المركز التجاري العالمي في دبي كان المنصة التي عرض فيها شباب الوطن ابتكاراتهم للتنافس في مسابقة "بالعلوم نفكر" التي أطلقتها مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب في شهر أكتوبر 2012 بهدف تحفيز وتشجيع وتمكين وإلهام الشباب الإماراتي على اختيار العلوم كتخصص لدراستهم، ومن ثم كمجال للعمل فيه.
المسابقة استفزت عقول الطلبة التي واكبت احتياجات العصر عبر اختراعات جمة تخدم الفرد والمجتمع في مختلف الجوانب، تسعى من خلالها إلى تقديم ما يخفف العبء على الدولة سواء عبر ابتكار المولدات التي تعمل على نظام الطاقة الشمسية والحركية والتي تأتي انسجاماً مع الرؤية نحو التنمية المستدامة والطاقة المتجددة، أو البحث عن جديد في عالم الابتكار مثل صنع أجهزة للحد من مخاطر الحوادث في الضباب، وغيرها من أفكار الطلبة تأتي انطلاقاً من المسؤولية المجتمعية والتي تركز على تذليل الصعوبات أمام ذوي الاحتياجات الخاصة.مشاريع كثيرة ترتقي إلى التطبيق وأخرى مطورة، حلقت في سماء الجامعات والكليات في الدولة، استفزت بعضها الشركات والمؤسسات للخضوع إلى المعاينة والتجربة، فاستطاعت بذلك أن تثبت كفاءة الطلبة وجـدارتهم في أن ترتقي الاختراعات إلى مصاف العالمية، وتبرهن على اتساع الأفق العلمي أمام الطلبة.بعد ارتفاع نسبة الحوادث الناتجة عن حدوث الضباب، قرر الطالب راشد المعيني خريج معهد الشارقة للتكنولوجيا، ابتكار جهاز للتحذير من الحوادث أثناء الضباب، يثبت داخل السيارة ويعمل على بعث أشعة الليزر عند وقوع الحادث أو الاصطدام بمركبة أخرى.ويوضح أنه عرض المشروع على هيئة الطرق والمواصلات بعد خضوعه لدراسة وتمحيص، وأيدت الهيئة الفكرة كونها تساهم في تقليل نسبة الحوادث الناتجة عن الضباب، ويمكن تفعيل المشروع بالتنسيق مع هيئة الطرق والمواصلات بالاشتراط على المركبات أثناء الفحص وإلزامها بوضع الجهاز على المركبة واعتباره أحد الشروط اللازمة لنجاح المركبة في عملية الفحص والتسجيل المروري.
ويشير المعيني إلى أن طريقة العمل تتمثل في تفاعل مادة الزئبق أثناء وقوع الحادث داخل أنبوب زجاجي، وتبث أشعة الليزر إلى الأعلى إذ يخترق شعاع الليزر الضباب حسب ما هو متعارف عليه علمياً، وتصل عالياً إلى عدة كيلو مترات ما يضمن تحذير السائقين من مسافة بعيدة، ويمكن الاستفادة من المشروع أيضاً أثناء وقوع الــحوادث ليلاً عـلى الطرقات غير المضيئة.ويضيف: كثيراً ما سمعنا عن وقوع حوادث خطيرة في الضباب، لاسيما الحادث الذي وقع قبل نحو عام ونصف على طريق دبي- أبوظبي والذي نتج عنه تصادم عشرات المركبات واندلاع الحريق في بعضها، ودائماً تخفق قلوب السائقين عند حلول الضباب، وكانت المساعي حثيثة لدرء المخاطر الناجمة عن الضباب الكثيف ليلاً أو صباحاً من جهات وأفراد، وقررت وفريق العمل تقديم مشروع جهاز الليزر في الضباب الذي يساهم حتماً في تقليل نسبة الحوادث، ولن تكون هناك أي صعوبة في تنفيذ المشروع خصوصاً وأن تكلفته لا تزيد على 150 درهماً.ويتكون الجهاز من دائرة الكترونية تعمل بتشغيل جهاز الليزر عند الاصطدام، ومفتاح زئبقي يستشعر الحادث ويسمح للتيار الكهربائي بتشغيل الدائرة الالكترونية، ودائرة كهربائية أخرى لتوليد أشعة الليزر، وصمم نموذج مبسط عبر استخدام سيارة صغيرة يتحكم بها عن بعد تستجيب للدخان وتتفاعل معه.عبدالعزيز البلوشي طالب هندسة نووية، عكف على تنفيذ مشروع أطلق عليه "حياتي أسهل"، ويخدم المشروع فئة ذوي الاحتياجات الخاصة بالدرجة الأولى في المنزل، وتتمثل فكرة المشروع في تحديث نظام الكتروني متكامل موصل بالإنترنت، يختصر الطريق أمامهم في تشـــغيل المــصابيح وإطفائها أو التــلفاز أو غيرها من الأجهزة الكهربائية والالكترونية في المنزل.
ويلفت إلى أن المصابين بالشلل أيضاً يمكنهم التعامل مع النظام بسهولة، عبر إعطاء الأوامر الصوتية في الأجهزة المحمولة أو الهاتف الذكي الذي يمكن تحميل البرنامج عليه أيضاً، مؤكداً أن التطبيق في حاجة إلى تصنيع بعض الأدوات محلياً أو استيرادها من الخارج مثل المحول الالكتروني.
استطاعت جواهر عبدالله طالبة هندسة الكترونية في كلية التقنية العليا وزميلتها لولوة خليفة، ابتكار مظلة متحركة تميل نحو الظل تلقائياً باستخدام الطاقة الشمسية أو باليد بواسطة جهاز تحكم الكتروني، ويمكن استخدام المظلة في المنازل والمؤسسات إذ يشكو الجميع من حرارة المركبة من الداخل في الصيف، وانحسار الظل عن المركبة رغم وجود السيارة تحت المظلة، وقد تفيد الفكرة من يسافر في الصيف ويضع سيارته في المنزل. وتؤكد الطالبة لولوة خليفة أن تكلفة المشروع تبلغ نحو 10 آلاف درهم، وتعتمد في عملها على الحساس الالكتروني والدائرة الإلكترونية والمحرك الكهربائي وبكرة متحركة تُثبت أسفل المظلة، وطُورت الفكرة مؤخراً بحيث تتوفر على جانبي المظلة أجنحة ترتفع وتنخفض تزامناً مع درجة ميول الشمس.عت الطالبة شيخة الدوخي طالبة في جامعة خليفة تخصص هندسة الاتصالات سنة أولى، إلى مساعدة المعاقين من فئة المكفوفين من خلال ابتكارها "العصا الذكية"، والذي تبلغ أهميته في إعطاء إنذار مبكر عن أي جسم أو حاجز أمام الكفيف عبر خاصية الاهتزاز أو اصدار أوامر صوتية ترشده إلى الطريق.
والذي دفعها إلى اختيار المشروع، مشاهدة الصعوبات تقف أمام جدتها المكفوفة أثناء الحركة والتنقل من مكان إلى آخر وحاجتها إلى من يرشدها باستمرار، إلى جانب وجود نسبة كبيرة من المكفوفين وبمعدل 37 مليوناً من سكان العالم مكفوفين.ومن المزايا التي تتمتع بها العصا الذكية، احتواؤها على جهاز استشعار متعدد للكشف عن مكان العقبات أمام المكفوف، وإمكانية صناعتها بأسعار تقل كثيراً عن الأسعار المتداولة في السوق العالمية.
وتتلخص طريقة استخدام العصا في تحريكها إلى الأمام، وتكشف أجهزة الاستشعار المثبتة في الأمام عن الأجسام الغريبة في المسار، وستصدر العصا تلقائياً تحذيرات صوتية إذا ثبت وجود جسم غريب ما، وسيتلقى المستخدم أوامر صوتية مثل: قف، اتجه إلى اليمين، سر إلى الأمام ونحو ذلك من التحذيرات التي يمكن أن يتحكم بها المكفوف. يمكن للمستخدم تغيير اتجاه العصا، أي في الاتجاه الآخر لتجنب أي نوع من الإصابة، في أقرب وقت يتم تنشيط الأصوات. النظام ليس فقط يعطي صوتاً مع نفس الكثافة لكنه يعطي الصوت الذي يعتمد على المسافة بين المستخدم والعقبة حتى نتمكن من إضافة وحدة الصوت التي يمكن أن تعطي الرسائل التي تصور مسافة قريبة من عقبة المستخدم. وفي ما يتعلق بمكونات المشروع، تضيف الدوخي أنه يتكون من عصا مركبة وأسلاك وأجهزة كمبيوتر مبرمجة وعجلة تمهد عملية الحركة، وخضع المشروع إلى تقييم نهائي أثبت سهولة استخدامه ومدى فاعليته، كما احتوى المشروع على معايير الأمن السلامة، بعد خضوعه للتجربة والتطبيق من قبل أحد المكفوفين.
أسست شيخة عبيد وبشاير المطيري طالبتان في كليات التقنية العليا في الشارقة، نظام لتحويل الطاقة الحركية الناتجة عن حركة المركبات على الطريق الى طاقة كهربائية. ويتكون النظام من أجهزة كهرو ضغطية مثبتة أسفل الطريق تحول الضغط الناتج عن مرور المركبات الى شحنة كهربائية تخزن في بطاريات يمكن استخدامها لإنارة الشوارع أو توليد الكهرباء عموماً. ويتكون النظام من لوح شمسي احتياطي تحول إليه الطاقة عندما يقل عدد المركبات على الشارع، ويمكن التحكم بالنظام عبر محطة عن بعد.أطلقت مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب مسابقة "بالعلوم نفكر" في شهر أكتوبر 2012 ضمن برنامج "بالعلوم نفكر"، وهو مبادرة من مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب، ويهدف إلى تحفيز الطلبة من عمر 15 حتى 24 عاماً على اختيار العلوم كتخصص لدراستهم، ومن ثم كمجال للعمل فيه.
وتسلمت المؤسسة مئات المقترحات لمشاريع علمية من طلبة المدارس والجامعات، حيث بلغ العدد النهائي للمشاريع التي تم قبولها للتنافس 160 مشروعاً في 10 فئات علمية مختلفة، تقدم بها نحو 400 من الشباب تحت إشراف مرشدين متخصصين، وستقوم لجنة تحكيم تتكون من 42 خبيراً في المجال العلمي من قطاع الأعمال والجامعات بفرز المشاريع وتقييمها وتحديد الفائز منها، والتي سيتم الإعلان عنها في شهر يونيو المقبل في احتفالية ضخمة برعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب.وللترويج للمسابقة، اتبعت المؤسسة منهجية تفاعلية قامت على عقد ورش العمل المتخصصة للمعلمين وفنيي المختبرات المشاركين في تنفيذ المسابقة وذلك في كل من أبوظبي ودبي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم.
إضافة إلى ذلك، شاركت المؤسسة في تنظيم ورش عمل حول ريادة الأعمال الاجتماعية وسبل تطوير الأفكار العلمية المبتكرة لدى الشباب وتحويلها إلى مشاريع اجتماعية مستدامة. إن برنامج "بالعلوم نفكر" يقوم على ثلاثة مشاريع أساسية هي: مسابقة بالعلوم نفكر، ملتقى بالعلوم نفكر، وسفراء بالعلوم نفكر، مسابقة "بالعلوم نفكر" هي مسابقة علمية تهدف إلى اكتشاف المواهب العلمية في دولة الإمارات، كما تحفزهم على الإبداع والابتكار، وتشجعهم على تنفيذ أفكارهم واختراعاتهم العلمية.
الشباب المبدع عرضوا الابتكارات والإبداعات العلمية المتميزة التي تنم عن عبقريات ومهارات ومواهب تحتاج إلى التعريف بها وهناك أكثر من 420 شاباً من جميع أنحاء الإمارات تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة على شكل فرق عمل من 8 جامعات و 60 مدرسة ثانوية حكومية وخاصة، ويشاركون بـ 160 اختراعاً وابتكاراً علمياً حققت معايير وشروط المسابقة من بين 700 مشروع قاموا بتطويرها وتصميمها وبنائها بأنفسهم استجابة لحاجات مجتمعهم ومحيطهم.
أرسل تعليقك