تقلق الأم بسبب عدد من الأمور، وخاصة إذا كان طفلها انطوائيا أو خجولا بعض الشيء، فهي تقلق من أن يكون الطفل تفوته كل الأمور الممتعة لأنه يقضى الكثير من الوقت بمفرده أو أنه قد لا يحصل على ما يريده بسبب من أنه يقلق من التعامل مع الآخرين ومن التعبير عن رغباته.
وعلى الأم أن تعلم أن كون الطفل خجولا أو انطوائيا ليس حالة يجب أن تعالج بل أحيانا يكون هذا الأمر جزءا من شخصية الطفل، مع الوضع في الاعتبار أن كل طفل تكون له لحظات أو أوقات يكون فيها انطوائيا أو خجولا. وبالطبع فإنه ليس عليك أن تقومي بتغيير شخصية الطفل الخجولة أو الانطوائية تماما، ولكن يمكنك أن تفعلي عددا من الأمور لجعل طفلك قادرا على التعامل في المواقف الاجتماعية المختلفة، وبناء العلاقات الطبيعية طوال حياته. وفى الحقيقة فإن الطفل الانطوائي لا يكون دائما خجولا والطفل الاجتماعي لا يكون دائما قادرا على التعبير عن آرائه بقوة.
تقلق الأم من أن طفلها إذا كان انطوائيا فإنه لن يكون لديه الكثير من الأصدقاء، وأنه سيكون غير اجتماعي وأنه لن يجرب أى أمر جديد.
وفى الحقيقة فإن كون الطفل خجولا أو انطوائيا لا يشكل أي نوع من المشاكل إلا إذا جعل الطفل لا يرغب فى الذهاب للمدرسة أو يواجه صعوبة فى التعرف على أصدقاء جدد، وفى تلك الحالات فسيكون عليك استشارة المتخصصين.
إن الطفل الخجول والانطوائي يكون عادة معتمدا على نفسه ، مفكرا ومتعاطفا مع الآخرين من حوله، ولكنه لا يحب تجربة أى أمور جديدة. لا تدعى طفلك يسمعك تقولين إنه خجول أو تصفينه بأنه انطوائي لأن الطفل سيصدق هذا الوصف وسيبدأ فى التعامل بعصبية وهو يعلم أن وصفه بالخجل أو الانطوائية يعتبر أمرا سلبيا في المجتمع.
إذا كنت ستتحدثين مع طفلك الانطوائي فحاولي أن تجعلي الحوار ممتعا حتى ينسى الطفل خجله بعض الشيء.
يجب أن يشعر طفلك بأنك تقدرين طبيعته الحساسة، مع الوضع في الاعتبار أن الطفل الانطوائي الخجول بعض الشيء يكون لديه بعض الأمور والنشاطات التى يهتم بها، فحاولى أن تساعديه على الاهتمام بتلك الأمور وتنميتها. إذا كان طفلك مترددا بشأن الإقبال على أنشطة جديدة فيجب أن تعرضى عليه التجارب والمواقف الجديدة بصفة تدريجية مع احترام الحدود التي يضعها لنفسه حتى لو كانت متطرفة بعض الشيء بالنسبة لك.
إذا شعر طفلك الخجول والانطوائي أنه يستمتع بأمر كان يظن أنه لن يعجبه فعليك أن تقومي بالثناء عليه وتجعليه يشعر أنك تقدرين ما يقوم به.
إذا كنت أنت كأم انطوائية بعض الشيء فلا تقومي بعكس هذا الأمر على طفلك، وخاصة إذا كانت طبيعيتك الانطوائية قد سببت لك بعض الألم ولا يجب أن تفترضى أن طفلك سيعانى بنفس الطريقة التي عانيت بها حتى لا يتأثر طفلك بهذا الأمر.
انتبهى جيدا لكل الأمور التي تثير انتباه طفلك وحاولي أن تنميها عنده وأن تشجعيه أن يكون مقبلا عليها. ويمكنك أن تشجعى طفلك مثلا على الكتابة أو الرسم أو تشجعيه على ممارسة نوع من أنواع الرياضات التى تعجبه.
احكى لطفلك عن مواقف مررت بها وكانت جديدة عليك وكنت ناجحة في التعامل معها. حاولى أن تقومى بتنمية مهارات طفلك الاجتماعية ويمكنك مثلا أن تطلبي منه خلال تواجدكما في السوبر ماركت أن يقوم هو بإحضار الأغراض ودفع قيمتها.
قومى بمكافأة طفلك على الخطوات الصغيرة التى يقوم بها فى سبيل التغلب على خجله أو تصرفاته الانطوائية.
يجب أن تكونى حكيمة فيما يتعلق بالوقت الذى يمكنك فيه أن تشجعى طفلك على مواجهة مخاوفه والوقت الذى يجب عليك فيه أن تتركي طفلك دون الضغط عليه.
أرسل تعليقك