ثمّن معرض الشارقة الدولي للكتاب اهتمام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الشيخة فاطمة بنت مبارك، بالعمل الثقافي، وإشادتها بالمعرض وبدوره الثقافي، عربيًا ودوليًا.
وتوجّه مدير معرض الشارقة للكتاب، أحمد بن ركاض العامري، بالشكر والتقدير للشيخة فاطمة بنت مبارك على اهتمامها بالمعرض ودعمها للمبادرات الرامية إلى تعزيز مشاركة المرأة في التنمية الثقافية، وأكد أنَّ إسهامات سموها في النشاط الثقافي والاجتماعي عمل تمكين المرأة الإماراتية من تحقيق الكثير من الإنجازات في مختلف المجالات، مشيرًا إلى أنَّ الفعّاليات التي تنظمها مؤسسة بحر الثقافة تشكل إضافة قيّمة إلى البرنامج الفكري والثقافي الذي ينظمه المعرض.
وأكدت الشيخة فاطمة أنَّ المعرض "استطاع منذ تأسيسه وحتى يومنا هذا أنَّ يكرس حضوره واحدًا من أبرز المنصّات الثقافية في المنطقة العربية والعالم".
وذكرت، خلال رسالة ألقتها المدير العام لمؤسسة التنمية الأسرية، مريم الرميثي، في جناح مؤسسة بحر الثقافة في معرض الشارقة الدولي للكتاب: "في هذه المناسبة الثقافية البارزة نتذكر جميعًا قول مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في أهمية الكتاب والثقافة: "الكتاب هو وعاء العلم، والحضارة والثقافة، المعرفة والآداب والفنون، وإنَّ العلم والثقافة أساس تقدم الأمة وأساس الحضارة وحجر الأساس في بناء الأمم".
مضيفة أنَّ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أولى الكتاب رعاية خاصة، انطلاقًا من إيمانه العميق بأنَّ بناء الإنسان يبدأ بناء فكره وهو ما لا يتحقق ما لم ينهل من معين الثقافة التي تجعله منفتحًا على ثقافات الشعوب والحوار معها، بما يعود عليه بمزيد من الفهم لذاته وواقعه ومحيطه".
وأشادت الشيخة فاطمة بنت مبارك بالقيادة الحكيمة لصاحب لرئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والذي تابعت الثقافة في عهده سيرها قدمًا، فقدمت المؤسسات الاماراتية المعنية بالثقافة نموذجًا متقدمًا وأسّست لحراك معرفي وثقافي متميز متيحة الفرصة لنخبة من المؤلفين والباحثين والناشرين ليجدوا في دولة الإمارات مساحة واسعة قادرة للخلق والابداع بأشكالهما كافة، وكان لمعارض الكتب مثل معرض الشارقة الدولي للكتاب ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب وغيرهما مساهمة بارزة في هذا الدور والحضور.
وتوجهت سموها بأرفع أسمى آيات الشكر والامتنان إلى عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، على "احتضانه للثقافة والإبداع وعلى اهتمامه بالفكر والمفكرين وعلى رعايته لحركة البحث والتأليف والترجمة والنشر سواءً في دولة الإمارات وخارجها؛ حيث ترك بصماته في أكثر من بلد وساحة ثقافية"، مشيدة بالدور الثقافي والإنساني والاجتماعي المشهود لقرينة حاكم الشارقة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، الذي أسهم في إثراء الشارقة والإمارات عمومًا بالمبادرة الثقافية والاجتماعية المهمة، إضافة إلى دورها الرائد في العديد من القضايا الإنسانية عربيًا ودوليًا.
وأكدت أنَّ انتخاب رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق"، الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، عضوًا في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للناشرين كأول امرأة عربية يتم اختيارها في هذا الدور، سيعود بالنفع الكبير على الواقع الثقافي الإماراتي والعربي، مضيفة أنَّ شارقة الثقافة التي تحتفي اليوم بالكتاب أيما احتفاء، وتمنحه كل الاهتمام، تجمعنا من المحيط إلى الخليج ومن أقصى الأرض إلى أقصاها في أيام مباركة نعيش معها زهو الكتاب وعرس الثقافة.
وتمنّت الشيخة فاطمة بنت مبارك لابنة الإمارات رئيسة مؤسسة بحر الثقافة، الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، كل النجاح والتوفيق، مشيرة إلى أنَّ ما تقدمه مع عضوات مؤسسة بحر الثقافة جدير بالاحتفاء والتقدير، لاسيما وأنها تمنح المرأة فرصة حقيقية لتطوير معارفها وإبداعها وقدراتها على التفاعل مع الآخر وتعزيز عشق القراءة لديها بالاضافة إلى إيجاد جيل جديد من القارئات القادرات على الحوار والنقاش".
وتشارك مؤسسة بحر الثقافة للمرة اأولى في معرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث تقدم من خلال جناحها برامج وفعّاليات وأنشطة متنوعة من بينها ورش نقدية، ونقاشات حول المسرح والرواية، تبدأ في الساعة الحادية عشرة صباحًا طيلة أيام المعرض.
وجاءت تسمية المؤسسة بـ"بحر الثقافة" اقتداءً بوصف الشاعر العربي الكبير حافظ إبراهيم للغة العربية في قصيدة جاء في أحد أبياتها: أنا البحرُ في أحشائه الدرُّ كامنٌ فَهَل سأَلوا الغوَّاصَ عَن صَدَفاتي. وتسعى "بحر الثقافة" إلى تحقيق مجموعة أهداف؛ منها: التأكيد على دور الثقافة والمعرفة والإبداع في البناء الذاتي للمرأة، وتطوير قدراتها المعرفية والفكرية والثقافية والإبداعية والجمالية لكي تكون قادرة على التفاعل الثقافي مع المجتمع، واستقطاب النساء من مختلف الأعمار والمستويات التعلمية والثقافية، وتنمية المشاركة الحوارية لديها، وترسيخ قيم ومهارات القراءة والكتاب، وتعزيز المعرفة الجمالية في حياتها.
ومن أبرز الفعّاليات التي تنظمها المؤسسة في مقرها في أبوظبي، جلسة نقدية كل أسبوعين يتمّ فيها عرض كتاب ومناقشته ونقده، وتناقش المؤسسة وعضواتها بعض الكتب المقدمة لجائزة البوكر، بالإضافة إلى نقدها وقراءتها وتحليلها، ومناقشة تفاصيل وملامح كل كتاب مع مؤلفه.
وتأسست المؤسسة العام 2004 كصالون أدبي في أبوظبي، يضم نخبة من السيدات القارئات، وفي العام 2013 تم تحويل الصالون إلى مؤسسة تعنى بالشأن الثقافي، وتضم صالونًا أدبيًا للقراءة باللغة العربية، وصالونًا أدبيًا للقراءة باللغة الإنكليزية، ومجموعة لمشاهدة الأفلام والسينما، ومجموعة للفنون.
وتسعى المؤسسة إلى نشر الثقافة على أساس أنَّ المرأة هي المحور في هذا الموضوع، فعن طريقها يمكن أنَّ تصل الثقافة والقراءة إلى أعضاء الأسرة كافةً، كما تعنى المؤسسة بالترجمة، حيث تعمل على ترجمة كتب عدة لاسيما الروايات العالمية، وتوفيرها للقارئ العربي.
وتضم المؤسسة في عضويتها اليوم نحو 60 عضوة، من بينهم نحو 50% إماراتيات.
أرسل تعليقك