسان، وإن الله لم يفرق بين المرأة والرجل، إنما قد خاطب الله الإنسان، كما أنه لا فرق في الإسلام بين الرجل والمرأة، من حيث كونهما بشرًا، فكلاهما مخاطب بالأوامر والنواهي الإلهية، فلا يوجد في الإسلام فرق بين الرجل والمرأة في الإنسانية، كما لا فرق أيضًا بينهما في المسؤوليات والحقوق الأساسية والواجبات".
وأكد كذلك أنه "لا يوجد آيه قرآنية أو حديث شريف يمنع المرأة من مشاركتها في المجتمع أو العمل"، مشيرًا إلى فكرة المساواة بين الرجل والمرأة، وأن القيم والأخلاقيات والكفاءة هي التي تحكم الوصول إلى المناصب.
من جانبها، تحدثت الدكتورة هدى زكريا بشأن المعوقات المجتمعية التي تواجه النساء في العمل، وعدم توليها للمناصب القيادية، وبدأت كلمتها قائلة "المجتمع يلعب لعبة غير أخلاقية مع النساء"، مشيرة إلى أن المجتمع يستخدم النساء عند الرغبة في الوصول إلى هدف، كما يحدث في أوقات الانتخابات، فيتم حشدهن للحصول على أصواتهن، و يتم نسيانهن وتهميشهن فى إلحاقهن بالمناصب العليا، وإتهامهن بأنهن ناقصات عقل ودين.
كما اعترضت على مبدأ "المساواة بين الرجل والمرأة"، قائلة "هناك نساء متعلمات قويات، كيف يتم مساواتهن بالذكورالتي لا تعي شيئًا"، كما تحدثت عن أن فكرة تقسيم العمل جاءت من المجتمعات الرعوية والزراعية، معتبرة إياها "خدعة كبيرة، فمن قال أن المرأة يمكن لها أن تعمل في المهن البسيطة، دون الشاقة منها".
واختتم اللقاء بإجماع الغالبية العظمي من الحضور على أن الشرع لم يفرق بين الرجال والنساء، ولكن ما يفرق بينهما هي العادات والتقاليد البالية، التي على المجتمع نبذها وتغييرها إلى نظرة أخرى إيجابية، لكي يستفيد المجتمع من المرأة والرجل بالقدر نفسه، من أجل رفعة المجتمع ونهوضه.
أرسل تعليقك