أبوظبي - منى خليفة
تتوالى إنجازات أبناء الإمارات لترسم خريطة المجد للسبق في المجالات كافة، أبناء تتلمذوا في مدرسة زايد الخير، في ظل قيادة تربى أبناؤها على الطموح ليصير واقعاً وإنجازاً يشير القاصي والداني إليه بالبنان، شيخة المزروعي من أوائل الشابات الإماراتيات اللواتي التحقن بركب الإرادة، والسير قُدماً لرفع راية الوطن عالياً، لتكون أول إماراتية تدرس زراعة الكبد عن طريق الخلايا الجذعية.
حصلت المزروعي على درجة البكالوريوس في تخصص الجينات والأحياء الخلوية من جامعة الإمارات، وأكملت رسم حلمها بعملها في قسم البصمة الوراثية في القسم الجنائي لشرطة أبوظبي، إذ كان العمل بوابة الولوج لخطوات الحلم الأولى، وأتيحت لها الفرصة للتعمق في مجال دراستها وعملها على أحدث الأجهزة في مجال البصمة الوراثية، وبعد إتمام دراسة الماجستير في ذات التخصص، أكملت المسير نحو الحلم من خلال عملها في مستشفى زايد العسكري، ومساهمتها في تأسيس أول قاعدة بيانات للبصمة الوراثية للعسكريين بالدولة.
بصمة جينية
وكان الشغف الشديد لدراسة الجينات والأمراض الوراثية وجميع ما يتعلق بالخلايا والحمض النووي بارقة الحلم الأولى لتشمر عن ساعديها، وتضع بصمتها على خارطة الجينات، ما جعلها تكمل دراسة الدكتوراه في تخصص زراعة الكبد باستخدام الخلايا الجذعية في جامعة «كينجز كوليدج لندن»، حيث تعتبر الجامعة الأولى عالمياً في استخدام الخلايا الجذعية لزراعة الكبد».
وتضيف: «اخترت هذا التخصص لأنه غير متوافر في الامارات، حيث تعتبر جامعة «كينغز كوليدج لندن» الأولى على مستوى العالم في تطبيق هذا العلاج، ورغبت في الالتحاق بفريق البحث الذي يعمل في هذا المجال، خاصة أن والدنا المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، قد افتتح قسماً لأبحاث زراعة الكبد في جامعة «كينغز كوليدج لندن» عام 1979، ويشرفني أن أكون أول إماراتية تعمل مع فريق الزراعة في كينجز كوليدج لندن، حيث أتيحت لي الفرصة لحضور عمليات زراعة الكبد والتعلم من فريق الزراعة».
أمل جديد
تحدثت المزروعي عن الأمل الذي يُولد كل يوم بتطور الأبحاث والدراسات عن الحالات المرضية التي تعالجها الخلايا الجذعية وتقول: «على مستوى الإمارات، هناك مرضى كبد ينتظرون متبرعين لعلاجهم، خاصة حالات الأطفال الذين يولدون بمشاكل في الكبد، والمفيد في زراعة الكبد بالخلايا أنها ستحل مشكلة عدم وجود متبرعين مطابقين للمريض، حيث إننا نقوم بتقنية تغليف الخلايا بمادة كولاجين نباتية؛ كي لا يهاجم الجسم المُستقبِل الخلايا، وفي الوقت ذاته لا يحتاج المريض أدوية تثبيط المناعة».
طموح
تُعبر شيخة المزروعي عن طموحها في إنشاء مركز متخصص للعلاج بالخلايا الجذعية في دولة الإمارات، والعمل على إنشاء بنوك حيوية للاحتفاظ بالخلايا الجذعية، وتأسيس قاعدة بيانات للراغبين في التبرع بالخلايا الجذعية من نخاع العظم، فتشير إلى أن «هناك العديد من المرضى بحاجة لمتبرعين بنخاع العظم خاصة مرضى الثلاسيميا وسرطان الدم ولا يزالون بانتظار متبرعين مطابقين».
أرسل تعليقك