أكدت الأمسية الرمضانية التي نظمها مجلس الشارقة للتعليم ضمن برامجه وفعالياته خلال شهر رمضان المبارك على أهمية الابتكار مطالبة بتأسيس مراكز للابتكار والابداع في كل المؤسسات التعليمية وغير التعليمية.
وأوصت الأمسية التي جاءت تحت شعار " من القمة وبالهمة نبتكر " تزامنا مع ذكرى وفاة مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه " بأهمية تأسيس المعلم لان يكون مبدعا ومبتكرا ولكي يخلق بيئة إبداعية وابتكارية لدى الطلبة.
ودعت التوصيات التي تلتها عائشة سيف الامين العام لمجلس الشارقة للتعليم والمنسق العام للأمسية التي أقيمت أمس الأول في قصر الثقافة بالشارقة الى إنشاء مراكز الابتكار والابداع في كل المؤسسات التعليمية وغير التعليمية بجانب منح المدارس فضاءات حرة من الحرية لكي تبدع وتبتكر وقيام الشركات والقطاع الخاص بالمسؤولية المجتمعية للمساهمة مع وزارة التربية والتعليم في تعزيز الابتكار والابداع في الميدان التربوي .
وأشارت عائشة سيف الى أهمية العمل على وضع منظومة تعنى بالابتكار تبدأ من مرحلة الروضة لتعزيز المهارات الابتكارية وتنظيم مؤتمرات لتعزيز الابتكار والابداع في المدارس والجامعات والمؤسسات هدفها الوصول بمنتج يحمل اسم وشعار صنع في الامارات وفق المعايير العالمية والتنافسية الاقليمية ليكون الابداع انتاجا عالميا ومنافسا قويا في الاسواق.
وأوضحت أن التوصيات دعت إلى الاهتمام بالمبدعين والمبتكرين لإنتاج المعرفة والعمل على تحديث قانون حماية الملكية الفكرية ليذلل للمبتكرين آليات التسجيل وحفظ براءات اختراعاتهم .. مطالبة بتكاتف الجهود بالتعليم الابداعي والجودة والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة مثل فنلندا التي أصبحت تنافس الاقتصاديات المتقدمة بفضل جودة التعليم ومخرجاته وتعزيز توجهات الدولة في تخصيص 1 بالمائة من ميزانية المؤسسات الحكومية والخاصة للابتكار .
وأشاد الحضور في الامسية التي أدارها الدكتور محمد عبدالله البيلي نائب مدير جامعة الإمارات عضو مجلس الشارقة للتعليم برؤى وسياسة الدولة في ترسيخ طرائق وفنون الابداع والسعي لاستنباط حلول للتحديات التي تجابهنا سبيلا ونهجا وشعارا لتكون فلسفة الابتكار شعارا واضحا ومعلنا في ظل قيادتها الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الاعلى حكام الامارات .
وقال البيلي " إن من شأن الاستراتيجية الوطنية للابتكار أن تجعل الإمارات ضمن الدول الأكثر ابتكارا على مستوى العالم خلال السنوات السبع المقبلة وتضمن مجموعة من التشريعات الجديدة ودعم حاضنات الابتكار وبناء القدرات الوطنية المتخصصة ومجموعة محفزات للقطاع الخاص وبناء الشراكات العالمية البحثية وتغيير منظومة العمل الحكومي نحو مزيد من الابتكار وتحفيز الابتكار في سبعة قطاعات وطنية رئيسة هي الطاقة المتجددة والنقل والصحة والتعليم والتكنولوجيا والمياه والفضاء " .
ودعا إلى أهمية دور المؤسسات والقطاع الخاص وكذلك القطاع الحكومي في رعاية المبتكرين والاستفادة من التجارب الخارجية وتبني المواهب واطلاعهم على تجارب الدول المتقدمة.
من جانبه أكد سعيد مصبح الكعبي رئيس مجلس الشارقة للتعليم أن الامسية الرمضانية تتلاقى في إطار جهود المجلس وبرامجه الرمضانية في طرح موضوعات وأفكار تهم المجتمع وتقدم محاور قيمة من شأنها أن تثري الساحة بأفكارها وما لها من نتائج إيجابية تنعكس على مستوى رفع الحافزية لدى المجتمع بجميع شرائحه لاسيما في موضوع الابتكار .
ونوه إلى دور المجلس في رعاية الموهوبين وأهمية الشراكة بين الجهات المحلية والجهات الاتحادية لتحقيق رؤية الدولة لتطبيق الممارسات الأفضل عالميا في الابتكار خلال السنوات المقبلة لأن الاستمرار في سباق التنافسية يتطلب أفكارا جديدة وإدارة متجددة وقيادة للتغيير بطرق وأدوات مختلفة.
وأشار الكعبي إلى أن شعار الأمسية " من القمة وبالهمة نبتكر " يمثل امتدادا لحرص المجلس على تعزيز سياسات الدولة ونهجها المتفرد في تحويل بوصلة الاداء نحو الابتكار والتميز في كافة البرامج النوعية والافكار لتكون شعار المرحلة المقبلة وغايتها في كافة التطلعات وفق رؤى قيادة الدولة.
من جانبه استعرض المخترع الإماراتي أحمد المزروعي مشواره في مجال الاختراع حيث ابتكر أول روبوت للتحكم بالهجن في السباقات بعد أن تم منع الركابية الصغار من قيادتها وحصل بهذا الابتكار على الميدالية الذهبية مع مرتبة الشرف عالميا والمركز الثالث على مستوى الشرق الأوسط في المعرض الثالث للاختراعات بالكويت كما ابتكر دراجة رباعية تعمل بكل وسائل الطاقة الموجودة بدءا من البترول حتى الطاقة الشمسية .
وأشاد بدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لكافة مخترعاته وتبنيها الأمر الذي مكنه من إنشاء عدد من الشركات والمصانع المتخصصة في صناعة مبتكراته والتي ينتجها حاليا للجهات والدوائر الحكومية.
وقال جاسم البلوشي رئيس مجلس إدارة منتدى الشارقة للتطوير في مداخلة له إن المنتدى طرح مبكرا عددا من البرامج الناجحة والنوعية والتخصصية الرامية إلى تأهيل افراد وقيادات المجتمع في مجال الابتكار بفروعه المتنوعة بهدف تسهيل الحصول على حزمة من البرامج والفعاليات وورش العمل لتحديد وتطوير آليات الابتكار في مختلف المؤسسات في برنامج الشارقة للقادة وبرنامج إنوفاتيه والذي يعني منهجية التطوير الابتكاري لنشر ثقافة الابتكار والتطرق إلى بعض المحاور الهامة خلال تلك البرامج ومنها دور التكنولوجيا في بناء المدن الذكية وتأثيرها على دعم الابتكار وتطوير اقتصاديات المستقبل وثقافة الابتكار والابداع والتعريف بالاتجاهات المعاصرة في تمكين الابداع وآليات التفكير والتعرف عن آليات التطبيقات المبتكرة ومواجهة المشاكل وتحويلها إلى أفكار مبتكرة فضلا عن إدارة عملية الابتكار .
وأوضحت عائشة سيف الامين العام لمجلس الشارقة للتعليم ان جهود الدولة في تبني وتعزيز استراتيجيات الابتكار لاسيما في مجال التعليم إنما تعود لفلسفة ورؤى ثاقبة لقيادتنا الرشيدة في السعي لتنبي لغة المستقبل لكون الابتكار هو درب هام لمن يريد إحداث التغيير وتطوير السياسات والبرامج والاستراتيجيات لتحقيق التطور وخلق القيمة المضافة في كافة مجالات وميادين التنمية والوصول بالأجيال إلى مرحلة متقدمة في هذا المجال .
وتحدثت الدكتورة آمنه عبدالله الضحاك الشامسي والحاصلة على درجة الدكتوراة في برمجة الروبوتات مؤخرا عن تجربتها ودراستها بمعاونة زميلتها الدكتورة سارة المعيني من ابتكار تطوير نظام ذكي لطائرة دون طيار وقصد استخدامها في إنقاذ ضحايا الحرائق السكنية وحمايتهم من الاختناق بالغازات السامة .
ولفتت الشامسي إلى أن فكرة مشروعها تتمثل في تزويد فرق الإطفاء بطائرات دون طيار حتى ترسل إلى داخل المبنى المتضرر في حالة اندلاع الحريق وتساعد أفراد الدفاع المدني لمعرفة أماكن الضحايا .. داعية إلى أهمية الاهتمام بالمدعين والمبتكرين وتوفير وسائل الدعم لهم مبكرا .
وأشار الدكتور عيسي البستكي رئيس نادي الامارات العلمي رئيس جامعة دبي إلى ضرورة وجود الحاضنات التكنولوجية والتي لابد أن تتوافر في كل مؤسسة وجهة .. منوها الى أهمية تسويق المنتجات الابتكارية ليتحول الابداع إلى انتاج عالمي ومنتج تجاري حيث أن 10 بالمائة فقط من الجامعات المحلية هي من تهتم بالجودة .
ولفت البستكي إلى أن متوسط الافكار التي يقدمها الفرد الياباني تصل إلى 25 فكرة جديدة وجميعها تتلاقى لتوفر 4 ألاف دولار سنويا .. مؤكدا على أهمية تجسير الفجوات المعرفية وبناء منظومة حيوية للمجتمع ترتكز على المعرفة .
من جانبه أشار الدكتور خالد صقر المري رئيس مجلس أولياء أمور الطلبة والطالبات في مدينة الشارقة إلى عمل مجلس أولياء الامور ضمن نطاق رؤية واستراتيجية مجلس الشارقة للتعليم .. مؤكدا أهمية بناء الطلبة والاجيال على امتلاك مهارات عالية في الابتكار من خلال بناء المواهب والقدرات الوطنية في مجال الابتكار مع التركيز على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات واستحداث مواد تعليمية في المدارس والجامعات خاصة بالابتكار وترسيخ ثقافة وطنية تشجع على الابتكار وريادة الأعمال.
وتحدث إبراهيم الحوسني المحامي والمستشار القانوني عن أهمية وعي المبتكرين بضرورة تسجيل اختراعاتهم في الجهات الرسمية لاسيما عند وزارة الاقتصاد لحفظ حقوقهم لإضفاء الشرعية على مخترعاتهم وابتكاراتهم ..
واصفا الأفكار بأنها ذبذبات تطير في الهواء وتتلاقى في عقول الكثير ولن تحسب لصاحبها إلا إذا تقدم بها إلى الجهات المختصة وسجلها ضمانا لحفظ حقه بها .. مشيرا الى أهمية مراجعة قانون الملكية الفكرية فهو لا يواكب الطفرة الجديدة التي يشهدها العالم في مجال الابتكار والابداع .
أرسل تعليقك