فازت حفيدة الزعيم الفرنسي اليميني المتطرف للجبهة الوطنية جان ماري لوبان، قبل بضعة أيام فقط من عيد ميلادها الـ 26، بأول مقعد إقليمي للحزب، بعد انتخابات الأحد، ومن المتوقع بأن تنتصر ماريون في المنطقة الجنوبية من مقاطعة ألب كوت دازور معقل جدها.
وأصبحت ماريشال لوبن في عمر الـ 22 فقط، أصغر عضو في الجمعية الوطنية الفرنسية وفي تاريخ الجمهورية، والأولى لحزبها، عندما انتخبت ممثلًا لدائرة فوكلوز في جنوب فرنسا.
وولدت لوبن عام 1989 في سان جيرمان أونلي بالقرب من باريس وتربت على يد والدتها يان لوبان وخالتها مارين، حتى تزوجت والدتها من صموئيل ماريشال الذي أعطى اسمه لماريون.
وفي وقت لاحق، تم الكشف عن أنها ابنة الصحافي الراحل والدبلوماسي روجر أوك، الذي التقت به فقط عام 2002، عندما كان عمرها 13 عامًا.
وانطلقت مسيرتها في الحياة السياسية في وقت مبكر عام 1992، وكان عمرها عامين إذ ظهرت ضمن صورة في أحضان جدها جان ماري، في ملصق الحملة الانتخابية الإقليمية تحت شعار "الأمن هو الحرية الأولى".
وانضمت لوبان ملهمة بقومية الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت، إلى حزب عائلتها عام 2008، في سن 18 عامًا، وخاضت الانتخابات كجزء من قائمة "إف إن" لعمدة سان كلو في غرب باريس.
وبعد عامين من فشلها في الحصول على مقعد في الانتخابات الإقليمية، فازت بمقعد فوكلوز عام 2012، بعد أن رفض مرشحو الحزب الاشتراكي الانسحاب من الجولة الثانية، مما جعله الأمر تصويتًا ثلاثيًا مع الحزب اليميني "يو إم بي".
ومثلت لوبان جيلًا جديدًا من المحافظين بعد تخرجها في القانون العام، وهي أم شابة لطفل واحد وزوجة لرجل الأعمال ماتيو ديكوسي.
وتعكس ماريون أصداء الفرع التقليدي للحزب باعتبارها كاثوليكية محافظة، وتستخدم حداثتها في السياسة لإقناع جيل الشباب من الناخبين.
أعلنت ماريون كمرشح "إف إن" في نيسان / أبريل من هذا العام، لمقعد مقاطعة ألب كوت دازور عندما اضطر جدها للانسحاب بعد إدلائه بتصريحات متكررة حول غرف الغاز بأنها تفصيلة من الحرب العالمية الثانية.
وجنبت لوبان نفسها من تعليقات جدها في الوقت الذي بدأ فيه النزاع العائلي داخل الحزب، بالقول إنها تختلف معه بشدة، لكنها رفضت دعم استبعاده من الحزب.
وأصبحت في ذلك الوقت صوتًا قويًا داخل الحزب، وحاولت التوفيق بين أطرافه الأكثر تطرفًا مع أكثرهم اعتدالًا من القومية اليمينية.
وعلى عكس أعضاء القائمة الآخرين، قالت إنها لا تؤيد عقوبة الإعدام لكنها تؤمن بالسجن مدى الحياة، وتعارض زواج المثليين، وتشارك في احتجاجات ضد "الزواج للجميع" في باريس، وتدعم اقتطاع مراكز تنظيم الأسرة.
وأوضحت أنها تريد أن تضع تحديدات أكثر على الحدود الفرنسية الإقليمية للتجارة والاقتصاد، وعارضت توربينات الرياح لفترة طويلة، مدافعة قوية عن الأعمال القومية.
وكان موقفها من الهوية والهجرة علامة سياسية بارزة لها، إذ تقول إنها تخشى أن تصبح الريفييرا "فافيلا" وإنها تؤمن بنظرية الاستبدال، التي يجري فيها استبدال مواطنين فرنسيين بالمهاجرين الذين وصلوا حديثًا، وفي مقابلة مع صحيفة فرنسية قالت إنه لا يمكن منح المسلمين رتبة الديانة الكاثوليكية نفسها.
وتعتبر لوبان جريئة وتعطي انطباعًا بأنها ليس لديها ما تخسره، مما يجعلها أداة قوية لـ "إف إن" لتوسيع قاعدة الناخبين وخلق تحد حقيقي لليمين السياسي في فرنسا.
أرسل تعليقك