الدوحة ـ وكالات
أكد د. أحمد جاسم الساعي أستاذ تكنولوجيا التعليم المشارك في كلية التربية بجامعة قطر ، أن الجامعة وفرت بيئة تعليمية تكنولوجية مناسبة لجميع الطلاب عبر نظام الـ "بلاك بورد"، والذي يتيح فرص التفاعل بين الأستاذ الجامعي والطلبة وأداء الواجبات وتصحيحها إلكترونيا والتواصل مع الطلاب علميا او اجتماعيا بالاضافة الى إمكانية توفير المحاضرات كاملة على هذا النظام .وأشار الى أن التواصل الالكتروني في المجتمع الجامعي هدفه مواكبة التطور التكنولوجي واستثمار ثورة الاتصالات والمعلومات وتوظيفها لخدمة العملية التعليمية.
وقال في حوار خاص مع الراية :إن فكرة الحقيبة الالكترونية لطلاب المرحلة الابتدائية في التعليم العام جاءت من هذا المنطلق لتحقيق الأهداف التعليمية والأهداف الصحية حيث يمكن من خلال هذه الحقيبة أن تحمل الكتب والقرطاسية والمواد التعليمية السمعية والبصرية التي تخدم العملية التعليمية موضحا أن تحميل هذه المواد الالكترونية لايزيد من وزن الحقيبة ولايصقل كاهل الطالب من حيث الوزن ،ما يعني مراعاة الناحية الصحية للطفل والمتعلم .
وأشار الى أن الحقيبة التعليمية اذا لم توظف توظيفا جيدا باستخدام كل الإمكانيات الالكترونية من حيث الصوت والصورة والبرامج المحملة لن تخدم العملية التعليمية ولن تحقق اهدافها خصوصا اذا اقتصر استخدامها كاستخدام الكتاب المدرسي التقليدي بتصفح الـ " آي باد" بدلا من تصفح الكتاب لان الفرق الوحيد بين الاثنين أنها تلبي احتياجات الطفل النفسية .. وفيما يلي تفاصيل الحوار:
ماهي الفلسفة التربوية التي يستند عليها التعليم الالكتروني ؟
- فلسفة التعليم الالكتروني تقوم في الأساس على مبادئ تكنولوجيا التعليم المتمركزة حول التطبيق العملي للعلوم التربوية او النظريات التربوية والتي تنصب على المادة العلمية ومدى توافقها مع خصائص الجمهور المستهدف ومراعية في ذلك مبادئ نظريات الاتصال ومكوناتها وأسسها وعناصرها الأساسية ما يساعد على تحديد نوع قناة الاتصال المناسبة للموقف التعليمي والمتوافقة مع خصائص الجمهور .
ماهي مبررات التعليم الإلكتروني ؟
- نظرا للتقدم العلمي والتكنولوجي المستمر في العالم المحيط بنا كمعلمين وتربويين وماشكله هذا التقدم من تحد كبير وصارخ للتربية والتعليم يتمثل في احتمال وصول المعرفة الى المتعلم من خلال مالديه من إمكانيات وسبل في التعامل مع كل هذه المستجدات قبل أن تصل الى المعلم في ظل عجزه عن مواكبة هذه التغيرات والمستجدات التكنولوجية ، تظهر الحاجة الى التثقيف التكنولوجي وتعريف المعلمين والتربويين بشكل عام بالمستجدات والمستحدثات التكنولوجية والتعامل معها الكترونيا من خلال مايسمى بالتعليم الالكتروني وقنواته ومميزاته وخصائصه وسبل التعامل معه للاستفادة من هذا المستحدث قدر الامكان ولذا فيمكن للمعلم من خلاله أن يواكب كل التغيرات ويطلع على كل جديد في مجال تخصصه العام والدقيق مما يساعده على النمو العلمي والمهني ويعزز ثقته بنفسه ولايشعر بأي قصور ولا بأي تخلف علمي اوتكنولوجي عن الآخرين سواء كانوا زملاءه في الميدان التربوي او أي مجال مهني آخر ولذا فالحاجة الى التعامل مع هذا المستحدث من قبل المعلم أمر ضروري في هذا العصر لما لهذا المستحدث من إمكانيات وخدمات ومميزات يمكن الاستعانة بها في العملية التعليمية .
كيف استفادت جامعة قطر من الطفرة التكنولوجية وثورة الاتصالات ؟
- جامعة قطر وفرت بيئة تعليمية مناسبة لجميع المتعلمين واستخدمت نظام البلاك بورد وهو نظام يتيح فرص التفاعل بين الاستاذ الجامعي والطلبة وأداء الواجبات الالكترونية وتصحيحها الكترونيا والتواصل اكثر سواء علميا او اجتماعيا بالاضافة الى ذلك هناك امكانية لتوفير المحاضرات كاملة على هذا النظام .
هل هناك مستجدات في هذا الإطار ؟
- حقيقة اعتاد أعضاء هيئة التدريس على نسخة من نظام البلاك بورد والان هناك نسخة جديدة تختلف بعض الشيء عن النسخ القديمة وهذا لايعني أنها لاتحتاج الى شيء من التدريب للتأقلم مع البيئة التعليمية الالكترونية الجديدة وذلك حرصا من الجامعة على مواكبة التطور والسعي وراء كل جديد فيما يتعلق باستغلال الثورة التكنولوجية وثورة المعلومات وتوظيفها في العملية التعليمية مما يعني ان الجامعة لم تكن متخلفة عن الركب التكنولوجي بأي حال من الأحوال منذ نشأتها وهي مواكبة للتكنولوجيا وكل جديد موجود في الجامعة وليس موجودا في البيئة الخارجية في التعليم
ماهو دوره في التعليم العام ؟
- ثورة التعليم الالكتروني لم تقتصر على الجامعات بل تعدى ذلك ليشمل التعليم العام حيث يتوافق وميول الطالب المثقف تكنولوجيا بفعل انتشار الثقافة التكنولوجية في المجتمعات العربية والاوروبية والعالمية ، فلايجوز أن تكون بيئة التعلم العام متخلفة عن فكر وثقافة المتعلم العصري .فالمتعلمون في هذا الزمن وهم فئة السن المتراوحة ما بين 6 سنوات الى 18 سنة الذين وجدوا كل وسائل التكنولوجيا بين أيديهم في البيت وفي مجالسهم وتجمعاتهم وحتى في المقاهي فلا يجوز للبيئة والمدرسة أن تخلو من هذه الوسائل وهي وسائل اتصال الهاتفي والانترنت والكمبيوتر واللاب توب والآيباد وغيرها وانطلاقا من هذا الفكر وتماشيا مع ثقافة العصر تسعى المدرسة الحالية لتوفير بيئة تعليمية الكترونية تتوافق وخصائص المتعلم العصري .
هل فكرة الحقيبة الالكترونية التي تم توزيعها على تلاميذ المدارس تدخل في هذا الإطار ؟
- بالطبع فكرة الحقيبة الالكترونية جاءت من هذا المنطلق لتحقيق الأهداف التعليمية والأهداف الصحية حيث يمكن من خلال هذه الحقيبة أن تحمل الكتب والقرطاسية والمواد التعليمية السمعية والبصرية التي تخدم العملية التعليمية وتحميلها لهذه المواد الالكترونية لايزيد من وزن الحقيبة ولايصقل كاهل الطالب من حيث الوزن ما يعني مراعاة الناحية الصحية للطفل والمتعلم .
هل برأيك الحقيبة التعليمية ستوظف توظيفا جيدا ؟وكيف يجب توظيفها بصورة إيجابية ؟
- بالفعل الحقيبة الالكترونية اذا لم توظف توظيفا جديدا في المدارس باستخدام كل الامكانيات الالكترونية من حيث الصوت والصورة والحركة لن تخدم العملية التعليمية ولن تحقق أهدافها خصوصا اذا اقتصر استخدامها كاستخدام الكتاب المدرسي ما يعني تصفح الطالب لشاشات الايباد على سبيل المثال لايختلف عن تصفحه الكتاب التقليدي .
الجامعة وفرت بيئة تعليمية تكنولوجية مناسبة لجميع المتعلمين وذلك باستخدام نظام البلاك بورد والذي يتيح فرص التفاعل بين الأستاذ الجامعي والطلبة وأداء الواجبات وتصحيحها الكترونيا والتواصل مع الطلاب علميا او اجتماعيا بالاضافة الى إمكانية توفير المحاضرات كاملة على هذا النظام ، وذلك حرصا من الجامعة على مواكبة التطور والسعي وراء كل جديد باستغلال الثورة التكنولوجية وثورة المعلومات وتوظيفها في العملية التعليمية
هل هناك تكنولوجيا تعليم في المدارس ؟
- نعم حيث تتوفر الكثير من الاجهزة الالكترونية ومعامل الكمبيوتر ومتخصص في تكنولوجيا المعلومات لكن هذا لايعني أن هناك وجودا لتكنولوجيا التعليم .
ما الفرق من وجهة نظرك بين تكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا التعليم؟
- تكنولوجيا التعليم تهتم بالرسالة وتصميمها أي بالمحتوى التعليمي وتصميمه بينما تكنولوجيا المعلومات تهتم بتداول هذه الرسالة من حيث الاستقبال والمعالجة والتخزين والاستدعاء وهذا يرتبط بالمكتبة المدرسية الشاملة او مايسمى بمراكز مصادر التعلم مما يستوجب توفيرها في جميع مدارس التعليم العام وقد تتوفر في بعض المدارس التي لديها مركز مصادر التعلم .
ومايبرر وجود المكتبة الشاملة احتواء هذه المكتبات على وحدات للتعليم الالكتروني لان التعليم الالكتروني يقوم على أسس نظرية علمية ونظريات معرفية تتعلق بالتعليم والتعلم ومستلزماتهما المادية والمعنوية والتي بدورها تتفاعل مع بعضها البعض تحت ظروف معينة يمكن أن تهيأ بشكل منهجي منظم ولذا فتصميم بيئة التعليم الالكتروني في ضوء النظريات حيث تزود بالمشوقات والإشارات والتلميحات التي يمكن ان تخدم العملية التعليمية فيما يتعلق بكل مايسهم في مساعدة المتعلمين في العمل على معالجة المعلومات وتخزينها واستدعائها متى ماتطلب الأمر ذلك ولذلك يظهر التعليم الالكتروني غنيا بالوسائل التعليمية المناسبة للموقف التعليمي والمتوافقة مع طبيعة المادة العلمية من جهة وطبيعة المتعلم وخصائصة من جهة أخرى .
كيف ينفرد التعليم الالكتروني عن غيره من أنماط التعليم التقليدي وماهي بعض السمات الخاصة به ؟
-أهم الصفات والخصائص المتعلقة بطبيعته وفلسفته هي الكونية حيث امكانية الوصول إليه في أي وقت ومن أي مكان ودون حواجز ، التفاعلية حيث التفاعل بين محتواه والمستفيدين من طلبة ومن معلمين وغيرهم ، الجماهيرية حيث عدم اقتصاره على فئة دون اخرى من الناس ، والفردية تلبية لجميع احتياجات الجماهير والتكاملية ويقصد بها تكامل كل مكوناته من العناصر مع بعضها البعض من تحقيق أهداف تعليمية محددة .
ماهي أنماط التعليم الالكتروني؟
- ينقسم التعليم الالكتروني من حيث النوع إلى نوعين أحدهما مباشر والآخر غير مباشر، أما التعليم المباشر فهو ذلك النوع الذي يمكن للمتعلم أن يصل إليه مباشرة وبشكل فوري من خلال قنوات الاتصال الفورية العالمية والاقليمية او المحلية حيث الفرصة المتاحة للفرد أن يبحر في اعماق البحار العلمية ومصادرها المعرفية من خلال أي من هذه القنوات دون الحاجة لأي من العوامل المادية وغير المادية المساعدة مثل المعلم والبرامج التعليمية المطبوعة وغير المطبوعة والأشرطة وأقراص السي دي مثلا وغيرها من الادوات المساعدة فهذا النوع من التعليم متوفر وموجود على الانترنت ويمكن الوصول إليه في أي وقت وعلى مدى 24 ساعة يوميا و7 ايام في الاسبوع .
وهذا النوع في خصائصه يتمركز حول المتعلم حيث التحكم في عرضه مما يخلق فرص الفردية والتفاعلية بين المادة العلمية المعروضة والفرد سواء كان المتعلم او غيره من المستفيدين، أما فيما يتعلق بالنوع الآخر من التعليم الالكتروني فهو ذلك التعليم غير المتوفر على شبكة الانترنت او أي قناة اتصال عالمية ومحلية بل متوفر على اقراص الكمبيوتر كالأقراص المدمجة والأقراص المرنة وغيرها من أوساط التخزين المتاحة وهذا النوع في الغالب يتمركز حول المعلم حيث السيطرة والتحكم في عرضه كما يحدث في قاعات الدراسة في الجامعات ويمكن ان يتمثل التعليم الالكتروني غير المباشر في برامج الوسائط المتعددة المتوفرة على الاقراص ويمكن تداولها بين المتعلمين والمعلمين وبرامج العرض التقديمي وبرامج مراكز مصادر التعلم وغيرها من البرامج المتاحة للمتعلم من خلال وسائط التخزين المتعددة .
هل الأجواء التعليمية العامة مهيأة لتطبيقات التكنولوجيا الحديثة؟
- هناك صعوبة في الاهتمام بإعداد البيئة التعليمية الالكترونية بسبب نقص المتخصص او المصمم التعليمي لما تحتاجه هذه البيئات من تقنيات عالية والكترونيات واجهزة وموارد ربما غير متاحة للمعلم او من هم في حكمه او غير متوفرة لديهم وغير متقنة من قبل الكثير منهم كمعلمين ومصممين للعملية التعليمية تبنت المؤسسات الالكترونية ومؤسسات الكمبيوتر والانترنت وتكنولوجيا المعلومات تصميم وانتاج برامج ونظم الكترونية جاهزة تتمثل وظيفتها في ادارة بيئة التعلم الكترونيا.
وقد أعدت هذه النظم من أجل مساعدة المعلمين وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات والمعاهد التعليمية العليا في إعداد دروسهم ووحداتهم التعليمية ومحاضراتهم الجامعية وغيرها من المواقف التعليمية ولذا فالحديث عن بيئات التعليم في ضوء هذا الفكر يعني الحديث عن برامج ونظم إدارة وبيئات التعلم وهي نظم متكاملة ابتكرت لتصميم الدروس والوحدات التعليمية الالكترونية التي تسهم في إعداد بيئة تعليمية ببصمة المعلم وفقا لظروف طلابه وخصائصهم المميزة المتعلقة بمستواهم العلمي والثقافي وأعرافهم وتقاليدهم الاجتماعية في محيطهم وعالمهم ومجتمعاتهم المحلية .
ماهي أبرز مميزات التعليم الالكتروني وكيف يمكن توظيفه ؟
- للتعليم الالكتروني الكثير من المزايا يمكن أن يوظف لخدمة برامج التعلم الذاتي وتفريد التعليم حيث يتيح للمتعلم فرصة التعلم بمفرده ،فيقدم تعليما يتوافق وخصائص كل متعلم ، يلغي الحدود الجغرافية بين المرسل والمستقبل ويصل الى المتعلم في اي مكان يتمركز في بعض أنماطه حول المتعلم مما يعني انه للمتعلم ان يتحكم في العرض مما يكسبه صفة الفردية بالاضافة الى انه متوفر على مدار الساعة ويتصف بانه دائما تحت الطلب ويشجع المتعلم والمعلم على الاتصال والتواصل ويعزز مهارات التعامل على الكمبيوتر والابحار في الانترنت ويوفر تكاليف السفر والانتقال من مكان او بلد الى بلد للتعلم ومواصلة الدراسات الجامعية ومابعد الجامعية مما يوفر فرصة استخدامه في الجامعات المفتوحة الى جانب انه يتوافق مع أساليب معرفية متعددة يلبي جميع احتياجات المعلمين ويجمع بين الصوت والصورة والحركة وأبعاد اخرى تتصل بالواقعية ما يقدم خبرات تعليمية متميزة كما انه يستخدم في التدريب وفي التعليم .
أرسل تعليقك