الجامعة الأميركية في بيروت تحتفل بالذكرى الـ150 على إنشائها
آخر تحديث 13:42:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

الجامعة الأميركية في بيروت تحتفل بالذكرى الـ150 على إنشائها

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الجامعة الأميركية في بيروت تحتفل بالذكرى الـ150 على إنشائها

الجامعة الأمريكية في بيروت
بيروت – صوت الأمارات

لم تكن الجامعة الأمريكية في بيروت منذ تأسيسها مجرد صرح علمي عادي. وعلى مدى 150 عاما شكّلت الجامعة جزءا لا يتجزأ من ذاكرة المدينة وصدّرت ثقافتها للبنان حتى قبل أن يتأسس. خرّجت أجيالا كتبت تاريخا وكانت جزءا من تاريخ وحضنت بين جدران مبانيها تقلبات واضطرابات منطقة جمعت الأضداد والديانات.

قبل الجامعة الأمريكية كانت بيروت مدينة صغيرة ساكنة على كتف البحر. ومنطقة رأس بيروت كانت ضاحية موحشة خطرة ذات دروب متعرجة ضيقة إلى أن وصل مبشرون أمريكيون وأطباء بريطانيون ووضعوا نصب أعينهم تأسيس كلية طبية في المدينة.

كما كل شيء بدأت الجامعة بفكرة اقترحها دبليو إم. توماس في نيويورك عام 1862 لتتبلور عام 1866 كلية حملت اسم الكلية السورية البروتستانتية برئاسة دانيال بليس الذي ما زال الشارع الذي يضم حرم الجامعة يحمل اسمه حتى اليوم في بيروت وانطلقت من مجموعة مبان متواضعة مستأجرة في منطقة زقاق البلاط في بيروت.

بدأت الكلية البروتستانتية بستة عشر طالبا فقط وخرجت الدفعة الأولى من الأطباء في 1871 وكانت من أولى المدارس في الشرق الأوسط والعالم في قبول الطالبات الإناث. ومنذ تأسيسها لعبت دورا محوريا في حياة الأهالي وشاركتهم مآسيهم وأسهم طلابها وأساتذتها في معالجة المصابين في الحرب العالمية الأولى.

في العام نفسه وُضع حجر الأساس لمبنى الساعة أو الكولدج هول. وبعد اكتمال المباني الرئيسية تحولت الكلية عام 1920 إلى الجامعة الأمريكية في بيروت.

ويحلو لأهل راس بيروت ان يستذكروا كيف استنكفوا بناءها على أرض واسعة في منطقة مهجورة في ذلك الحين وقالوا إن "المبشرين الأمريكان ذهبوا ليعيشوا بين الواوية (أبناء آوى)" لكنها سرعان ما أسهمت في نهضة المنطقة لتصبح آهلة بالمباني والمنازل التي استقبلت الأساتذة وطالبي العلم من لبنان والبلدان المجاورة.

عاشت الجامعة مع لبنان واللبنانيين مآسيهم وكان لها نصيبها من الحرب الأهلية اللبنانية عندما اغتيل رئيسها مالكولم كير عام 1984 وبعدها مع تفجير مبنى "الكولدج هول" التاريخي عام 1991 ومع ذلك بقيت كما بقيت بيروت وأعيد إعمار الكولدج هول الذي افتح مجددا عام 1999.

كما حضرت عبر خريجيها في أهم المحطات العالمية فكان 19 منهم من الموقعين على ميثاق الأمم المتحدة في مؤتمر سان فرانسيسكو عام 1945 أبرزهم اللبناني شارل مالك أحد معدي وصائغي الإعلان العالمي لحقوق الانسان.

وفي تاريخ المنطقة واضطراباتها وتقلباتها ومحطاتها وثقافتها وحضارتها كان لها أيضا دورها عبر مؤرخين مثل  بطرس البستاني وكمال الصليبي وأدباء وشعراء مثل يعقوب صروف وابراهيم طوقان وقدري طوقان وعمر أبو ريشة وعمر فروخ وغادة السمان وصحفيين كغسان تويني وسياسيين كعبد الرؤوف الروابدة رئيس وزراء الأردن الأسبق وسعدون حمادي رئيس الوزراء العراقي الأسبق ومناضلين مثل جورج حبش والشاعر كمال ناصر وغيرهم كثر.

*نوادر في الذاكرة

أما في ذاكرة بيروت وأهلها تحضر الجامعة على شكل نوادر تناقلتها الأجيال كجزء من تفاصيل حياتها وعيشها وثقافتها معبرة عن الدور الذي لعبته الجامعة في المدينة كجزء من تاريخها وحياة أبنائها.

تزخر ذكريات كبار السن بالحكايات التي تحفظها دفات الكتب. ويروي أحد الطلاب عن المؤسس دانيال بلس في كتاب ألّفه مختار رأس بيروت كمال جرجي ربيز عن المنطقة وكان التدخين حينها ممنوعا في غرف سكن الطلاب "كنت في أحد ليالي تشرين الثاني أدخن في غرفتي في الطبق الرابع مطمئنا الى نوم المسؤولين وما لبثت أن رميت السيجارة من النافذة. وما هي الا دقائق حتى طرق بابي الدكتور بليس وكانت الغرفة تعبق بالدخان فألقى علي تحية المساء وسألني ببساطة: هل درست علم الفلك؟ فأجبته متلعثما "نعم" فقال "وهل بإمكانك أن تخبرني ما إذا كنت نتوقع هبوط شهب من السماء في هذه الليلة فأجبت مرتبكا "لا أذكر" فتمنى لي ليلة سعيدة وخرج. ويختم الطالب بالقول "امتنعتُ عن التدخين منذ تلك الليلة."

واليوم بعد 150 عاما يرأس الجامعة الدكتور فضلو خوري خريج أهم الجامعات الأمريكية والمتخصص في أمراض الدم والأورام والحائز على عدد من الجوائز الطبية كأول رئيس لبناني لها تنتظره تحديات الحفاظ على الرسالة العلمية للجامعة إلى جانب قيمها العلمانية وسط كم التطرف والطائفية اللذين يجتاحان الشرق الأوسط ولبنان.

واعتبر خوري في حديثه لرويترز أن "أبعد تأثير للجامعة من الناحية الثقافي والحضاري في لبنان يتمثل في ما حصل في الحرب الأهلية اللبنانية التي لا نفتخر بها. لم تقترب الحرب من منطقة رأس بيروت وعين المريسة بسبب جو التسامح والاختلاط والحضارة ومستوى التفكير العالي الذي زرعته الجامعة في أبنائها."

وأضاف "هناك من قال إنه في الحرب كان هناك بيروت الغربية وبيروت الشرقية ورأس بيروت. هذه المنطقة تطبعت بطابع الجامعة الأمريكية واستقت منها القدرة على فهم الغير والتشديد على التفكير الحضاري والثقافي. هذا أهم تأثير للجامعة على لبنان والعالم العربي."

ويشدد خوري على أهمية نشر العلوم الإنسانية في المجتمع اللبناني والعربي وإيجاد الفرص لها لتزدهر وتؤثر على المجتمع والفكر المحيط كما يرى في نسبة الشباب الكبيرة في العالم العربي أملا لبناء مجتمع أفضل يتعين على الجامعة أن ترعاه وتحتضن تنوعه.

ويقول خوري "على جامعتنا كجامعة ليبرالية وعلمانية أن تقدم الأجوبة للتخلي عن المذهبية والطائفية. أن تكون مؤمنا فهذا لا يمنع أن تحترم الآخر وتتعاطى معه كإنسان مثله مثل غيره."

وأضاف "علينا أن نساعد لبنان والعالم العربي على أن يزدهروا بطرق لم يعتادوها. مشاكلنا تتمحور حول الانحصار الاقتصادي والضغط الفكري والنظريات السياسية والدينية الفردية. ستكون الجامعة مقصرة كثيرة في حق تلامذتها إذا دخلوها وتركوها بنفس العقلية من دون أن يكتسبوا الانفتاح وتفهم الآخر."

تغيّر الكثير خلال 150 عاما.. معالم هُدمت وأخرى شُّيدت.. حتى بيروت تدمرت وأُعيد إعمارها لكن الجامعة الأمريكية بقيت كصرح علم وحضارة لم تتخلّ عن محيطها في أسوأ الظروف ولبنان الذي سطعت أضواؤه على الخارج من خلال خريجيها من أبنائه سيظل بدوره ما بقيت وبقى حاضنا لها ولثقافتها التعددية.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجامعة الأميركية في بيروت تحتفل بالذكرى الـ150 على إنشائها الجامعة الأميركية في بيروت تحتفل بالذكرى الـ150 على إنشائها



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 صوت الإمارات - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 19:57 2019 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 21:09 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

"داميان هيندز" يطالب بتعليم الأطفال المهارات الرقمية

GMT 11:11 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حسن يوسف سعيد بالاشتراك في مسلسل "بالحب هنعدي"

GMT 03:01 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

حسين فهمي ووفاء عامر يستكملان "السر" لمدة أسبوع

GMT 16:07 2013 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مطعم النينجا المكان الوحيد الذي تخدمك فيه النينجا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates