شكا سكان في عجمان عدم تقيد سائقي حافلات مدرسية ومشرفين باللوائح والاشتراطات القانونية التي تضمن الحفاظ سلامة الطلاب أثناء نقلهم من وإلى المدارس، مشيرين إلى أنهم لاحظوا عدم تنفيذهم اشتراطات السلامة الواجب توافرها عند نزول الطلبة من الحافلات أمام بيوتهم، أو أمام المدارس.
وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إنهم شاهدوا سائقين ينزلون الطلبة قرب الإشارات المرورية، وفي أماكن خطرة، بعيداً عن الشارع، حتى لا يضطروا إلى الدخول الى بعض المناطق، وتلافياً لقطع مسافة إضافية، من دون وضع سلامة الطلبة في اعتبارهم، مطالبين باتخاذ إجراءات رادعة، ووضع آلية معينة لمراقبة الحافلات عند نزول الطلبة منها.
كما اشتكى مستخدمو طرق في عجمان السرعة الزائدة لبعض سائقي الحافلات المدرسية، وعدم الحذر عند دخول مواقف تجمع الطلاب، مطالبين دوريات المرور والشرطة بتحرير مخالفات مرورية بحقهم، للحفاظ على سلامة الطلبة.
بدورها، أكدت مؤسسة مواصلات الإمارات، فرع عجمان، فرض عقوبات عدة في حال عدم التزام السائق بقواعد السلامة، تصل إلى إنهاء خدماته، لافتة إلى أن السائق ملزم بإنزال الطلبة على بعد 200 متر من مكان سكنهم، كحد أقصى. وفي حال إنزالهم في أماكن غير مخصصة، يواجه عقوبات رادعة.
وتفصيلاً، قال رامي سعد (موظف)، إنه شاهد حافلة «تلفظ» طلبة تقلّ أعمارهم عن 14 عاماً على إشارة ضوئية، لافتاً إلى تجاهل السائق معايير الأمن التي تضمن سلامة الطلبة. وقال إن هذا التصرف قد يكلف الطالب حياته، لأن عليه أن يعبر الشارع إلى الجانب الآخر، نحو منزله، من دون أن يستبعد احتمال أن يكون هناك سائق متهور أو مسرع قادم نحو الإشارة، يحاول أن يلحق بها قبل أن تغلق.
وتابع أنه حاول تنبيه السائق إلى خطورة تصرفه، ولكنه لم يبد مهتماً بما يسمع، مطالباً بتشديد الرقابة على سائقي ومشرفي الحافلات المدرسية، ومعاقبة كل من يخالف القوانين ولا يحافظ على أمن وسلامة الطلبة.
وأكدت سعاد أحمد (ربة بيت) تسكن في منطقة الروضة، في عجمان، أن الحافلة المدرسية أنزلت ابنها في مكان غير مخصص للنزول، وبعيد عن الأرصفة، مضيفة أن ذلك حدث في الأيام الأولى من العام الدراسي. وتابعت أنها تحدثت إلى السائق وحددت له المكان الذي يتعين عليه أن ينزل ابنها فيه في المرات المقبلة، حتى لا تتعرض حياته للخطر، لافتة إلى أن «المنطقة لا تكثر فيها السيارات وهي منطقة غير حيوية، ولكن الحذر يجب أن يكون حاضراً في أي مكان وزمان للمحافظة على الأرواح».
وذكرت أنها لاحظت كثيراً من الحافلات المدرسية تنزل طلبة في منتصف الشارع، أو في المسرب المعاكس لباب البناية التي يقطنونها، الأمر الذي قد يتسبب في وقوع حوادث، مطالبة بتطبيق عقوبات بحق السائقين غير الملتزمين بقواعد السير وأمن وسلامة الطلبة.
بدوره، طالب علي رشيد (موظف)، بتشديد الرقابة على ركوب ونزول الطلاب من وإلى الحافلات المدرسية، لضمان سلامتهم، وإلزام السائقين بالتقيد بقوانين المرور المعمول بها في الإمارة، حيث لاحظ أن ابنه البالغ 15 عاماً ينزل من الباب قبل توقف الحافلة بشكل تام، مشيراً إلى أن سائق الحافلة مطالب بإغلاق بابها عند السير وعدم فتحه إلا عند توقف الحافلة التام. كما أكد أنه لاحظ أن هناك سائقين يقودون الحافلات المدرسية بسرعة على الطرق، مطالباً بتخصيص دوريات سرية لمراقبة الحافلات المدرسية.
وأشارت رانية الزبن (طالبة) إلى أن الحافلات لا تتوقف أحياناً عند صعود أو نزول الطلاب بمحاذاة الرصيف الأيمن، بل تتوقف وسط الشارع، ما يسبب ازدحاماً شديداً، مضيفة أنها تسكن في منطقة حيوية في الإمارة، ما يجعل مستخدمي الطرق في حالة انفعال عصبي شديد، خصوصاً في وقت الظهيرة.
وأكد مواطن (فضل عدم ذكر اسمه)، أن هناك مشرفي حافلات غير مؤهلين وغير مدربين على كيفية التعامل مع الطلبة، خصوصاً طلبة المرحلتين الإعدادية والثانوية، الذين يدعون إدراكهم للأمور وينزلون من الحافلات دون أخذ إذن المشرفة أو سائق الحافلة، مطالباً بزيادة دورات التأهيل والتوعية للمشرفين بأساليب التعامل مع هذه الفئة من الطلبة.
في المقابل، أكد مدير محطة الجرف في مؤسسة مواصلات الإمارات، فرع عجمان، ماجد عبدالرحمن الطنيجي، أن المؤسسة ممثّلة في مركز المواصلات المدرسية الحكومية، أن سائقي الحافلات يخضعون باستمرار لدورات مكثفة حول التعامل مع الطلبة وأولياء الأمور، واشتراطات السلامة خلال عملية النقل المدرسي، والمهام والواجبات المطلوبة من مشرفي النقل المدرسي، إضافة إلى كيفية إخلاء الحافلة المدرسية في الطوارئ.
كما أكد تهيئة مشرفي النقل والسلامة وإخضاعهم لدورات تدريبية، مشيراً إلى إعداد محاضرات ودورات توعية لهم حول قوانين المرور والنصائح والإرشادات التي يجب أن يلتزم بها السائق والمشرفة خلال الرحلة المدرسية، إضافة إلى دورات حول كيفية التعامل خلال الحالات الطارئة في الحافلات المدرسية، لافتاً إلى أن سلامة الطلبة المنقولين من الركائز الأساسية التي تقوم عليها استراتيجية المؤسسة خلال عملية نقلهم من منازلهم إلى المدرسة والعكس.
وعن العقوبات التي تتخذ بحق السائقين والمشرفين المخالفين، ذكر الطنيجي أن هناك ثلاثة أصناف من العقوبات، تتفاوت بحسب شدة المخالفة، فيما تصل إلى الفصل من العمل، في الحالات الخطرة (مثل نسيان طالب في الحافلة).
وأكد أن الحافلات المدرسية الخاصة والحكومية متشابهة، لافتاً إلى ورود شكاوى من أشخاص حول حافلة ما، ظناً منهم أنها تتبع المؤسسة، ولكن بعد التحري عن رقمها ومرجعها يتبين أنها تتبع مدرسة خاصة، مضيفاً أن المؤسسة غير مسؤولة عن الحافلات المدرسية الخاصة، بل هي مسؤولة عن أسطولها، وعن المدارس التي تتعاقد معها فقط.
خريطة طريق
قال ماجد عبدالرحمن الطنيجي، إن لدى المؤسسة أجهزة لمراقبة الحافلات، منها جهاز تتبع الحافلة المربوط بغرفة العمليات في وزارة التربية والتعليم، إضافة لغرفة عمليات المؤسسة، والكاميرات الموجودة في الحافلات لمراقبة ما يحصل داخلها، فضلاً عن منسقي الحركة لتتبع السائقين منذ الصباح الباكر حتى انتهاء الدوام.
وأوضح أن لكل سائق خريطة طريق يلتزم بها طوال الفصل الدراسي، وهو ملزم بعدم تغيير طريقه، وإنزال الطلبة في الأماكن المخصصة لنزولهم.
وبيّن أن الحافلات التي تعمل تحت مظلة المؤسسة تتبع سياسة استلام وتسليم، حيث تكون المشرفة ملزمة بتسليم الطالب خصوصاً في الحلقة الأولى ورياض الأطفال، لولي الأمر. أما طلبة الإعدادية والثانوية فلهم معايير خاصة لنزولهم، إذ إن السائق ملزم بإنزالهم على بعد 200 متر من مكان سكنهم كحد أقصى.
- السائق ملزم بإنزال الطلبة على بُعد 200 متر من مكان سكنهم كحد أقصى.
- «مواصلات الإمارات»: تلقينا شكاوى حول حافلات تبين أنها تتبع مدرسة خاصة.
أرسل تعليقك