الدوحة ـ وكالات
أكد الدكتور عبدالله سالم المناعي أستاذ تكنولوجيا التعليم بقسم العلوم التربوية في جامعة قطر جاهزية الجامعة لتبني نظام التعلم عن بعد من أجل إطلاق جامعة قطر الافتراضية أو الإلكترونية مستقبلاً والتي تعمل بالتوازي وتتكامل مع جامعة قطر النظامية أو التقليدية أسوة بالجامعات الرائدة في هذا المجال في الدول المتقدمة. وقال، لـ الراية: إنه نظرًا لتوفر الإمكانات التكنولوجية الحديثة وبنية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بجامعة قطر وتوفر الدعم الفني لها، فجامعة قطر في اعتقادي مؤهلة في الوقت الراهن لتبني هذا النوع جديد من التعليم، وهو نظام التعلم عن بعد .
واقترح د. المناعي بعض الخطوط العريضة لتنفيذ نظام التعلم عن بعد في الجامعة، منها إنشاء مركز أو وحدة التعلم الإلكتروني والتعلم عن بعد.
وقال: حتى لا يتم تأخير هذا المشروع، يمكن البدء بصفة عاجلة في هذا المشروع بالتنسيق بين عمادة شؤون الطلاب والكليات والجهات المعنية للبدء فيه حتى يتم إنشاء هذا المركز أو الوحدة .. ويعتبر المركز أو الوحدة نواة وتجربة لإطلاق جامعة قطر الافتراضية أو الإلكترونية مستقبلاً، تعمل بالتوازي وتتكامل مع جامعة قطر النظامية أو التقليدية وتطرح تخصصات وتمنح درجات علمية متنوعة عن بعد لمن يرغب من داخل قطر وخارجها.
واقترح في المشروع البدء بالمقررات النظرية والتي يتم التسجيل فيها من قبل أعداد كبيرة من الطلاب والطالبات، إضافة إلى مقرّرات الدبلوم والماجستير للطلبة والطالبات العاملين في القطاعات المختلفة.
كما اقترح وضع معايير لنوعية الطلبة المسموح لهم بالتسجيل في مقررات نظام التعلم عن بعد، مثل: أن يكون الطالب قد أنهى فصلين دراسيين على الأقل، الأخذ في الاعتبار المعدل التراكمي للطالب والإنذارات، الأولوية للطالب الموظف، وغيرها من المعايير والتشريعات المنظمة وليست المعوقة لنظام التعلم عن بعد وللمدرس والطالب، إلى جانب وضع معايير جودة لتصميم مواد التعلم عن بعد وأنشطتها (محتوى المقرّر الدراسي الرقمي أو الإلكتروني) التي يتم توفيرها للطالب عن بعد على نظام إدارة عملية التعلم بواسطة فريق من المتخصصين في المادة العلمية كعمل مؤسسي نظامي، بدلاً من تقديم ملف المقرّر بصفة فردية.
وبيّن د. المناعي أن نظام التعلم عن بعد باستخدام التكنولوجيا الحديثة هو البديل للجامعة المفتوحة قديمًا والذي كان يستخدم فيه التلفاز، وبظهور الإنترنت وتطويرها في بداية التسعينيات تغير مفهوم التعلم عن بعد من حيث الشكل والمضمون، فأصبح المحتوى الرقمي هو السائد وظهرت أنماط جديدة لتقديم التعلم عن بعد ما سهّل المهمة على كل من المؤسسات التي تقدّم هذا النوع من التعليم وعلى المتعلمين أنفسهم .
وشدّد على أن التعلم عن بعد يستخدم للتغلب على بعض المشكلات التعليمية، مثل التكدّس أو الزحام في الفصول الدراسية وقاعات المحاضرات وتمكين العاملين الذين لا تسمح ظروف عملهم بالالتحاق بالجامعات النظامية التقليدية وحضور المحاضرات في القاعات الدراسية من إتاحة فرص التعلم لهم، إضافة إلى التغلب على مشكلة عدم توفر العدد المطلوب من أعضاء الهيئة التدريسية، وهناك اقتراحات من بعض الكتاب في وسائل الإعلام المقروءة بتبني فكرة نظام التعلم عن بعد .. مؤكدًا حاجة جامعة قطر في الوقت الحالي إلى تبني وتنفيذ نظام التعلم عن بعد في ضوء تزايد أعداد الطلبة والطالبات المقبولين في الجامعة وتجاوز أعداد الطلبة والطالبات في بعض المقرّرات عن السقف المحدّد لكل مجموعة بكثير .. لافتًا إلى أنه نظرًا لتوفر الإمكانات التكنولوجية الحديثة وبنية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT بجامعة قطر وتوفر الدعم الفني لها، فجامعة قطر في اعتقادي مؤهلة في الوقت الراهن إلى تبني هذا النوع من التعليم وهو نظام التعلم عن بعد، وما تقوم به عمادة شؤون الطلاب من إجراءات القبول والتواصل الإلكتروني مع الطلاب والسماح لهم بالتسجيل في المقررات الدراسية عن بعد، وما يقوم به أعضاء هيئة التدريس في الجامعة في الوقت الحالي من استغلال خدمات الإنترنت في التواصل والتفاعل مع الطلاب وتوظيف نظام إدارة التعلم الإلكتروني المتمثلة في نظام بلاك بورد، حيث يتم توفير توصيف المقرّر وأهدافه وأنشطته وتعليماته وأسئلته ومحتواه بالكامل ومراجعة واستقبال مشاريع الطلاب وتوفير التغذية الراجعة لهم وغيرها، وهي متاحة للطالب للدخول عليها عن بعد في أي وقت ومن أي مكان والتفاعل معها وطباعتها، ما هو إلا تنفيذ أو تحقيق لجزء كبير لا يستهان به من منظومة التعلم عن بعد.
وعرّف د. المناعي نظام التعلم عن بعد بأنه أحد طرق التعلم الحديثة، ويعتمد مفهومه الأساسي على وجود المتعلم في مكان جغرافي يختلف عن مكان أو مقر التعلم، وتستخدم فيه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لنقل المحتوى الرقمي أو الإلكتروني للمتعلم والتواصل معه عن بعد بطريقة متزامنة (المتعلم مقيّد بالزمان وليس المكان) أو غير متزامنة (المتعلم غير مقيد بالزمان والمكان) دون الحاجة إلى حضور المتعلم إلى مقر الدراسة، منوهًا بأن نظام التعلم عن بعد قائم على فلسفة التعلم الذاتي والتمركز حول المتعلم بدلاً من المعلم. وأشار إلى أن التعلم الإلكتروني هو أحد أنماط التعلم عن بعد، لكن ليس كل تعلم عن بعد هو تعلم إلكتروني، لأن الأخير له مواصفات ومعايير جودة في التصميم والإنتاج والتفاعل والتحكم لا تتوفر في جميع أنماط التعلم من بعد.
وأضاف: لا داعي أن ننتظر حتى نأتي بخبير ليخبرنا ماذا نحتاج وماذا نعمل أو مستشار يقدّم لنا مشورته وما أدراك ما المستشار فهو مؤتمن، وأهل مكة أدرى بشعابها، الله وهب للجميع نعمة العقل ويجب أن لا نحجر على عقولنا من التفكير ونستهين بها، فنحن نفكر كما يفكرون ونقدّم الرأي والمشورة من أجل المصلحة العامة، وجميع تجارب العالم في هذا المجال متوفرة ومتاحة على الإنترنت يمكن الاستفادة منها.
وأوضح أنه يمكن تطبيق نظامين في التعلم عن بعد، الأول نظام التعلم عن بعد المتزامن، أي نقل المحاضرة مباشرة للطالب في مكانه مثل المنزل أو أي مكان من قاعة المحاضرة مباشرة (التي تعطى للطالب النظامي) عن طريق الإنترنت، أي يشاهد ويسمع عن بعد وهناك إمكانية التفاعل الآني مع المدرّس باستخدام نظام التصوير المرئي والمسموع، وتسجيل هذه المحاضرات وتوفيرها على موقع المقرّر الدراسي لإعادة الاستخدام من قبل جميع الطلاب المسجلين عن بعد والطلاب النظاميين .
وأضاف أن النظام الثاني هو نظام التعلم عن بعد غير المتزامن وفيه يتم تسجيل المحاضرة والنقاش في قاعة الدراسة وتوفيرها على نظام إدارة عملية التعلم لطلاب المسجلين في المقرّر في نظام التعلم عن بعد للدخول عليها في أي وقت ومن أي مكان، ويمكن للطلاب النظاميين الدخول لموقع المقرّر وإعادة مشاهدتها عدة مرات .. لافتًا إلى أنه يمكن استغلال الإمكانات والمميزات المتوفرة في نظام إدارة عملية التعلم الإلكتروني (نظام بلاك بورد) أو أي نظام آخر مناسب، علمًا بأن بعض الجامعات الأجنبية استغنت عن نظام بلاك بورد للتخلص من التكاليف المادية لتجديد الرخصة السنوية والتغيير المستمر في هذا النظام وقامت بتصميم نظام إدارة عملية تعلم خاص بها عن طريق مركز (تكنولوجيا المعلومات بهذه الجامعة) لتحقيق أهداف المقرّر من التواصل بين الطالب وأستاذ المقرّر عن طريق البريد الإلكتروني وحجرة النقاش الإلكترونية وإرسال التكاليف أو الواجبات واستقبال الواجبات وتقييمها وإعادة إرسالها للطالب مع التغذية الراجعة والملاحظات، وتفعيل نظام التسجيل الإلكتروني لمعرفة زوار الموقع من الطلبة والمدة الزمنية وغيرها، مع تحديد لقاء بين مدرّس المادة وطلاب التعلّم عن بعد على سبيل المثال لقاء شهري للنقاش وطرح الأسئلة، وتمكين الطلاب المسجلين في نظام التعلم عن بعد مراجعة مدرس المادة في ساعاته المكتبية المخصصة للطلاب النظاميين .. ويمكن تقديم الاختبارات بالنظام الإلكتروني أو النظام التقليدي المتبع .
ودعا إلى تقييم التجربة بعد فصلين أو أكثر ومعرفة النتائج وتطوير التجربة وتلافي القصور فيها من أجل تعميمها تدريجيًا، حتى نصل إلى إطلاق جامعة قطر الافتراضية أو الإلكترونية مستقبلاً، تعمل بالتوازي وتتكامل مع جامعة قطر النظامية أو التقليدية أسوة بالجامعات الرائدة في هذا المجال في الدول المتقدمة .
أرسل تعليقك