العين - سعيد المهيري
أكد عدد من الأكاديميين والخبراء والباحثين الاستراتيجيين، أن ما يقوم به دعاة الإسلام السياسي من تكفير وتخوين وتضليل لعقول الناس، سيما فئة الشباب منهم، هو تخدير للأذهان، وتغريب للأوطان، وقد أساءوا للدين الإسلامي وشوهوا صورته وقيمه السمحة، من خلال نشرهم أفكاراً هدامة مترافقة بأفعال شنيعة يندى لها جبين الإنسانية، والإسلام منها براء، مستندين في ذلك إلى بعض الآراء والفتاوى المجتزأة، التي لا تمت للإسلام وسماحته بصلة، وأشاعوا الفكر المتطرف والضلالي والكراهية.
ودعا المشاركون في الندوة إلى ضرورة تكثيف حملات التوعية والتوجيه بين جيل الشباب الذين هم أكثر الفئات استهدافاً من تلك الجماعات الضلالية والتكفيرية، مؤكدين في الوقت نفسه ضرورة توحيد الجهود لمكافحة تلك الأفكار ومروجيها، والعمل على نشر روح التسامح والاعتدال بين أفراد المجتمع وإعادة النظر في كتب ومناهج الثقافة الإسلامية في المدارس والجامعات.
جاء ذلك خلال الندوة الحوارية والتوعوية التي نظمها مركز المزماة للدراسات والبحوث، مساء أمس في حرم جامعة الإمارات، بحضور عدد من أعضاء هيئة التدريس وحشد كبير من طلاب الجامعة من مختلف الكليات ممن أثروا النقاش والحوار الذي شارك فيه كل من مدير مركز المزماة للدراسات والبحوث، الدكتور سالم حميد والكاتبة والباحثة الدكتورة أمل بالهول، والكاتب والباحث المغربي سعيد ناشد، وعميد كلية الدراسات الإسلامية السابق في جامعة قطر الدكتور عبدالحميد الأنصاري .
وأشار الدكتور سالم حميد إلى أن ما يطرحه أصحاب الفكر الضلالي من دعاة داعش وأخواتها من تنظيمات متطرفة تكفيرية بعيد كل البعد عن الفكر الإسلامي قولاً وفعلاً، بل هي أفكار تشوه الإسلام ومعانيه وقيمه، إنما هم يسعون في ذلك إلى نشر فكرهم التكفيري والإرهابي مستغلين بعض البيئات الحاضنة، وإثارة الحقد والكراهية، مشيراً إلى أن ما بات يطرح تحت مصطلح فكر الإسلام السياسي، وبات ينتشر بين الأوساط الفكرية والإعلامية، سيما في الغرب، ما هو إلا مصطلح مختلق.
حيث لا يوجد في الحقيقة شيء اسمه الإسلام السياسي، إنما هم لجأوا لذلك المصطلح المستحدث من خلال السعي لإشاعة أفكارهم الخاصة المجتزأة والمبتورة في ظل المتغيرات الإقليمية، مستفيدين من بعض التحولات في بعض الدول، ومن السخف أن يطرحوا في مشروعهم الهدام، انهم يسعون إلى خلافات إسلامية مستغلين التعاطف الشعبوي مع بعض الظواهر والحالات وفي الواقع ومن خلال أفكارهم وفتاواهم وأفعالهم التي تعتمد العنف المباشر من قتل وذبح وحرق بهدف ترهيب وترويع المجتمعات التي باتوا ينتشرون فيها، نتيجة للظروف الخاصة والتحولات التي تمر بها منطقتنا العربية.
من جانبها، تحدثت الدكتورة أمل بالهول، عن فن صناعة الكراهية، التي تحمل أكثر من تعريف، وكيفية صنعها وزرعها في العقول وتوظيفها في الخطاب الديني والثقافي، مشيرة إلى أن الكراهية حالة من عدم قبول جزء من العقل المختص بالمشاعر والأحاسيس الانسحابية إلى بعض العناصر الداخلة إليه عن طريق الأعصاب الدقيقة نتيجة تأثير العالم الخارجي في الشخص، ولها أنماط عدة، مؤكدة أن مصنعي الكراهية هم أصحاب البغي.
وأكدت أنه لابد من وجود حلول لمواجهة أهل البغي وشرورهم، للعيش بتسامح وسلام، مشيرة إلى أن كل ما تلجأ إليه تلك المجموعات المتطرفة ما هو في الحقيقة إلا تشوية مقصود ومتعمد للفكر الإسلامي الحنيف، وجميع أفعالهم وفتاواهم تسعى إلى تمزيق الأمة وإثارة النعرات والكراهية بين أفراد المجتمعات، مشيرة إلى أن ايدلوجيا التكفير والتنفير هي الأسلوب الذي يلجأ إليه دعاة تلك المجموعات، التي أقل ما يقال عنها إنها مجموعات إرهابية تسعى بشكل أو آخر إلى تدمير الأمة من خلال الاستناد إلى بعض الفتاوى والتفسيرات الضيقة.
أرسل تعليقك