تعليم الدين الإسلامي في المدارس الألمانية الحصيلة والمشاكل
آخر تحديث 22:58:49 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تعليم الدين الإسلامي في المدارس الألمانية الحصيلة والمشاكل

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - تعليم الدين الإسلامي في المدارس الألمانية الحصيلة والمشاكل

ديسبورغ (ألمانيا) - مصر اليوم

بعد سنة من إقرار تعليم الدين الإسلامي في مدارس ولاية ويستفاليا شمال الراين، ظهرت بعض المشاكل المتعلقة بقلة الأساتذة المكونين في هذا المجال، بالإضافة إلى مشاكل أخرى أهمها نقص في المناهج التعليمية لبعض المستويات المدرسية. في حي ماركسلوه في مدينة ديسبورغ الألمانية تتواجد إحدى المدارس الابتدائية التي تقدم حصة الدين الإسلامي. ثمانية عشر تلميذا في الصف الثاني يقبلون على حصة المعلم حسين سيتين. ينشد التلاميذ أولا أغنية في مدح الله، ثم ينتقلون إلى شطر آخر من الدرس يتعلق بموضوع مساعدة الغير. يقوم الأستاذ بطرح أسئلة على التلاميذ حول من يساعد والديه في البيت، فترتفع الأصابع الصغيرة عاليا. منذ بداية العام الدراسي لم تعد مادة حسين ستين تسمى الدراسات الإسلامية وإنما "تعليم الدين الإسلامي". وتعد ولاية ويستفاليا شمال الراين أول ولاية ألمانية تقر مادة "تعليم الدين الإسلامي" في مناهجها التعليمية، وقد مر على ذلك عام كامل. الآن ظهرت بعض الصعوبات: ففي الولاية يعيش مئة ألف طفل مسلم، غير أن ألفين فقط هم من يحظون بفرصة تعلّم الدين الإسلامي، والسبب يكمُن في قلة المعلمين، وهو أمر كان متوقعا. نقص في الأساتذة المختصين لتغطية نقص الأساتذة المكوَنين في هذا المجال ينبغي انتظار المزيد من الوقت. وزيرة التعليم في الولاية سيلفيا لورمان قالت قبل شهور: "لكن ما البديل الذي كان لدينا؟ كان من الممكن أن نُكوِّن أساتذة بشكل سيئ دون أن نعرف إذا كان سيتم إقرار هذه المادة"، فأولا ينبغي أن تكون هناك قاعدة قانونية. لذلك فإن إقرار مادة تعليم الدين الإسلامي عملية بطيئة، لكن مع بداية العام الدراسي الجديد من المنتظر أن يتحسن الوضع. تكوين الأساتذة المتخصصين في تعليم الدين الإسلامي في الجامعات الألمانية بدأ للتو، أول دفعة ستتخرج ستكون من جامعة مونستر ابتداء من سنة 2017. يدرِّس حسين ستين الصف الثاني في مدرسة ماركسلوه في ديسبورغ ويعد من بين أربعين معلما مكونا في هذا المجال. درس حسين العلوم الإسلامية وعلم اللاهوت في جامعة أولوداغ في بورصة التركية. ومنذ سنة 1999 وهو يدرس مادة التربية الإسلامية. اختلاف مستوى التلاميذ واحدة من المشكلات التي تواجه حسين كمعلم هي أن مستوى التلاميذ مختلف داخل الصف الواحد ويقول بهذا الشأن: "مهمتنا تتجلى في توحيد المعرفة المسبقة، وكذا تصحيح المعلومات المغلوطة". وبهذا الشكل تكون مادة التعليم الإسلامي قد استطاعت تحقيق بعضا من مهماتها التي تتجلى في مهامها التنويرية. لكن ما هو الحل بالنسبة إلى 98 بالمئة من التلاميذ المسلمين الذين لا يتلقون دروسا في التربية الإسلامية؟ هل سيكون الحل بالنسبة إليهم زيارة المساجد والمدارس القرآنية؟ أم ينبغي لآبائهم تولي مهمة تعليمهم مبادئ الإسلام؟ حوالي عشرة آلاف تلميذ من مختلف المستويات التعليمية يتلقون دروسا في مادة الدراسات الإسلامية حسب وزارة التعليم في الولاية، وهي المادة التي تختلف عن تعليم الدين الإسلامي. لكن حتى هذه المادة بحاجة إلى مدرسين. حل مؤقت يقوم مهند خورشيد بتكوين أول دفعة من المعلمين المتخصصين في بيداغوجيا تعليم الدين الإسلامي، فهو أستاذ جامعي متخصص في هذه المادة في مركز الدراسات الدينية في جامعة مونستر. يدافع خورشيد عن الحل المؤقت التي جاءت به وزارة التعليم، والذي يكمن في إجراء بعض التكوينات والدورات، التي يحصل فيها المُكَوَن على شهادة تخول له تدريس مادة تعليم الدين الإسلامي. يقول مهند خورشيد: "هناك من ناحية مجموعة من المسلمين الذين درسوا الدين الإسلامي حتى يتمكنوا من تدريسه، أما المجموعة الأخرى - والتي هي من وجهة نظري الأكثر أهمية - فهم المعلمون المسلمون الذين يُدَرِّسون مواد أخرى غير الدين الإسلامي". هؤلاء أيضا يتلقون التكوين اللازم حتى يتمكنوا من تدريس المواد المطلوبة. نقص في مواد التدريس واحد من المعلمين الجدد هو عزيز فولادفاند، الذي يقوم بتدريس التربية الإسلامية في العديد من مدارس مدينة بون، وخاصة المستويات العليا. يشتكي عزيز قائلا: "تنقصنا مواد التدريس". هناك كتاب للتدريس بعنوان "سفير" وهو منهج تعليمي خاص بالصفين الخامس والسادس، غير أنه غير ملائم للمستويات العليا. يدرِّس عزيز، المتخصص في العلوم السياسية والدين الإسلامي، المستويات من الصف السادس إلى الصف العاشر ويقول عن عمله: "أبحث عن المواضيع الملائمة لكل صف بنفسي، لكنه أمر مرهق ويتطلب الكثير من الوقت". حيث لا تتوفر مناهج تعليمية خاصة بالمستويات المتقدمة. التلاميذ الذين لم يحظوا بتعلم الدين الإسلامي في المدرسة يقبلون على تعليم المساجد والمدارس القرآنية أو يتلقون التعليم في البيت. يقول عزيز: "أحاول في حصتي تناول المعارف الدينية التقليدية بشكل نقدي أحيانا، وهو ما قد يؤدي إلى نقاش ساخن". ويتابع عزيز: "وهو الأمر الذي لا يوجد في البيت أو في المسجد". الممارسة الدينية وتطبيقها لا يتم السؤال عنها، وذلك لاختلاف طرق الممارسة الدينية والعادات حسب البلدان الأصلية للتلاميذ، وكذا حسب اختلاف مذاهبهم الإسلامية. ورغم المشاكل التي يعاني منها تدريس التعليم الإسلامي في المدارس الألمانية، فإنه يعتبر أمرا إيجابيا داخل المجتمعات الإسلامية في ألمانيا، إذ يعد "اعترافا بالمسلمين كمواطنين متساوين في الحقوق مع باقي المواطنين"، كما يقول الأستاذ مهند خورشيد.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعليم الدين الإسلامي في المدارس الألمانية الحصيلة والمشاكل تعليم الدين الإسلامي في المدارس الألمانية الحصيلة والمشاكل



GMT 01:00 2024 الأحد ,25 شباط / فبراير

طب جامعة الإمارات تنظم منتدى «يوم الأبحاث»

GMT 20:59 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تطوير مادة موجودة في لعاب السحالي للكشف عن أورام البنكرياس

GMT 20:58 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

شرطة نيويورك تبحث عن رجل أضاع خاتم الخطوبة

GMT 09:44 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد بن سعيد يدشن " فندق ألوفت دبي ساوث " فى الامارات

GMT 23:20 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد الشامسي جاهز للمشاركة مع الإمارات أمام عمان

GMT 01:40 2016 الجمعة ,14 تشرين الأول / أكتوبر

حمود سلطان يطالب برحيل المدرب الاماراتي مهدي علي

GMT 10:48 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

الطاولات الجانبية في الديكور لتزيين غرفة الجلوس

GMT 19:49 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

سيفاس سبور يكتسح قيصري سبور برباعية في الدوري التركي

GMT 00:03 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحالف معظم الكواكب لدعمك ومساعدتك في هذا الشهر

GMT 08:50 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شباب الأهلي يقهر عجمان بثلاثية في الدوري الإماراتي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates