أبوظبي – صوت الإمارات
قدم مستشارون أسريون في مؤسسة صندوق الزواج ثمانية اقتراحات لخفض كلفة الزواج بين المواطنين، والتبذير في الأعراس، ومواجهة عزوف كثير من الشباب عن الزواج، أو الاقتراض من أجل إتمام الزواج، وما يترتب عليها من مشكلات قانونية واجتماعية قد تنتهي بالطلاق.
وتضمنت الاقتراحات: زيادة الأعراس الجماعية للرجال وللنساء، وتضمين مناهج الثانوية العامة والجامعات مادة الثقافة المجتمعية، وتنظيم حملة وطنية مجتمعية لتغيير ثقافة البذخ السائدة، وإنشاء لجنة للتخطيط دعمًا للشباب المقبلين على الزواج، ووضع قيود على أسعار قاعات الأعراس الخاصة، وتكثيف الدورات الشرعية والاجتماعية والنفسية التي تتناول مساوئ التبذير، وتخفيض المهور وعدم المغالاة في طلبات العروس، ووضع قيود على الاقتراض لمنع الشباب من الاستسهال وغلق الطريق أمام مبالغة أهل العروس.
وأكد أستاذ الثقافة الإسلامية والمجتمع بالجامعة الكندية في دبي المحاضر في صندوق الزواج، الدكتور سيف راشد الجابري، أن خفض كلفة الزواج يتضمن مجموعة من العناصر يجب أن يتم العمل عليها جميعًا في وقت واحد، تتضمن تغذية مبدأ القناعة لدى الشباب منذ الصغر، وتنظم دورات للأمهات لأنهن سبب رئيس في انتشار ظاهرة المباهاة والمغالاة في طلبات الزواج، مشيرًا إلى أن عنصر الثقافة المجتمعية محور رئيس يجب التركيز عليه ومحاربة ظواهر البذخ الدخيلة على المجتمع، التي انتشرت بصورة مقلقة وأصبحت صفة ملازمة للزيجات.
وشدد على ضرورة تضمين المناهج الثانوية مادة للثقافة المجتمعية تحارب العادات السلبية في المجتمع، وأهمها البذخ في الزواج، وتوضح أن الزواج الناجح لا يرتبط بالمظاهر والبذخ، وتشير إلى عواقبه على استقرار الأسرة مستقبلًا، مع ضرورة وضع قيود على إجراءات الاقتراض، خصوصًا للشباب، لمنعهم من الاستسهال وغلق الطريق أمام مبالغة أهل العروس.
ولفت الجابري إلى أهمية تشجيع الأعراس الجماعية، خصوصًا بين النساء، وزيادة أعدادها، وأن تكون بصفة شهرية أو أسبوعية، للمساعدة على انتشارها بين الشباب وقبولها وتغير النظرة السلبية تجاهها.
وأوضح المستشار الأسري في مؤسسة صندوق الزواج، عبدالقادر محمد عجال، أن محاربة التبذير في الأعراس وتقليل التكاليف يحتاجان إلى الإكثار من الأعراس الجماعية، وتنظيم أسعار قاعات الأعراس الخاصة، ومنع الزيادات غير المبررة في أسعارها، وتنظيم حملة وطنية تشارك فيها جميع الجهات الإعلامية والأوقاف ووزارة الشؤون الاجتماعية، وغيرها من الجهات المختصة، لتغير الثقافة السائدة في الأفراح، واستغلال جميع المنابر الإعلامية والدينية لنشر هذه الحملة، وإيضاح مخاطر وسلبيات ارتفاع كلفة الزواج.
وأضاف عجال أن الدولة وفرت الخدمات كافة التي من شأنها تقليل كلفة الزواج، ومنها الأعراس الجماعية والقاعات المجانية، ومنح دعم الشباب، إلا أن الظاهرة مازالت منتشرة بكثافة نتيجة للثقافة الخاطئة السائدة بين معظم الأسر، لافتًا إلى ضرورة نشر التوعية بين طلبة الجامعة من خلال فرض مادة إلزامية على جميع البرامج الدراسية تناقش أسس تكوين أسرة إماراتية ناجحة.
وطالبت المستشارة الأسرية في مؤسسة صندوق الزواج، عائشة الحويدي، ببدء تنظيم محاضرات مكثفة لتوعية الشباب بمخاطر التبذير في مقتبل الحياة، وأن تشمل المناهج الدراسية دروسًا حول هذا الموضوع، إلى جانب طرحه للنقاش والمعالجة بصورة واسعة في وسائل الإعلام، وأن تتبنى الدولة مشروعًا يسعى إلى ترسيخ ثقافة التخطيط الناجح قبل الزواج.
وذكرت "يجب أن يكون هناك مشروع قومي لتشجيع المواطنين والمواطنات على الزواج في أعراس جماعية، وإنشاء لجنة لدعم للشباب المقبل على الزواج، وتوفير خطط عملية له لإتمام الزيجات من دون اقتراض، وعمل محفزات ومكافآت للمشاركين فيه، وتكثيف الدورات الشرعية والاجتماعية والنفسية التي تتناول مساوئ التبذير، وخفض المهور وعدم المغالاة في طلبات العروس، وأن تشمل الحملة الأمهات، لما لهن من دور كبير في زيادة تكاليف الزواج نتيجة مطالبهن الشكلية
أرسل تعليقك