تمضي الفرنسية التونسية نوران حواس الثلاثاء يومها الاول في مسقط غداة الافراج عنها اثر عشرة اشهر من الاحتجاز في اليمن، في عملية رجح دبلوماسيون ان تكون مرتبطة بالحصول على فدية.
ومن المقرر ان تمضي حواس، الموظفة في اللجنة الدولية للصليب الاحمر، اياما معدودة فقط في العاصمة العمانية التي سبق لها ان ساهمت في الافراج عن رهائن في اليمن منذ بدء النزاع بين الحكومة المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، والحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح قبل اكثر من عامين.
وكانت حواس وصلت مسقط مساء الاثنين، مبدية امتنانها للجهود التي انهت معاناة خطفها في الاول من كانون الاول/ديسمبر 2015 في صنعاء والواقعة منذ ايلول/سبتمبر 2014 تحت سيطرة المتمردين.
وافادت مصادر دبلوماسية في مسقط وكالة فرانس برس، ان خطف حواس (38 عاما) كان "عبارة عن مخطط اجرامي بهدف كسب المال".
ولم تستبعد المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها، وجود "صلات" بين محتجزي حواس، واطراف سياسيين لم تحددهم.
وآثرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر عدم التعليق على الاسباب.
وقالت المتحدثة باسمها في صنعاء ريما كمال "نفضل عدم التكهن بالاسباب خلف خطف نوران وما اذا كانت فعلا اجرامية ام لا ما يهم الآن هو ان زميلتنا افرج عنها وهي حاليا بأمان".
اضافت "لن نشارك اي معلومات متعلقة بالخاطفين او هويتهم" وذلك لضمان سلامة افراد اللجنة العاملين في اليمن.
واكدت المصادر الدبلوماسية ان حواس تواصلت مع ذويها في تونس، وانها "تخلد للراحة حاليا، وستبقى في مسقط ليومين او ثلاثة"، مرجحة ان تتجه بعدها الى جنيف حيث مقر الصليب الاحمر الدولي.
وكانت وزارة الخارجية العمانية اعلنت مساء امس انه بناء لتوجيهات السلطان قابوس بن سعيد "لتلبية التماس الحكومة الفرنسية المساعدة في معرفة مصير المواطنة الفرنسية نوران حواس المفقودة في اليمن منذ شهر ديسمبر الماضي، فقد تمكنت الجهات المعنية في السلطنة وبالتنسيق مع بعض الأطراف اليمنية من العثور على المذكورة في اليمن ونقلها إلى السلطنة مساء اليوم، تمهيدا لعودتها إلى بلادها".
ولم يوضح البيان الاطراف التي نسقت معها مسقط لاطلاق حواس التي خطفت مع موظف يمني يعمل ايضا مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر، الا انه افرج عنه بعد ساعات فقط من عملية الخطف.
ونقلت وكالة الانباء العمانية عن حواس تعبيرها، بعيد وصولها لمسقط، عن "خالص شكرها وتقديرها للجهود التي بذلتها السلطنة" لإطلاق سراحها، اضافة الى جهود الحكومة الفرنسية والصليب الاحمر.
ولاقى الافراج عن الرهينة السابقة ارتياح الاطراف المعنيين بقضيتها.
فقد افادت مصادر رئاسية فرنسية ان الرئيس فرنسوا هولاند تواصل الثلاثاء مع حواس، وانه سيستقبلها قريبا في باريس.
وابدى هولاند تقديره "لكل من ساهموا في الوصول الى نهاية سعيدة لهذه المسألة خصوصا السلطان قابوس"، منوها "بشجاعة نوران حواس خلال فترة احتجازها الطويلة".
كما اعربت تونس عن "ارتياحها العميق لهذا النبأ السار"، في حين شكرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر كل من ساهم في الافراج.
ومنذ بدء النزاع بين المتمردين والحكومة، انخفض عدد الاجانب في اليمن الى حد كبير. وتعرض اجانب للخطف خلال الاشهر الماضية، خصوصا في صنعاء ومدينة عدن الجنوبية التي استعادتها القوات الحكومية في صيف 2015، الا انها تشهد وضعا امنيا هشا.
وفي 20 ايلول/سبتمبر، اعتقل مسلحون قالوا انهم تابعون لجهاز الامن القومي الذي يسيطر عليه المتمردون في صنعاء، الاميركي بيتر ويلمز، وهو مدير معهد لتعليم اللغة الانكليزية. وقال اعضاء في هيئات سياسية تابعة للمتمردين ان الاميركي متهم باعطاء احداثيات للتحالف العربي الذي بدأ عملياته في آذار/مارس 2015.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2015، اعلنت وزارة الخارجية العمانية اجلاء ثلاثة اميركيين بعد "العثور" عليهم في اليمن. الا ان مسؤولا امنيا يمنيا اكد ان الثلاثة كانوا موقوفين لدى الامن القومي بتهمة "التجسس".
وفي ايلول/سبتمبر 2015، افرج الحوثيون بوساطة عمانية عن خمسة اجانب هم اميركيان وسعوديان وبريطاني، احتجزوهم لمدة ستة اشهر.
أرسل تعليقك