القاهرة ـ وكالات
الحضانة- التي أصبحت ضرورة ملحة خاصة مع خروج المرأة للعمل- لها تأثير كبير علي تطور قدرات الطفل, وهذا التأثير له علاقة مباشرة بنوعية الخدمات التي تقدم له فيها,حيث تشير الدراسات إلي أنه كلما كان مستوي الخدمات بهذه الدور مرتفعا كان تأثيرها ايجابيا علي تطور المهارات الفكرية والإجتماعية لدي الطفل, كذلك يكون الإنجاز المدرسي للأطفال الذين استفادوا من هذا النوع من الخدمات في طفولتهم المبكرة أفضل, كما يصبح لديهم قدرة كبيرة علي التأقلم الاجتماعي خلال سنوات الطفولة.
ويري د.أحمد يحيي عبد الحميد أستاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس أن الحضانات هي أحد الحلول لمشاكل الأسرة رغم مابها من سلبيات, لأن تكوين المهارات الاجتماعية واكتساب القيم والمعايير السلوكية تغرس في نفوس الأطفال في المرحلة السنية الأولي حتي سن6 سنوات, وهنا تلعب الأم الدور الرئيسي في نقل ثقافة المجتمع إلي هذا الجيل الجديد من خلال مايعرف بالتنشأة الاجتماعية, ثم تنتقل المسئولية بعد ذلك للمدرسة مما يعني أننا أفقدنا الطفل التنشئة الاجتماعية الأسرية, وهذا ينعكس سلبا علي العلاقات الأسرية وعلي تكوين شخصية الطفل منذ البداية.
أما إيجابيات التحاق الأطفال بالحضانة كما يراها د.أحمد يحيي أن الطفل يكتسب عادات حميدة من الحضانة مثل كيفية صياغة الجمل, والتحدث بسرعة, والتعبير عن نفسه, وتكوين صداقات, وإقامة علاقات اجتماعية بسيطة, كما أن الطفل يألف الخروج من المنزل ويتعود علي الغرباء وتقبل فكرة الانتقال من الألعاب التي هي مجرد تسلية إلي الألعاب المفيدة التي تساعد علي تنمية عقله وتنظيم وتصريف طاقاته وتوجيهها لأغراض تربوية, وتدريبه علي تذوق الموسيقي والأداب من خلال الأناشيد والرسم بالألوان.
ومن جهة أخري يؤكد أستاذ علم الإجتماع أهمية وضع ضوابط عند اختيار الحضانة, فلابد أن يكون المسئولون عنها مؤهلين تربويا ونفسيا وثقافيا, وأن يتم التعامل مع الأطفال بشكل حضاري بعيدا عن أساليب العنف, وأن تضم الحضانة أمهات بديلات مؤهلات مدركات لأهمية دورهن خصوصا خلال الأشهر الأولي لأن الطفل ينتقل من حضن أمه إلي حضن أم أخري ويجب ألا يشعربالتغيير الذي قد يقوده إلي العدوانية, كما أنه لابد من اختيار الحضانة التي تساعد الطفل علي تفريغ طاقته وأن يكون بها حديقه تسمح للأطفال بممارسة الجري للتنفيس عن الكثير من طاقاتهم المكبوته, وأن تحتوي علي ألعاب ذات ألوان كثيرة ومختلفه لتنمية المواهب الفنية وحاسة التذوق والإبداع لدي الطفل, كما يجب التأكد من التزامها بشروط النظافة والتوجيه السلوكي السليم, مع ملاحظة أي تغير يطرأ علي سلوكه المعتاد, كما يفضل أن تكون الحضانة قريبة من المنزل حتي لايرهق الطفل أثناء ذهابه وإيابه منها وإليها, كذلك يجب أن تتوفر في المشرفة عدة مواصفات ومنها الاهتمام بالطفل والتصرف معه بشكل لائق ولديها القدرة علي معرفة دلالات ما يصدر عن الطفل من أصوات وحركات, ولديها الصبر والجلد علي تحمله والقيام بأعبائه, وأن تنظر إليه وهي تبتسم وأن تشاركه أنشطته وتهتم بألعابه.
أما د.محمد سمير عبد الفتاح أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس فيري أن ترك الأطفال دون سن الثالثة في الحضانة يعرضهم لأمراض نفسية علي المدي البعيد وهو مايظهر عند البلوغ في صور مختلفة منها مشاعر الحرمان والخوف والكآبة, كما أنه يحدث شرخا بعيد المدي في نفسية الطفل.
أرسل تعليقك